النكسة الكبرى: حين يعود البعث على أكتاف الشيعة!
بقلم _ ضياء أبو معارج الدراجي
أيها العقلاء من أبناء المذهب، يا من طحنكم البعث سبعين مرة ثم أحرق رمادكم، يا من كتبتم تاريخكم بدماء الأولياء والشهداء، يا من ما زالت في أكفكم آثار السلاسل، وفي أعينكم صور المغيبين في المقابر الجماعية… أما آن لكم أن تفتحوا أعينكم على الحقيقة المُرّة؟!
إنه زمن النكسة، بل نكسة ما بعدها نكسة… حين يدخل البعثيون إلى عالم السياسة من أوسع الأبواب، لا من خلال شعاراتهم القديمة، ولا عبر أزيائهم الزيتونية، بل بأثواب جديدة، وتحت عباءات شيعية ممهورة بتواقيع مؤثرة وأسماء ثقيلة!
نعم، لقد تحالف معهم بعض رموز البيت الشيعي، وتحالفوا عن جهل أو عن مصلحة، نقول “لأسباب مجهولة” لأننا نخشى ان نظلم من ابناء مذهبنا من جديد، لكن كل شيء في قلب العراقي الشريف يصرخ بأنها خيانة لدماء الحسين، لدماء الشهداء ، وضحايا الأنفال، وضحايا المقابر الجماعية من الجنوب والفرات الأوسط.
يا شيعة علي، أتعيدون أولاد الرفيقات وأبناء البعثيين إلى الحكم بأصواتكم؟!
أتصوّتون لجلاديكم لأنهم تزيّنوا بالكلام المعسول وركبوا موجة “الوطنية” الكاذبة وتحالفوا مع اسماء شيعية بيدها السلطة؟
ألم تتعلموا من صفّين، حين رُفعت المصاحف على الرماح، فارتبك الصف، وضاعت البصيرة، وقُتل عليٌ في المحراب؟!
ما أشبه الليلة بالبارحة!
يُرفع شعار “لا لحكم الميليشيا، لا للتبعية”، ويُقصد به تفريغ العراق من الشيعة الأصيلين، فيُدفع الناخب الشيعي إلى صناديق الاقتراع لينتخب عدوّه، دون أن يدري!
وما أشبه أصوات اليوم بأصوات من صرخوا في وجه ابن بنت رسول الله وقالوا له: “ارجع يا ابن فاطمة، لا حاجة لنا بك!”… ثم بكوا على أطلال كربلاء بعد فوات الأوان.
أيها السائرون إلى الانتخابات، تفكّروا قبل أن تضعوا إصبعكم في الحبر، واسألوا أنفسكم:
هل هذا الذي أختاره كان ضد البعث يوماً؟
هل نطق يوماً باسم علي والحسين؟
هل دافع عن الزهراء أو وقف مع شيعة العراق في المحن؟
هل تحالفه لا يضم بعثيا سابقا و عدوا للحشد وابناء الفتوى؟
هل قاتل داعش ولم يسميهم ثورا للعشائر ؟
هل يكره صدام ولا يحبه ولا يمجد به؟
هل تحالفه لا يضم اياد علاوي او مشعان الجبوري او خميس الخنجر او جوقة البعث الموسيقة؟
وإن كانت الإجابة “لا”، فاعلم أنك تعيد التاريخ إلى الوراء، وتزرع الحنظل في أرض دفن فيها الطيبون، وتحكم على مستقبلك بالتيه، كما تاه بنو إسرائيل أربعين سنة، عقوبة على عبادة عجل من ذهب!
عودوا إلى رشدكم، فالبعث يعود متسللًا، لا من خلال شعار، بل من خلالكم أنتم إن لم تنتبهوا.
وستُكتب فيكم نكبة جديدة، لا يمحوها الزمن، وسيأتي أولادكم من بعدكم يسألون:
“كيف سلّمتم العراق لمن قتل أجدادنا؟”
اللهم إنّا بلّغنا، اللهم فاشهد.
ضياء أبو معارج الدراجي