الخفاف يستخف بشهداء الحشد !!!

بقلم _ جواد ابو رغيف

لم اعرف كذبة في العقد الاخير من عمري الستيني ابشع وأكبر من شعار مؤسسسة الشهداء ( ذوي الشهداء في اعناقنا)!!! الذي يملأ جدران تلك المؤسسة البائسة، التي لم تكن يوما بمستوى ذلك الشعار.
مؤسسة الشهداء التي ابتدعت بدعة تصنيف الشهداء ( شهداء النظام البائد ـ شهداء ضحايا الارهاب ـ شهداء الحشد الشعبي)، ولم تكتفي بالتصنيف بل ذهبت الى اقصى درجات الظلم والحيف عندما منحتهم أحرف الحقوق ( أ ـ ب ـ ج)، برغم أنهم جميعا قتلوا بيد النظام البعثي المجرم أو قتلوا فبما بعد على يد ايتام البعث، بعد أن تحولوا بنادق ماجورة لكل من يريد أن ينتقم من النظام السياسي الحالي، فكانوا هم ( القاعدة ـ والنقشبندية ـ وداعس ـ والمدخلية حالياً).
في العراق قرن العهد الجمهوري بالحروب والموت، وتميز بكثرة احياء الشهداء، فمنذ كنت طفلاً ومن على كتف والدتي الذي كنت امتطيه عند شوقها لأخيها صالح، وهي تشق طريها بين (مستشفى وحديقة الجوادر)، كنت اشاهد بيوت نظامية مرتبة، تختلف عن بيوتنا، وعندما اسألها عنها تجيبني (يمه هاي دور الشهداء مال حرب البرزاني)، ثم مضى العمر، وشهدتُ ( قادسية صاحب الحفرة)!، وشاهدت دور الشهداء وحقوقهم التي كانت تدفعها دول الخليج العربي، وكيف كانت تصلهم خلال ايام العزاء ( البيت ـ السيارة ـ المنحة)!.
سنة (2014) غزا العراق تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعس)، فصدر نداء المرجعية، يهيب بالعراقيين الدفاع عنه، فتشكل الحشد الشعبي المقدس، فهُزم داعس على يديه، وبعد أن حلت الحرب اوزراها، كان للحشد مؤسساته الادارية الخاصة به، وتمويله المالي الخاص، وعلى الرغم من وجود الاموال، لم نشهد تعويضاَ مادياَ او معنوياً يليق بتضحيات شهداء الحشد الشعبي، فالبدل النقدي يوزع على شكل دفعات بخسة تصرف على (العلاكة)، فبين وجبة ووجبة سنوات حتى توزع، أما شقق بسماية فتباع بشروط تعجيزية، بدليل أن الوجبة الاخيرة من التوزيع لم يستلم احد الشهداء منها بسبب مقدمتها العالية والكفلاء بشروط قاسية ( الكفيل يريد عشرة ملايين والمقدمة 13 مليون !!!).
هناك مديرية في هيئة الحشد في بناية سبع قصورفي الكرادة، مؤجرة بملايين الدولارات يمكن استغلال مبلغها لترميم دور ذوي الشهداء، يشغلها موظفون ( بطالة مقنعة)، راجعتها منذ سنة لاضافة بناء بحسب تعليماتهم!!!، الكارثة انهم يتعاملون هم ومديرهم ( الخفاف)، بأستخفاف واهانة لذوي الشهداء، دون رادع ولا وازع ضمير، لأنهم يرتكزون على دولة عميقة منحتهم تلك المناصب على خلفياتهم الجغرافية.
ورغم علمي بأنشغال المسؤولين على الحشد بمعركة الانتخابات، اقترح أن يستغل مبلغ ايجار بناية سبع قصور السنوي لترميم بيوت الشهداء، وأعدكم بأن ذلك يزيد من غلتكم الانتخابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى