استراحة الاثنين
قراءة في الحاضر بمرايا التاريخ...الساحل الغربي اليمني: من التحرير إلى التدويل... مشروع التفكيك الناعم برعاية دولية
بقلم _ طاهر شمسان
بينما كانت أنظار اليمنيين مشدودة إلى المعارك والصراعات في صنعاء وعدن وتعز و و … كانت هناك خارطة جديدة تُرسم بهدوء على شواطئ البحر الأحمر لم يكن تحرير الساحل الغربي – وتحديدًا المخا ومحيطها – هدفًا عسكريًا بقدر ما كان تمهيدًا لإعادة تشكيل جغرافيا جديدة على غرار ما حدث في القرن الإفريقي تحديدًا في جيبوتي والصومال.
المرحلة الأولى: عسكرة الساحل وتحييد الدولة
منذ تحرير المخا تم تحويل الشريط الساحلي إلى منطقة عسكرية مغلقة تتحكم فيها قوى لا تخضع لسلطة الدولة اليمنية لا في عدن ولا في صنعاء وتم بناء شبكات نفوذ اقتصادية وأمنية وإدارية مستقلة بعيدة عن أي رقابة مما يشير إلى أن الأمر ليس مجرد إدارة طارئة بل بنية دائمة تُؤهل لتكون نواة كيان سياسي واقتصادي مستقل.
المرحلة الثانية: مشاريع البنية التحتية لا لخدمة السكان بل لتأهيل دولة قادمة
يُلاحظ بوضوح التركيز على تطوير ميناء المخا وتمهيد الطرق وربطها بالمداخل البرية وافتتاح بنوك ومحطات طاقة ومرافق سيادية في الوقت الذي يُمنع فيه أي استثمار خاص من السكان المحليين أو من أبناء المناطق اليمنية الأخرى بحجة عدم وجود “مخططات دولة” في حين يتم السماح بقيام استثمارات خاصة بالنخبة المسيطرة هناك وهو ذات السيناريو الذي مهد لفصل جيبوتي عن الصومال.
المرحلة الثالثة: التمهيد للربط الإقليمي والدولي
تداولت تقارير وشبهات حول نوايا لإنشاء جسر بحري يربط المخا بجيبوتي، ليشكل هذا الجسر العمود الفقري لدولة الساحل المقترحة ويربطها بالنظام الدولي كممر حيوي بديل عن مضيق هرمز هذا الربط إن حدث، سيجعل من “دولة الساحل الغربي” مركزًا لوجستيًا يخدم المصالح العسكرية والاقتصادية للدول الكبرى ويمنحها موطئ قدم ثابتًا في باب المندب تحت ذريعة “حماية الملاحة الدولية”.
المرحلة الرابعة: تزيين الصورة وتجميل المشروع
يُلاحظ أن بعض الأقلام، للأسف تشارك في تلميع هذا المشروع تحت مسمى “الإنجازات” دون أن تدرك أن ما يجري هو في الحقيقة تفكيك ممنهج للهوية اليمنية وسيادة الدولة. كما أن ظهور بعض الخطابات ذات الطابع المناطقي والعنصري في وسائل الإعلام ومنصات التواصل ليس بريئًا، بل هو تمهيد للترويج لاحقًا لـ”الحكم الذاتي” و”الخصوصية الثقافية والإدارية” تمامًا كما حدث في صوماليلاند وبونتلاند.
اللاعبون: تحالف إماراتي – فرنسي – أمريكي بغطاء دولي….
ما يجري لا يمكن أن يتم دون رعاية دولية وتحديدًا من الإمارات التي تُتهم اليوم بلعب الدور المركزي في هذا المشروع وبشراكة استراتيجية مع فرنسا – القوة البحرية التقليدية في البحر الأحمر – والولايات المتحدة التي تدير قاعدة “ليمونييه” في جيبوتي وقد يتم لاحقًا ضم قوى أخرى (مثل إسرائيل) تحت غطاء الحماية الأمنية والبحرية
الخلاصة والتحذير
نحن أمام مشروع لا يختلف في جوهره عن المشاريع التي فككت الصومال وغيّرت ملامح جيبوتي وزرعت كيانات عسكرية/اقتصادية في قلب المناطق الحساسة من العالم وما لم يُدرك اليمنيون أن السيادة لا تُسترد بالبندقية فقط بل بالوعي السياسي والوطني فإننا سنُفاجأ ذات صباح ببيان “استقلال دولة الساحل الغربي” وعاصمتها المخا مع اعتراف دولي سريع، كما حدث مع صوماليلاند أو جنوب السودان.
وختامًا…
حين تكتب الأقلام عن الإنجازات دون أن تملك شجاعة طرح الأسئلة الحرجة فإنها تتحول من شاهد على المرحلة إلى شاهد زور…
وللحديث بقية…….
#كلام_مختصر،،،
#السيادة_ليست_شعارًا
#الساحل_الغربي_ليمن_واحد_موحد
!💚👍☀❤
——————————_—
ولنا لقاء. في استراحة اخرى إن شاء الله*