كنوز ميديا – متابعة
في معركة كشمير، التي دارت رحاها بين السابع والحادي عشر من مايو 2025، ووصفت بأنها الأشدّ ضراوةً بين الهند وباكستان منذ أحداث 2019، كانت السماء مسرحاً لمعركة طاحنة استخدمت فيها أحدث الأسلحة التي أنتجتها دول مختلفة، إلا أن الأداء الأكثر خذلاناً، والذي شكّل عبئاً على الهند وأسهم في هزيمتها المدوية، كان من نصيب الأسلحة الإسرائيلية، التي عجزت عن تقديم أي نتائج تُذكر في ساحة القتال.
فشل الطائرات الإسرائيلية أمام نظيرتها السويدية في كشمير
في مجال الطائرات المجهزة بأنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً، كانت الهند تعتمد على ثلاث طائرات من طراز “إليوشن 76”، مزودةً بنظام الرادار “فالكون”، الذي تنتجه شركة “ELTA” الإسرائيلية، إلى جانب ثلاث طائرات هندية الصنع، أما باكستان، فقد نشرت تسع طائرات من طراز “ساب 2000” السويدية، المجهزة بنظام “Erieye”، الذي أثبت تفوقه في المواجهة.
الرادار الإسرائيلي “فالكون”، الذي يعتمد تقنية الصفيف المرحلي النشط، كان يُروج له باعتباره من بين الأنظمة الأكثر تقدماً في العالم، بمدى كشف يبلغ 400 كيلومتر وتغطية كاملة بزاوية 360 درجة، غير أن أداؤه في سلاح الجو الهندي، سواء خلال مواجهات 2019 أو في المعركة الأخيرة، لم يكن سوى دليل على الفشل المتكرر.
في المقابل، أثبتت الطائرات السويدية قدرتها على كشف تشكيلات الطيران الهندي بمجرد دخولها في نطاق 300 كيلومتر من الحدود، ما مكّن القوات الجوية الباكستانية من نصب كمائن محكمة، أما الطائرات الإسرائيلية، فقد أخفقت في حماية مقاتلات “رافال” و”سوخوي 30″، التي وقعت في شراك الطائرات الصينية ومنظومات الإنذار السويدية التابعة لباكستان، حيث فقدت الهند خمس مقاتلات دون أن تتمكن حتى من الرد.
القتال الجوي: أنياب التنين الصيني تهزم “إسرائيل” وفرنسا
رغم أن الهند هي من بادرت بشن هجوم جوي مفاجئ، إلا أن الرد الباكستاني العاصف في الليلة الأولى، الذي أدى إلى إسقاط مقاتلات “ميراج 2000”، “سوخوي 30”، وأيقونة الهند “رافال”، أثار دهشة الخبراء العسكريين على مستوى العالم.
بعد معركة 2019، أقرت الهند بأن صواريخ “R-77” الروسية الموجهة بالرادار، والمثبتة على مقاتلات “سوخوي 30”، كانت أقل مدى من صواريخ “أمرام” الأمريكية، التي تحملها مقاتلات “F-16” الباكستانية، ما جعل الهند عاجزةً عن المبادرة بالهجوم، ومع ذلك، كانت الهند تأمل أن أنظمة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية المثبتة على “سوخوي 30” ستتمكن من تشتيت الصواريخ الأمريكية في اللحظة الأخيرة، وهو ما حدث جزئياً في 2019، عندما أسقطت القوات الباكستانية مقاتلةً هنديةً واحدةً فقط من طراز “ميغ 21”.
لكن الهند قررت معالجة هذا القصور عبر برنامج مكلف، شمل تسليح مقاتلاتها “سوخوي 30” بصواريخ “I-Derby ER” الإسرائيلية، التي يبلغ مداها أكثر من 110 كيلومترات، فضلاً عن شراء مقاتلات “رافال” الفرنسية المزودة بصواريخ “ميتيور”، التي تُعد من بين الأكثر تطوراً في العالم بمدى يزيد على 300 كيلومتر.
ورغم هذه الترقيات، تعرضت المقاتلات الهندية، بما في ذلك “رافال”، “ميراج 2000”، و”ميغ 29″، لعملية إبادة داخل عمق الأراضي الهندية بواسطة الصواريخ الصينية “PL-15”، فيما فشلت الصواريخ الإسرائيلية المتطورة في تغيير مسار المعركة لمصلحة الهند.
حتى أنظمة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية “El/M-8222”، التي كانت الهند تعوّل عليها، لم تتمكن من إنقاذ الموقف. ووفقاً لتسجيلات الاتصالات اللاسلكية بين الطيارين الهنود وقواعدهم، لم يكن الطيارون على دراية حتى باقتراب الصواريخ المعادية.
خيبة أمل الهند في منظومات الدفاع الإسرائيلية
كانت الهند تعتمد أيضاً على منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية “سبايدر”، التي تضم صواريخ “ديربي” و”بايثون 5″، فضلاً عن منظومة “باراك 8” للدفاع الصاروخي، وقد وضعت الهند آمالاً كبيرةً على هذه الأنظمة للتصدي لهجمات الصواريخ الباكستانية الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية، واحتفت “إسرائيل” بهذه الأنظمة عبر حملات دعائية مكثفة، مستعرضةً أداءها في المواجهات داخل الأراضي المحتلة.
لكن كما هو الحال في فشل الدفاعات الإسرائيلية أمام ضربات المقاومة الفلسطينية، أظهرت هذه الأنظمة ضعفاً كبيراً في معركة كشمير، حيث لم تستطع التصدي لوابل الصواريخ والطائرات المسيرة الباكستانية، التي أصابت قواعد جوية هندية في العمق.
في المحصلة، شكّلت معركة كشمير اختباراً ناجحاً للأسلحة الصينية، وفضحت عجز الأسلحة الأوروبية والإسرائيلية، لتكون النتيجة ثقة نيودلهي بهذه المنظومات، التي جلبت لها الهزيمة والعار في ساحة القتال والدفاع.ع666