خَسِئْتُم يا أحفاد القردة والخنازير

 بقلم_ أم هاشم الجنيد

ها قد عاد الصراخ من تل أبيب، وعادت الأصوات المرتجفة تملأ الشاشات تهديدًا ووعيدًا. كأنما تعتقد صهيون أن صوتها العالي سيغطي على خيبتها المتراكمة منذ أن دخلت المعادلة اليمنية على خط الصراع. نتنياهو ومن معه لا يملكون من القوة إلا عنتريات من ورق، تطفو فوق بحر من الرعب الذي غمر قادتهم منذ أن صار اليمن لاعبًا لا يمكن تجاوزه.

يتبجحون بتهديد القائد السيد عبد الملك الحوثي، ولا يدركون أن من يهدد حفيد حيدر الكرار كمن يسكب الماء على صخرٍ أصمّ، لا يلين ولا ينكسر. السيد عبد الملك لم يكن زعيمًا سياسيًا يُمارس الخطابة من برجٍ عاجي، بل هو روح أمة، ونبض شعب، وامتداد لتراثٍ خالد لا يعرف المساومة ولا الانكسار.

إنهم لا يعرفون تاريخهم ولا تاريخنا، فقد تهاوت حصونهم على يد الكرار وأنصار المصطفى، واليوم ستتهاوى على يد شبل حيدر وأحفاد الأنصار. فمن العجب كيف يجهلون من يقود اليمن ومن رجالها، لم تكن يومًا أرضًا سائغة للغزاة، ومن يسكن جبالها لا ينحني إلا لله، ولا يسجد إلا للحق.
فالسيد القائد اليوم لا يقف وحيدًا، بل خلفه ملايين الأحرار الذين تربوا في مدرسة القرآن، وشربوا العزة من كأس الحسين، وحملوا على أكتافهم إرث الأنصار الذين قاتلوا في بدر وأحد، والذين وقفوا بوجه الطغيان كما وقفوا مع رسول الله في أولى خطوات الدولة الإسلامية. هؤلاء هم الذين يجددون اليوم عهد الولاء، ويصنعون مع القائد خارطة النصر.

ما حدث في غزة لم يكن مشهدًا منفصلًا عن المشهد اليمني، وما يجري في ساحات العزة لم يكن بعيدًا عن قرار صنعاء. كل الطائرات والصواريخ والسفن الصهيونية تعرف الآن أن اليمن ليس بعيدًا، وأن صوته يسمع في البحر الأحمر، وتوقيعه يضرب في عمق فلسطين. هذا ليس ترفًا سياسيًا، بل موقف عقائدي ثابت لن تزعزعه تهديدات قادة العدو.

فلتعلم صهيون أن من تهددونه لا يخاف، وأن من تظنون أنكم سترهبونه قد تربى في كهوف العز والصبر، وتشرب القوة من سورة الأنفال والتوبة، وتسلّح بحكمة علي وبأس العباس. تهديدكم له لا يزيده إلا ثباتًا، ولا يزيدنا نحن إلا فخرًا بأننا في زمنٍ فيه رجلٌ من طينة العظماء، يذكّرنا بالإمام علي وهو يسحق أبواب الحصون.

هذا القائد لا يُشترى، ولا يهاب، ولا يفاوض على الدماء. هو الوعد الصادق، والبشارة الموعودة، واليد التي ستمتد يومًا لاجتثاث الغدة السرطانية من خاصرة الأمة. نعم، القدس لن تُفتح إلا على يديه، لا لأننا نحلم، بل لأن المعادلة تغيرت، ولأن النبوءات لا تتحقق إلا عندما تتوفر شروطها، وقد اجتمعت في هذا القائد كل الشروط.
لن تنفعكم صفقات التهويد، ولا مؤتمرات الخيانة، ولا تحالفات الخنوع. ما يُبنى على الظلم لا يدوم، وما يعلو على جماجم الأطفال لا يرتفع، بل يهوي. وحين يهوى، فلن تجدوا لكم مأوى، لأن كل الأرض سترفضكم، وكل السماء ستلعنكم، وكل الشرفاء سيقفون بوجهكم حتى تسقطوا وتسقط دولتكم الكرتونية.

وفي الاخير نقولها بلغة العزة خَسِئْتُم. خَسِئْتُم يا أحفاد القردة والخنازير، يا من توهمتم أنكم باقون، وأن صوت الحق سيسكت. لا ورب العزة، لن نسكت، ولن نلين، وسيبقى قائدنا السيد عبد الملك الحوثي شوكة في حلوقكم، ورايةً ترفرف في سماء الكرامة، حتى تتحقق الوعود الكبرى، ويشرق فجر النصر من أرض العروبة إلى قدس الأقداس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى