رهانات خاسرة

بقلم _ فاطمة بخيت

في سبيل السيطرة والهيمنة، عملت أمريكا منذ نشأتها على استخدام أسلوب القمع وارتكاب الجرائم والمجازر وحروب الإبادة الجماعية، بدءًا بإبادة الهنود الحمر السكان الأصليون لأمريكا، لتتجه بعد ذلك لحرب الكثير من البلدان والشعوب والقيام بالعديد من الأنشطة العدائية ضدها مثل: احتلال البيرو، العدوان على نيكاراغوا، غزو كولومبيا، احتلال كوبا، احتلال الصين، العدوان على العراق، الهجوم على أفغانستان، العدوان على اليمن، دعمها اللامتناهي للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة وارتكابه للمجازر البشعة والمروعة، والقائمة تطول.

وفي الوقت الذي تمارس فيه أمريكا تلك الجرائم والاعتداءات، يقف العالم صامتًا يتفرج، ومنهم من يقوم بمساعدتها في تلك الجرائم؛ لأنّ الغول الأمريكي أصبح مصدر رعب للكثير من الدول والأنظمة في العالم، ولا أحد يجرؤ على معارضته والوقوف في وجهه، إما خوفًا من بطشه، أو طمعًا من قِبل الحكام لإبقائهم في السلطة.
وقد أسهم صمت تلك الأنظمة إلى زيادة التغول الأمريكي، وفتح شهيته للمزيد من البطش والفتك بالشعوب والبلدان ونهب ثرواتها ومقدراتها، فأمريكا ومن وراءها الغرب الإمبريالي يطمعون ويسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى السيطرة على العالم، وينفقون في سبيل ذلك أقصى طاقاتهم وإمكاناتهم، ومع تمكن ذلك الغول من السيطرة على الكثير من البلدان ترسّخ لديه بأنّه أصبح كالآلهة، يمكنه أن يهيمن على العالم ويتحكم بشؤونه وتوجهاته وتحركاته.
وعندما قامت عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023م الذي وجهت فيه حركات المقاومة الفلسطينية ضربة قوية لكيان العدو الإسرائيلي، لم يتحمل ذلك الطفل المدلل تلك الضربة التي رأى أنّها تمس كيانه المهترئ، وتخدش صورته المشوهة، فما كان منه إلا أن استنفر قوى الغرب المجرم الذي ساعده في تأسيس كيانه المجرم على أشلاء المظلومين والمقهورين، وهب الكثير منهم لمساعدته لارتكاب المزيد من الجرائم في غزة، لكنهم فشلوا في القضاء على أصحاب الحق رغم ما ارتكبوه من مجازر مروعة.
لقد التزمت الكثير من البلدان الصمت المخزي والمهين تجاه ما يحصل في غزة، في حين هب محور المقاومة لنصرته ومساندته، وبذل التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك، ومن بينها اليمن الجريح الذي ضمد جراحه، ونهض كالطود الشامخ مدافعًا عن غزة، غير مبال بالتبعات والعواقب، وفرض حصارًا بحريًا على العدو المجرم ومن ساعده ووقف معه من الغرب الكافر، وعلى رأسهم الأمريكي، قائد تحالف حارس الازدهار، الذي آل إلى البوار، ولم يتمكن من منع اليمنيين من مساندة أبناء غزة، واستهداف سفن دول العدوان، ولم يجد تحالفهم الذي راهنوا عليه نفعًا، ولم يتمكنوا من إيقاف العمليات اليمنية في البحر، أو في عمق الأراضي المحتلة، شعرت أمريكا أنّها في مأزق، لا سيما في الجولة الثانية من العدوان على غزة، مما جعلها تضاعف من تواجدها في البحار المحيطة باليمن باستقدامها حاملات الطائرات، وكلما فشلت حاملة استعاضت عنها بأخرى، وعززت تواجدها بشكل أكبر وأوسع لعل ذلك يشكل عامل ردع لليمنيين، أو يمثل عامل ردم للصدع الذي أحدثته العمليات اليمنية على أرضية الهيبة الأمريكية التي مكثت أمريكا في تشييدها من دماء وأشلاء المظلومين لعقود وأزمنة متعاقبة.
تضاعفت العمليات اليمنية كلما تمادى المجرم في إجرامه بحق أبناء غزة، وفي المقابل تحاول قوى العدوان ردع البأس اليماني بارتكابها للجرائم الوحشية على الأراضي اليمنية، ظنًا منها أنّ تلك الجرائم والمجازر الوحشية ستثني الشعب اليمني عن مساندة أبناء غزة، ويومًا بعد آخر تتضاعف الخسائر بشكل كبير على الأمريكي في مساندته للعدو الصهيوني، حتى وجد نفسه في مأزق كبير ومستنقع عميق يعجز عن إنقاذ نفسه منه، لذا وجد في نهاية المطاف ألَّا نجاة له من ذلك إلا بطلب الاتفاق مع الحكومة اليمنية التي أخذت على عاتقها نصرة أبناء غزة وفلسطين بشكل عام، لتتبخر بعد ذلك العنجهية الأمريكية، ويجد الغول الأمريكي الذي راهن على كسر الصمود اليمني نفسه مجبرًا على تقديم التنازلات للحفاظ على هيبته المصطنعة بين البلدان والشعوب، لينزل من برجه العاجي ويجلس على طاولة التفاوض مع الطرف اليمني بعيدًا عن ربيبته إسرائيل التي صُدمت من ذلك التوافق، وصرح بعض أفراد كيانها بأنّهم أصبحوا وحيدين مقابل ما أسموه بالتهديد الحوثي الذي فرض الحصار على الملاحة الجوية مؤخرًا على الكيان الغاصب، ليجد نفسه في مأزق بعد أن خسر كل الرهانات التي راهن عليها هو والأمريكي في إيقاف الشعب اليمني عن مساندة أبناء غزة.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى