تاريخ يُسطَّر بالدم وتاريخ يُلطَّخ بالعار

بقلم _ أم هاشم الجنيد

في سجلات الأمم، تُكتب الصفحات إمّا بمداد الدماء الزكية، أو تُلطَّخ بوصمة العار. فما بين تاريخٍ خطّه الأحرار بالتضحيات، وتاريخٍ آخر سُجِّل بالصمت والتطبيع، تتباين المواقف وتُفرز الشعوب والأمم.

في محور المقاومة، نجد دولًا وشعوبًا اختارت أن تكون في صف الكرامة، فسطّرت تاريخها بدماء الشهداء وصمود المقاومين. من فلسطين إلى لبنان، ومن اليمن إلى العراق وسوريا، كانت التضحيات عنوانًا للمواقف، حيث لم تُساوَم القضايا، ولم تُبَع المبادئ. هذه الدول، رغم الحصار والتآمر، وقفت شامخة، رافضةً الانحناء أمام العدو، ومؤكدةً أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحقوق لا تُستجدى.

على الجانب الآخر، نجد أنظمةً عربية اختارت طريق التطبيع، ففرّطت في القضايا المركزية، وارتضت بالذلّ مقابل وعودٍ زائفة. هذه الأنظمة، التي هرولت نحو العدو، لم تجلب لشعوبها سوى الخيبة، ولم تُسجّل في تاريخها سوى صفحاتٍ من العار والتخاذل. فبينما كانت غزة تُقصف، والقدس تُهوَّد، كانت هذه الأنظمة تُبرم الاتفاقيات وتُقيم الاحتفالات، غير آبهةٍ بدماء الأبرياء، ولا بصرخات المظلومين.

اليمن رغم جراحه كان مثالًا للموقف الصادق، حيث لم يكتفِ بالبيانات بل ترجم مواقفه إلى أفعال، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست عبئًا، بل شرفًا يُحتفى به. ففي الوقت الذي صمتت فيه الأنظمة، كان اليمن يُرسل رسائل الدعم، ويُعلن أن الكرامة لا تُفرَّط، وأن التاريخ لا يرحم المتخاذلين.

إن الأجيال القادمة ستقرأ هذه الصفحات، وستُميّز بين من وقف مع الحق، ومن خان الأمانة. فالتاريخ لا يُزيَّف، والذاكرة لا تنسى.
فهل نختار أن نكون في صفّ الأحرار، أم نُترك في مزابل التاريخ مع الخونة؟

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى