بغدادُ، يا دربَ الهدى والسُؤددِ

بغدادُ، يا دربَ الهدى والسُؤددِ

يا لحنَ آلِ البيتِ في كلِّ الغدِ
يا منبعَ الأرواحِ، تنسجُ نورَها
من فجرِ سومرَ، والرموزِ السرمدِ

فيكِ الحضارةُ، حين خطَّ سطورَها
آشورُ في شرفِ الديانةِ واليدِ
والكلدُ سافرَ في المدى بممالكٍ
أطلقتْ ضياءَ العقلِ قبلَ المولِدِ

حتى إذا لاحَ الوصيُّ بحكمةٍ
جاءتْ خُطاهُ على الدروبِ توحُّدِ
نجفُ العقولِ، وسرُّ علمٍ ناطقٍ
قمرٌ يُشِعُّ بكلِّ دربٍ أسودِ

والحُسينُ بكربلاءَ محجَّةٌ
للصابرينَ، وللدموعِ المُوشَّدِ
يا قِبلةَ العاشقِ إذا اشتدَّ الأسى
ومقامَ مَن سكبَ الحقيقةَ في يَدِ

وكأنَّ زينبَ في المدى تتلو الأسى
فتذوبُ كربُكِ في الحناجرِ والجَدِ
وإذا الكواكبُ انطفأنَ بمهجِها
ظلَّ الحسينُ النورَ في المستوقدِ

والكاظميةُ، مهبطُ الأرواحِ في
حضنِ الإمامِ، ومَن له لم يُجحَدِ
موسى الكَظيمُ، ونجلُهُ نجمُ العُلى
بابُ الجوادِ، وسرُّ عزٍّ مُفرَدِ

وسُرَّ مَن رآكِ يا سمراءُ في
حضنِ الإمامينِ العظيمينِ الهُدى
نَجلانِ من نسلِ الهداةِ، سرجُهم
يبقى الدليلَ لكلِّ قلبٍ موحِّدِ

يا عاصمةَ الإيمانِ، يا بغدادُ، يا
دارَ المحبةِ والمقامِ السُّؤدُدِ
من آلِ طهَ قد سرى بكِ مجدُهم
فاخترتِ وجهَ الحقِّ دونَ تردُّدِ

لا تُذكَري إلّا وذِكرُكِ من هُدى
ومديحُ آلِ البيتِ أسمى مُرشِدِ
هم سادةُ الأكوانِ، طُهرُ دموعِنا
وبهم نُرجّي الفتحَ دونَ تردُّدِ

بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى