رهان الآمن ينكسر
بقلم _ غيداء شمسان غوبر
في أتون الصراع المحتدم وحين يبلغ جبروت العدو أوجه وحين يظنّ أنه يمكنه أن يُبيد شعباً بأكمله في غزة بينما تنعم شرايين حياته بالهدوء والأمن، يأتي صوتٌ من عمق الإيمان واليقين، من أرضٍ أبت أن تركع إلا لخالقها، ليُعلنها صريحةً مدويةً في وجه الطغيان: ميناء حيفا غير آمن لم يعد مجرد نقطةٍ على الخريطة، ولا مجرد مرفأٍ تجاريٍّ يُدار بعيداً عن ضجيج المعركة لقد بات هدفاً، هدفاً مشروعاً، هدفاً حتمياً للقوات المسلحة اليمنية، ولن يتغير هذا الواقع الجديد حتى يتوقف العدوان الهمجيّ على غزة، ويُرفع الحصار الظالم عنها بإذن الله تعالى.
إن هذا الإعلان ليس مجرد تهديدٍ عابر، ولا هو مناورةٌ سياسيةٌ تُلقى في الهواء. إنه تجسيدٌ لعهدٍ غليظ، ووفاءٌ لدمٍ سال، والتزامٌ بقضيةٍ هي بوصلة الأحرار إن استهداف ميناء حيفا، هذا الشريان الحيويّ لكيان العدو، هو رسالةٌ واضحةٌ لا لبس فيها: أن الأمن ليس جزراً منعزلةً يمكن بناؤها على بحرٍ من دماء الآخرين وآلامهم لا يمكنكم أن تنعموا بالهدوء والازدهار بينما تُحاصرون غزة وتُجوّعون أهلها وتُدمرون بيوتها على رؤوس ساكنيها.
لقد ظنّ العدو أن ميناءه في حيفا، البعيد نسبياً عن خطوط المواجهة المباشرة، هو ملاذٌ آمنٌ لتبادل السلع وتدفق التجارة، بينما يُشعل هو النيران في غزة ويُحكم عليها الخناق. كان رهانه على أن الفعل سيظلّ محصوراً في نطاقٍ جغرافيٍّ ضيق، وأن شرايين حياته الاقتصادية ستظلّ بمنأى عن تداعيات عدوانه لكنّ الفعل اليمنيّ، المدعوم بالتوكل على الله والمدفوع بصدق الانتماء، قد كسر هذا الرهان، وحطّم هذا الوهم.
باتت السماء فوق حيفا تحمل رسائل من نوعٍ آخر، وباتت المياه المحيطة بمينائها تُنبئ بقادمٍ لا يُشتهى كل عمليةٍ تُنفذ، وكل هدفٍ يُصاب، ليست مجرد ضربةٍ عسكرية، بل هي ضغطٌ مُمنهجٌ على الجبهة الداخلية للعدو، على شعوره الزائف بالأمن، على اقتصاده الذي يُعدّ عصب وجوده. الهدف واضحٌ ومباشر: الضغط بكل الوسائل المتاحة، وبكل قوةٍ ممكنة، حتى يُجبر العدو على الرضوخ لإرادة الحق، ووقف عدوانه، ورفع حصاره عن غزة.
ولذلك، فكل العمليات بفضل الله تحقق أهدافها بنجاحٍ مُبين، وتمضي بخطىً ثابتةٍ وقويةٍ باتجاه تحقيق الغاية المنشودة إنها ليست مجرد أمنيات، بل هي فعلٌ على الأرض، يُغيّر المعادلات، ويُربك حسابات العدو، ويُعيد للقضية وهجها الذي حاول المتخاذلون إطفاءه إنها دليلٌ على أن الإرادة الصادقة، المدعومة بالتوكل على الله، يمكن أن تُحدث الفارق، وأن الفعل القليل الصادق خيرٌ من كثيرٍ من الأقوال الجوفاء.
إلى الكيان الذي يراهن على الزمن وعلى نسيان الأمة، نقولها بوضوحٍ لا لبس فيه: رهانكم على أمن ميناء حيفا هو رهانٌ خاسرٌ لا محالة لن يعود آمناً، ولن تنعموا بالهدوء، ما دامت غزة تُعاني وتُحاصر وتُباد إن يد اليمن، المدعومة بالحق واليقين، ستظلّ تضغط على شرايينكم الحيوية، حتى يُشرق فجر غزة، ويُرفع عنها الحصار، ويتحقق النصر الذي وعد الله به عباده الصادقين هذا عهدٌ، وهذا فعلٌ، وهذا مصيرٌ كتبناه بأيدينا، إيماناً بالله، ووفاءً لغزة، وتحدياً للطغيان.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن