التصنع بالإنسانية

بقلم _ بشرى المؤيد

الإنسانية هي أسمى صفه يتصف بها ذوي الأخلاق الحسنة والتي تكون أساس في تعاملاتهم،أفعالهم،أقوالهم و حتى سلوكهم فتأتي أحداث، وقائع،حروب،عدوان ؛ وتكشف صدق أو زيف من يدعون أن هذه الصفة تلازمهم بإسم الحقوق الإنسانية وعندما يأتي عدوان على دولة ما و يطالبون هؤلاء الناس بهذه الحقوق لا تجد إلا أنهم يكشرون بأنيابهم و يزدادون عدوانا ضد من يطالب بهذه الحقوق فينكشف الواقع المرير لهذه الإنسانية المزعومة التي غلفت بطابع مزيف ليس له وجود في الواقع وأن من يدعون أنهم إنسانيون أكتشف في الواقع أنهم لا يمدون لهذه الإنسانية لا من قريب ولا من بعيد.

 

الإنسانية معناها أن ترحم الناس ولا تعتدي عليهم من دون وجه حق. و الإنسانية هي نبع الدين الحنيف الذي جاء ليقوم سلوك الإنسان و يزرع في قلبه بساتين الإزهار من الأخلاق والقيم والمبادئ التي يندرج منها المحبة و الأمانة والإخلاص وتجعل من هذا الإنسان،إنسانا مؤمنا يعرف ما هي الحقوق و ماهي الواجبات التي عليه.

إن الإنسانية خلق عظيم لا يملكها إلا من تشبع قلبه وفاض بالأخلاق الحميدة فهي قيم، شعور، إحساس بالآخرين، جود،عطاء،كرم،رحمة ترحم بها الناس جميعا بغض النظر عن معتقداتهم، عقائدهم،دينهم، شرائعهم ؛ أي لاتقتل،لا تجرم،لا تروع،لا تعتدي،لا تجوع،لا تعطش، لا تظلم، لا تتكبر،لا تهدم بيوتا وعمرانا كما علمنا سيد الرحمة والإنسانية سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله الكرام وكان هذا طابع و سلوك المتقين المؤمنين الذين علمهم رسولنا مع من يخالفونهم في الدين.

أما منافقون الداخل ومن يتخصصون في بث النزاعات والفرقة والحقد والكره في أوساط الناس أنظروا ماذا عملت أحقادكم؟ وحدت قلوب الناس وجعلتهم عصبة واحدة تقف أمامكم بقوة لا تستطيعون بث الفرقة بين أوساط المجتمع أو خلختهم فقد أصبحوا قوة وجبهة قوية واعية تقف لكم بالمرصاد.

ومن يتخصصون في بث الإشاعات المرجفة ليروعوا خلق الله وبث إشاعات متفرقة هنا أو هناك وهي في الأصل كاذبة ألم تقرأو حديث رسول الله لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” وأن يشيع بينهم إشاعات و يختلقها كي تجعلهم لا يستقرون ولا يأمنون وتريدون بهذه الإشاعات زعزعة أمن المجتمع فتظنون أن هذا الوقت هي فرصتكم لتقتنصوها. ما أبشع حقدكم و كرهكم وما أبشع قلوبكم المريضة المتربصة.

انتم أيها المرتزقة والحاقدون لم و لن تجنون شيئا سوى غضب أرحم الراحمين عليكم. وإنكشاف سوئتكم للشعب الذين سيمقتونكم ويزدرونكم لأفعالكم البشعه فإذا كنتم تتشدقون بأنكم إنسانيون فأين هذه الإنسانية التي تنتقمون من أبناء جلدتكم لأنهم تمسكوا بأرضهم و ثبتوا فيها وزاولوا أعمالهم و نموا إقتصاد بلدهم فيها لم يكونوا كباقي الذين خرجوا بالأموال و أستثمروها في غير بلادهم بل دافعوا و ظلوا متمسكين بجذور بلدهم و دافعوا عليها من الغزو والعدوان بكل وسائلهم التي يمتلكونها.

كلا سيحاسب بما زرع من زرع خيرا سيجني الخير ومن زرع شوكا سيجني الشر فلا يمكن أن يكون زارع الشر أن يجني ويحصد وردا بل سيحصد ما جنت يداه من أفعال شريرة قدمها للناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى