نتنياهو يضرب القانون الدولي بعرض الحائط ويعرِّض المنطقة إلى خطر إندلاع حرب إقليمية!،
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
بقلم _ إسماعيل النجار
نتنياهو يضرب القانون الدولي بعرض الحائط ويعرِّض المنطقة إلى خطر إندلاع حرب إقليمية!،
ولا زال مستمراً في حَملَتِهِ العسكرية على الفلسطينيين في قطاع غَزَّة، وطائراتهِ تنتهك سيادة لبنان قصفاً وإغتيالاً وقواته البرية لم تبرح مكانها في النقاط الخمس المتبقية جنوباً رغم إتفاق وقف إطلاق النار والتزام لبنان بهِ،
أيضاً سوريا كانَ لها نصيب كبير مِمَّا رسمَ وخطَطَ له الهارب من المسائلة، فهوَ لا زالَ مُصِراً على رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد بريشتهِ الخاصة مُحَطِماً أسوار سايكس بيكو وماسحاً حذائه بسيادة كل الدُوَل العربية رغم مسعاه الدؤوب لتكريس علاقات جيدة معها تصل إلى حَد التطبيع، فسيطرة الجيش الإسرائيلي على أجزاء واسعه من جنوب سوريا التي يرغب في التوسع فيها أكثر فأكثر تشير إلى رغبته ضَم أراضٍ جديدة في ظل تفكك وضعف حلفاء المقاومة في المنطقة، فهوَ يرغب في إستغلال الظروف الدولية لتحقيق السيطرة الكاملة على قطاع غزة والتوسع الجغرافي داخل سوريا ولبنان وتحويل هذه الدُوَل إلى دويلات طائفية متناحرة،
وللفلسطينيين حصة الأسد من مخططات نتنياهو فإن إضعافهم وتفتيتهم وتهجيرهم أولوية لدية بعد تحويل مناطق سكنهم إلى أرض غير قابلة للحياة،
الدعم الأميركي واضح وجَلي والخلاف مع الإدارة الأميركية ليس إستراتيجياً بل تكتيكياً حول توسيع النفوذ الصهيوني عسكرياً وسياسياً،
لذلك وَجَبَ علينا التحذير من مغبة الإستمرار بالسير خلف طموحات نتنياهو التوسعية التي قد توصل الأمور إلى حَد إتساع الهُوَّة بين الدوَل العربية وبين تل أبيب، فالعرب ذاهبون للتطبيع بحدود الدولتين وأما غير ذلك يصبح الأمر خطير جداً وأثقل مِمَا تستطيع أكتافهم حمله،
بعض الاوساط السياسية الصهيونية والغربية بالإضافة إلى تقارير أمنية جميعهم يتناقلون نية إسرائيلية للمضي في الحرب على لبنان مجدداً،
واحتمالات شن هذه الحرب هذا العام ليست مرتفعة بشكل كبير جداً لكنها غير مستبعدة تمامًا وهناك عدة عوامل تؤثر على هذا الاحتمال،
إسرائيل تخلَّق الذرائع وتعتبر أن لبنان لم يلتزم بمتطلبات القرار 1701، وأن سلاح حزب الله لا يزال موجودًا جنوب الليطاني، مما يرفع من وتيرة التوتر على الحدود،
وهي لا زالت تستهدف عناصر حزب الله بهجمات محدودة وعمليات اغتيال ولم تتلقى أي رَد من المقاومة وهذا يعتبر شكل من أشكال الحرب لكن من دون مواجهة شاملة.
السيناريو المرجح قادم الأيام هو تصعيد محدود أو عمليات اغتيال جديده تطال وجوه رفيعه في الحزب، مع احتمال اندلاع حرب شاملة فقط في حال رد حزب الله بشكل كبير وازداد التوتر السياسي والعسكري.
بالتالي رغم وجود توترات عالية وتصعيد إسرائيلي، فإن الحرب الشاملة على لبنان ليست مرجحة بقوة في الوقت الحالي، لكنها تبقى خيارًا مطروحًا في ظل استمرار النزاعات والضغوط الإقليمية،
ترامب له حساباته الخاصه التي تتعارض مع حسابات نتنياهو بخصوص أزمة لبنان أولها الحفاظ على الجيش اللبناني حليفه الآقوى على الساحة اللبنانية، في حال حصل غزو بري إسرائيلي للبنان فإن تكرار واقع الإجتياح السابق عام 1982 سيتكرر وسينقسم الجيش وكافة المؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرىَ، وستخسر أميركا نفوذها بالخالص وتدخل إيران مجدداً إلى الساحة اللبنانية،
وفيما يخص جبهة شمال شرق لبنان أيضاً للأميركي حساب آخر لأنه في تلك المنطقة المسؤولية الأمنية تقع على عاتق الجيش اللبناني وأي صدام بين جماعة الجولاني وبين الجيش سيأخذ الأمور إلى مكان آخر،
لذلك تفضل إدارة ترامب إبقاء لبنان خارج اللعبة واستمرار تل أبيب بالعربدة والإغتيالات من دون وقوع حرب شاملة،
بيروت في،،
13/5/2025