في ذكرى النكبة: نور الحقيقة في وجه الظلام

بقلم _غيداء شمسان غوبر

في غمرة الأحداث المتسارعة، وفي خضمّ محاولاتٍ دؤوبةٍ لطمس الحقائق وتزييف الوعي، تأتي ذكرى النكبة الأليمة، لا لتكون مجرد محطةٍ لاستذكار الماضي المؤلم، بل لتكون مناراً يُضيء دروب الحاضر والمستقبل وفي هذه الذكرى، يرتفع صوتٌ من عمق الإيمان واليقين، صوت السيد القائد، ليضع النقاط على الحروف، ويُعيد للأمة بوصلتها التي حاول الأعداء والمتخاذلون تعطيلها.

لم تكن كلمته مجرد خطابٍ عابر، بل كانت درساً بليغاً، وتلخيصاً عميقاً للعبر المستقاة من تلك الفاجعة التاريخية لقد استنطق التاريخ، ونبش في ثنايا الأحداث والوقائع، ليُقدم الحقائق عاريةً أمام الأمة، لا مواربة فيها ولا تجميل كشف عن جوهر الصراع، وعن حقيقة العدو الذي يتربص بنا، ليس من منطلق تحليلٍ سياسيٍ سطحي، بل من عمق فهمٍ لمعتقداته وفلسفته الوجودية.

لقد شرح بوضوحٍ لا لبس فيه، أن هذا الكيان ليس مجرد محتلٍ لأرض، بل هو كيانٌ قائمٌ على أساسٍ عقائديٍ خطير: استباحة الغير هذه الفلسفة اليهودية المتطرفة، التي ترى في الآخرين مجرد “أغيار” يمكن استغلالهم، إهانتهم، بل وإبادتهم دون وازعٍ من ضمير أو دين، هي التي تُشكّل جوهر هذا الكيان وطابعه الإجرامي إنها ليست مجرد سياساتٍ قابلة للتغيير، بل هي عقيدةٌ متأصلةٌ، تُغذّي العدوانية وتُبرر الجرائم.

ولئن كان هذا هو جوهر الكيان، فإن النتيجة الحتمية التي خلص إليها السيد القائد، والتي يجب أن تعيها الأمة جيداً، هي أنه لا إمكانية للتعايش معه، ولا للسلام معه بالمعنى الحقيقي للكلمة فكيف يمكن التعايش مع من يرى في وجودك تهديداً لوجوده، وفي دمك حلالاً له؟ كيف يمكن إبرام سلامٍ حقيقيٍ مع من يعتبرك “غيراً” لا حقوق له ولا كرامة؟ إن السلام الذي يُروّج له البعض، والذي تسعى إليه الأنظمة المتخاذلة، ليس في حقيقته إلا استسلاماً استسلامٌ لإرادة العدو، وتخلٍ عن الحقوق والمبادئ، وقبولٌ بالعيش تحت سقف الذلّ والمهانة.

لقد أكد السيد القائد أن الطابع العدائي لهذا الكيان ضد الإسلام والمسلمين هو طابعٌ أصيلٌ، لا يمكن أن يتغير مهما فعلت الأنظمة، ومهما قدمت له من تنازلاتٍ وقرابين فمن ينظر إليك كـ “غيرٍ” يمكن استباحته، لن يُغير نظرته هذه مهما حاولت أن تُظهر له الودّ أو تُقدم له الهدايا إن محاولات التطبيع والتقارب مع هذا الكيان هي محاولاتٌ عبثيةٌ، كمن يحاول ترويض ذئبٍ مفترسٍ بتقديم لحم إخوانه له لن تزيد هذه المحاولات الكيان إلا غطرسةً وتوحشاً، ولن تجلب للأنظمة إلا المزيد من الذلّ والهوان.

في ذكرى النكبة، لم يقدم السيد القائد مجرد تحليلٍ سياسي، بل قدم رؤيةً شاملةً تستند إلى التاريخ والعقيدة والواقع وضع الحقائق أمام الأمة بصدقٍ وشجاعة، ليُعيد لها الوعي بحقيقة عدوها، ويُحذّرها من وهم السلام والاستسلام إنها دعوةٌ للاستفاقة، للعودة إلى جوهر الصراع، ولإدراك أن الطريق الوحيد للتعامل مع كيانٍ إجراميٍ قائمٍ على استباحة الغير، هو طريق المقاومة والصمود، لا طريق الانبطاح والتطبيع فالحقيقة ساطعةٌ كنور الشمس: لا سلام مع الذئب، ولا تعايش مع من يرى فيك “غيراً” يُستباح.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى