عدوان الإبادة على غزة جريمة حرب منظمة تتجاوز حدود الإنسانية ووصمة عار في تاريخ البشرية

بقلم _ فتحي الذاري

 

يمثل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بقيادة المجرم بنيامين نتنياهو، جريمة حرب من نوع فريد، تجسد أبشع صور الإجرام والإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. فالقاتل يواصل سفك الدماء، ويستهدف الأطفال والنساء، ويمارس مجازر إبادة جماعية، تتجاهل المبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتتشابه مع فصول من جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري والتدمير الشامل لمقومات الحياة.
تحت ذرائع زائفة تتعلق بالحفاظ على أمن كيان الاحتلال الإسرائيلي ، ينفذ الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على قطاع غزة، يمنع دخول الغذاء والدواء والماء، ويقيد وصول الاحتياجات الأساسية، في محاولة لفرض إبادة بطيئة على الشعب الفلسطيني، وتجويعه وتدمير حياته، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي يتواطأ أو يتجاهل بشكل مريب، ما يفاقم من مأساوية الوضع.
إن هذا العدوان واليائس منطق الاحتلال، الذي يبرر جرائمه بمعاداة الشعوب الحرة والمتظاهرين بالحفاظ على أمن كيان محتل للأرض الفلسطينية، يمثل عارًا على الإنسانية جمعاء. فممارساته لا تقل عن جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية، بل تتجاوزها في التجرد من الإنسانية والرحمة، وسط صمت دولي مريب، سمح لهذا المجرم، نتنياهو، وكيانه الإرهابي، بممارسة أبشع أعمال الإبادة والتدمير.
وفي ظل هذا الصمت المعيب، يتمادى قادة الاحتلال في إهانة المجتمع الدولي والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبحت بمواقفها المتواطئة والغير مبالية، شركاء في جرائم الحرب هذه. فالدول التي تدعي دعم حقوق الإنسان والعدالة، أصبحت عاجزة عن إيقاف هذا المجرم، الذي يواصل استباحة دماء الأطفال والنساء، من دون أن يلقى حتى أدنى ردع أو محاسبة حقيقية.
أما فيما يخص موقف بعض القادة العرب، خاصة عبدالفتاح السيسي، الذي يواصل تبرير أو التراخي أمام جرائم الاحتلال، فذلك يؤكد موقفًا مأساويًا، يهدد المبادئ الوطنية والإنسانية، ويكشِف عن تبعية مفضوحة لأوامر الخارج، واستخفاف بحياة الشعوب الفلسطينية، وحقوقهم، ومستقبل أجيالهم. فالأمن المزعوم الذي يتشدقون به يصبح وهمًا، حين يُستخدم لصالح المحتل، ويديم معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.إن صمت المجتمع الدولي، وتخاذل الدول وقادتها عن وقف الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، يضاعف من إدانة الإنسانية وعيوبها الأخلاقية. إن التاريخ لن يغفر لهذا الصمت، فالمقاومة الفلسطينية، رغم كل قصف وإجرام الاحتلال، ستظل رمزًا للصمود والكرامة. وعلى العالم أن يدرك أن العدالة لا تُصان بالصمت، وأن القهر والدمار الذي يتعرض له شعب غزة لن يمر بدون حساب، وأن على الجميع أن يتحمل مسؤولياته في إدانة هذه الجرائم، والعمل على وقفها، وإعادة الحق لأصحابه، قبل أن يفوت الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى