كنوز ميديا – خاص
منذ عام 2003، استغلت الحركة المدخلية ـ وهي فرقةٌ دخيلة ترتدي عباءة الدين ـ الفوضى التي أعقبت الاحتلال الأمريكي لتتسلّل إلى الجسد العراقي، تحت رعايةٍ سعوديةٍ وتمويلٍ مشبوه. هذه الحركة، التي يدين منظّروها بالولاء للحكام لا للحق، ما هي إلا ذراع تخريب فكري ومذهبي، تستهدف هوية العراق المتجذرة بالتنوع والانتماء لخط أهل البيت عليهم السلام.
المدخلية… دين الطاعة العمياء للحاكم الظالم
أساس الفكر المدخلي قائم على طاعة “ولي الأمر” أيًا كان، حتى لو كان غازيًا أو فاسقًا، ما لم يُظهر “كفرًا بواحًا” بزعمهم. هذا الانحراف العقائدي لا يمتّ بصلة لنهج النبي وآل بيته الذين واجهوا الطغيان ولم يهادنوه. فهل من الدين أن يُؤمر الناس بطاعة بريمر وأمثاله؟! هل من الإسلام أن يُمنح المحتل شرعية دينية؟!
ولاء للسلطة وعداء للحق
في العراق، تحالفت المدخلية مع الأنظمة المتعاقبة، لا سيما في عهد نوري المالكي، لتكون أداة طائفية تقصي مخالفيها وتكفّرهم، خصوصًا أبناء الطائفة الشيعية، واصفةً إيّاهم بـ”أهل البدع”، ومحرضة على مذهبهم ورموزه. موقفهم من الشيعة لم يكن فقط عداءً مذهبيًا، بل تنفيذًا لأجندة استعمارية هدفها إضعاف العراق من الداخل.
فتن في كل اتجاه… حتى داخل صفوفهم
لم يكن داخل هذا التيار من استقرار، فشيوخهم يكفّر بعضهم بعضًا، ويصفون بعضهم بـ”أهل الفتن”، كما قال شيخهم المدخلي نفسه عن أبو منار العلمي. هذه الهشاشة الفكرية تشير إلى عبثية هذا المشروع، وإلى افتقاره لأي منهجية علمية أو روحية حقيقية.
تمويل خارجي ومساجد مسروقة
المدخلية تمددت في الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، وكردستان، تحت رعاية مالية سعودية، استولت بها على المساجد والمنابر، واشترت بها الذمم والولاءات. منابر يفترض أن تكون لله، تحوّلت إلى أدوات تطبيل للطغاة وشتيمة لأهل البيت عليهم السلام.
الخطر الذي تفطّن له العقلاء
لقد نبه المرجع السيد السيستاني مرارًا إلى خطر التيارات المتطرفة، ورفض تدخلات الخارج في شؤون العراق الدينية. واليوم، تأتي مستشارية الأمن القومي لتؤكد هذا التوجه، بإعلان حظر المدخلية واعتبارها “عالية الخطورة”، لما تبثه من تكفير وتحريض وتمزيق للنسيج الوطني.
المشروع المدخلي.. غطاء ديني لمخطط سياسي
لم تعد المدخلية مجرد طائفة فكرية، بل مشروعًا سياسيًا يُدار من الرياض، ويستهدف وحدة العراق، ويعمل على تحويل الدين إلى أداة إذلالٍ وطاعةٍ عمياء، بعيدًا عن نهج الأئمة الأطهار الذين جعلوا من “كلمة الحق أمام سلطان جائر” أعلى مراتب الجهاد.
رسالتنا: لا لفتنة المدخلية، نعم لهوية العراق الجامعة
باسم المرجعية، وبصوت كل غيورٍ على الإسلام المحمدي الأصيل، نقول: لا مكان للمدخلية في عراق الحسين، لا مكان لمن يهادن الظالمين، ولا لمن يجعل من الدين مطيّة للطغاة. ع666