الوحدة لا تشيخ..

بقلم_  الشيخ عبد المنان السنبلي.

لماذا لم نعد نسمع أهازيج الوحدة..؟!
لماذا أصبحت ذكرى الوحدة اليمنية تمر علينا مرور الكرام، وكأنها لم تكن..؟!
مالذي جرى يا قوم ؟
هل شاخت الوحدة..؟
أم أنها العقول وحدها من تشيخ..؟!
أم ماذا يا تُرى..؟!
وما ذنب الوحدة..؟!
يعني: إذا كان ثمة من ينظر إلى الوحدة نظرة قاصرة أو دونية لأسباب تتعلق به نفسه وبنفسيته المريضة والحاقدة، فالوحدة، بصراحة، ليست ملك فصيلٍ سياسيٍ بعينهٍ أو حزبٍ بذاته أو أي مكونٍ أو تيارٍ أو حراك أو شمالٍ أو جنوب حتى يُعطي لنفسه الحق في أن يبت في أمرها أو يبحث في مصيرها، ولكنها ملكٌ للأمة وحقٌ مكتسبٌ أصيلٌ لكل أبناء الشعب اليمني..
هي أيضاً ليست ملك جيلٍ بعينه حتى يمتلك، في لحظة سقوطٍ وانحطاطٍ وطني وقيمي، قرار الإجهاز أو الانقلاب عليها، وإنما هي ملكٌ لكل الأجيال اليمنية المتعاقبة والمتوارثة، السابقة منها واللاحقة..
كما أنها ليست نتاج فكر معين أو صنيع فردٍ أو حزبٍ أو مؤسسة محددة حتى يحاول البعض أن ينسبها إليه وحده، وينفيها عن من سواه..
هي، في الحقيقة، ثمرة وحصاد نضالات وتضحيات أجيالٍ وأجيال عبر عشرات ومئات السنين..
ألم تكن يوماً لنا ولآباءنا وأجدادنا حلم الأحلام وأسمى الأماني والآمال، فمن خولك، أنت أو هو، أن تصادروا، في لحظة طيشٍ وانتهازيةٍ رخيصةٍ، علينا وعلى آباءنا وأجدادنا هذا الحلم..؟
نازعوا ما شئتم، وقاتلوا من شئتم، قاطعوا وخاصموا واختلفوا مع من شئتم، لكن لا تقربوا من الوحدة..
لا تجعلوا منها، بأي حالٍ من الأحوال، أمراً قابلاً للنقاش أو المساومة أو المقامرة، ولا تضيعوها فتخسروا أنفسكم وتخسروا الشعب..!
فالوحدة لم تذنب بحق أحد،
أنتم، بصراحة، من أذنبتم بحقها يوم أن فكرتم لؤماً بأن تجعلوا منها شماعةً تعلقون عليها أسباب فشلكم وحماقاتكم وأخطاءكم بحق أنفسكم وحق الوطن.
يوم أن رهنتم مصيرها وأخضعتموه لحسابات إقليمية معقدة، حساباتٍ لم تكن يوماً تضمر لهذه الوحدة وهذا الشعب إلا كثيراً ومزيداً من الحقد والنقمة والســوء..
على أية حال،
وباختصار..
قد نتراجع يوماً، وفي لحظة من اللحظات، عن أي شيءٍ ثمينٍ وعزيزٍ لنا في هذا الوطن، إلا أنه لا يمكن، بأي حالٍ من الأحوال، أن نتراجع قيد أنملة أو نتنازل أو نفرط بالوحدة؛ فالوحدة اليمنية خط أحمـر، من اقترب منه أو حاول المساس به خاب وهلك وخسر..
وعلى الباغي تدور الدوائر..
عاش اليمن حراً عزيزاً مستقلاً..
والنصر لليمن وفلسطين ولكل أحرار الأمة..
عيد وحدة مجيد..
وكل عام وأنتم واليمن وفلسطين وسائر أحرار الأمة العربية والإسلامية بألف ألف خير وعافية..

#جبهة_القواصم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى