كنوز ميديا _ ثقافة وفن
“السرديات ما بعد الكلاسيكية مصطلحات – موضوعات- إشكاليات” كتاب جديد للدكتورة نادية هناوي صدر حديثا عن مؤسسة أبجد للنشر والترجمة والتوزيع. وهو إحاطةٌ تفصيليةٌ بهذه السرديات من ناحية المصطلحات والموضوعات ومنها مثلا موضوعة (الأقلمة)، وما يتصل بها من اغراض وعناصر تساعد في التمييز وفهم علاقة النص المصدر بالنص المؤقلَم. ومن الاشكاليات التي يعالجها الكتاب اشكالية التبئير، وموثوقية التعبير الواقعي والمحاكاة والمؤلف والضمائر والأوضاع السردية وغيرها.
ويتألف الكتاب من ثلاثة فصول. وفيه تستكمل المؤلفة ما بدأته في كتابها “علم السرد ما بعد الكلاسيكي” من مناقشة الأطر الإجرائية والأجهزة المفاهيمية للسرديات ما بعد الكلاسيكية، التي تراها المؤلفة ابتكارية من ناحية الطريقة التي بها تعاملت مع المتراكم المعرفي، فاستطاعت تجاوزه بما وضعته من علوم سردية، أخذ كل واحد منها – في مرحلتنا الحالية – هيأته المستقلة بذاته ضمن حاضن معرفي واحد انجلوأمريكي.
ويشتمل الكتاب على كثير من المصطلحات والموضوعات التي تتعدى مناطق التداخل والبينية والانفتاح بالاستناد الى مرجعيات نظرية تتعلق بالتناص والمؤلف والسياق والأجناس والتلقي وما الى ذلك مما له علاقة بالتنافس النقدي ما بين المدرستين الانجلوامريكية والفرنسية. وعن ذلك تقول المؤلفة (لم يكن أمر الخوض في سجالات هاتين المدرستين مجرد صدفة عابرة، وإنما هو إحساس بخطورة هذا المجال الذي يتقدم في كل البلدان باستثناء بلادنا العربية مما اقتضى منا البحث في الأصول والإفادة من التقدم المعرفي للسرديات ما بعد الكلاسيكية في إعادة قراءة موروثنا الأدبي مع الاستعانة بالتعدد الاختصاصي).
وتقف المؤلفة عند ستة موضوعات تعد أساسية في دراسة السرديات ما بعد الكلاسيكية وتنتقل بعدها الى الاشكاليات التي تعترض عمل الدارس في مجال هذه السرديات. وتختتم الكتاب بالقول (وتظل الدراسات السردية مستمرة سواء في جذرها الذي هو أصل وقاعدة أو بفروعها التي هي متطورة على الدوام).