يوم آخر من الدم
بقلم _ كوثر المطاع
سألت قلمي ؛ لماذا لم تعد تكتب هل مللت الكتابة !؟
قال : لم أمل أو آكل يوما ؛ ولكن الأرقام في تصاعد مستمر لم تعد تتوقف ، ولم أجد لكتابتي سبب ، فلو بدلت الأقلام وصارت سلاح لكانت كلماتها أصدق من كتب .
عناوين كثيرة و أحداث متسارعة ، ولاتعرف ماهي البداية ، ف أرقام الشهداء كثر لم تعد تحصيها أوراق أو سجلات ، حتى أن بعض الأسر مسحت من السجل ولم يتبقى منهم أحد .
شلالات من الدماء متدفقة ، شهيد يشيع شهيد ، لا تدري من سيسبق أولاً فالموت لم يعد يفرق بين أحد ولكن اختلفت الطريقة ، ففي غزة شبح الموت يجوب الشوارع ليخطف الحياة منهم وبطرق كثيرة.
أرقام المجازر التي ترتكب وبكل الطرق الوحشية ، قصف المنازل أو تصيد النازحين بالقنص ، أحزمة نارية ، إحراق الخيام بمن في داخلها ، قتل الناس أثناء أخذ المساعدات ، انعدام الأدوية و قتل المسعفين ، قصف بالطائرات والدبابات أرقام تتصاعد ولا تتوقف ، أصبح الجميع منهك وينتظر دورة .
بل أن لدينا العناوين كثيرة للكتابة لكن لم نعد نحصيها ، باتت الأحداث تسبق الذاكرة والمخيلة باتت من غرابة واقعها أصعب مما كنا نتخيله لنكتب.
وماذا عن العرب !؟
وهؤلاء هم أصحاب عناوين كثيرة أخرى يتصدرها العجب و ينتهي منها الذهول، ففي الوقت الذي يموت أهل غزة كل يوم وبدم بارد و بالمئات ، يقوم العرب بعمل المهرجانات واستضافة السخافات ، يستضيفون الرؤساء بأموال طائلة ويضيفوهم بأفخر الوسائل حتى أن الهدايا والعطايا تغدق عليهم و هم من شارك في قتل أهل غزة ، وأهل غزة يبحثون عن كسرة خبز ، بل و الأمّر ُ من ذلك لا تسمع إلا صوت الإدانة و الاستنكار هذا ماكنا نسمعه و الآن اختفى هذا الصوت من التلفاز ، تقام القمم وراء القمم و أهم مخرج لهم ذلك السجاد الذي ساروا عليه و تلك الديكورات الفخمة ، وفي الختام صورة لكل الحشرات التي حضرت للتتذكر خيانتها ، بل أنهم يساعدون في تقديم الخضروات و ما إليه من مساعدات ، ويغلقون المعابر أمام أهل غزة فيموت الأب كل يوم ألف مرة وهو يرى أطفاله من حوله يموتون.
فعن أي العناوين أكتب أولاً فجميعها مستعجل و كلها جراح تنزف حتى الموت لتصبح رقماً يعرض في نشرة أخبار تتسابق عليها المواقع لتكتب خبر عاجل وردنا الآن من غزة .
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن