هل صفقة عيدان ألكسندر كشفت عجز نتنياهو؟؟؟؟

بقلم_  د محمد حسن الرقيمي

 

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية اضطرابًا غير مسبوق بعد تطورات خطيرة هزّت بنية الحكومة وأظهرت هشاشتها أمام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي .

المشهد برمته لم يكن مجرد خلاف سياسي عابر بل لحظة كاشفة عن عمق الأزمة التي تعصف بالمؤسسة الإسرائيلية على كل المستويات من القيادة إلى الجيش ومن الأجندات المعلنة إلى القرارات المصيرية.

 

الحدث المفصلي جاء من قلب ما يسمى التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة

ففي سابقة غير معهودة أقدمت واشنطن على عقد صفقة مباشرة مع حركة حماس للإفراج عن أحد جنودها المحتجزين دون الرجوع إلى الحكومة الإسرائيلية أو إشراكها في التفاصيل

ما جرى لم يكن إهانة دبلوماسية فحسب بل ضربة قاصمة لهيبة القيادة السياسية الإسرائيلية التي طالما ادعت السيطرة والهيمنة على مسار الحرب والملف الأمني في غزة.

 

الغضب الذي انفجر في تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين لا سيما وزير الأمن القومي لم يكن إلا ترجمة لحالة الضعف والتخبط التي تعيشها هذه الحكومة

بدلًا من الرد العملي لجأ الوزير إلى إطلاق دعوات متطرفة تتحدث عن التهجير القسري وقف المساعدات وفتح أبواب الجحيم في محاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة أو على الأقل صرف الانتباه عن الانكشاف المهين أمام العالم.

الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها أن الحكومة الإسرائيلية فقدت القدرة على اتخاذ القرار السيادي في أكثر الملفات حساسية وباتت عاجزة عن فرض رؤيتها حتى داخل التحالف الدولي الذي طالما دعمها .

هذا الانفلات السياسي ظهر بوضوح في تناقض المواقف بين أعضاء الحكومة وفي العجز عن تقديم خطة واضحة لمستقبل الحرب أو حتى لمصير الأسرى.

 

أخطر ما في الأمر ليس ما قيل في العلن بل ما يجري خلف الكواليس

التحرك الأمريكي المباشر مع فصائل المقاومة دون المرور عبر تل أبيب يشير إلى فقدان الثقة بحكومة نتنياهو

لم تعد واشنطن ترى فيه شريكًا موثوقًا يمكنه حسم الأمور أو حتى احتوائها

هذا وحده كفيل بإسقاط أي حكومة تدّعي أنها في حالة حرب وتحمل مشروع اجتثاث المقاومة .

 

في الداخل تتصاعد الأصوات التي ترى أن نتنياهو قاد البلاد إلى طريق مسدود

لا إنجازات عسكرية حقيقية ولا نصر سياسي ملموس ولا حتى خطاب موحد داخل الحكومة

وبدلًا من الخروج من النفق يغرق التحالف الحاكم في صراعات بينية وشعارات متطرفة لا تقنع حتى الشارع الإسرائيلي الذي بدأ يدرك أن القيادة الحالية تقوده من فشل إلى آخر .

 

في المحصلة ما جرى مؤخرًا ليس مجرد حادثة دبلوماسية بل تحوّل استراتيجي في نظرة العالم لإسرائيل وتحديدًا لحكومتها الحالية

لقد فقدت زمام المبادرة وخسرت ورقة الأسرى وانهارت أمام أول اختبار حقيقي مع حليفها الأول

أما الداخل فقد بات ساحة مفتوحة للانقسام والعجز بينما تستمر المقاومة في فرض حضورها وواقعها وسط صمت دولي لم يعد ينقذ إسرائيل بل يتركها تواجه نتائج قراراتها منفردة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى