الدكتور وليد السهلاني.. قيادة إنسانية في صميم قضية وطنية
كنوز ميديا – هيئة التحرير
منذ تولّيه رئاسة مؤسسة السجناء السياسيين، أثبت الدكتور وليد السهلاني أنه ليس مجرد مسؤول تنفيذي في موقع رسمي، بل قائدٌ ميداني يتفاعل مع نبض السجناء والمعتقلين والمحتجزين السياسيين وذويهم.
لقد خاض في تفاصيل قضاياهم بروحٍ تحمل الوفاء لتضحيات من كانوا خلف القضبان والزنازين المغلقة، مجسدًا بذلك الإخلاص الحقيقي لمشروع وطني أوسع.
سياسة الباب المفتوح.. مناصرة لا مجاملة
خلال الأيام الماضية، شهدنا مشاهد يومية عدّة، وفي أكثر من موقف، لمحنا السهلاني مندمجًا في تمثيل روح السجين السياسي وعمقه الفكري، وهو يستقبل المواطنين داخل المؤسسة وخارجها؛ عند البوابة الرئيسية، وعند مبنى الاستعلامات، وفي أروقة المؤسسة الداخلية، وحتى في مكتبه الخاص.
كان ينحني لمراجعٍ على كرسي متحرك، ويدني أذنه لامرأة ذات صوتٍ ضعيف، ويحرص على الاستماع إلى المطالب والشكاوى بشكل مباشر.
لا حواجز إدارية تفصله عن الناس، ولا بروتوكولات تؤخّر إنصافهم.
هذه السياسة لم تكن مجرد شعارات إعلامية، بل ممارسة فعلية تهدف إلى ترسيخ العدالة الإدارية والإنسانية.
المؤسسة.. صوت نضالي في جسد الدولة
في تصريح بارز له خلال استضافته في برنامج “رأي الأغلبية”، الذي بثّته قناة العراقية قبل أيام، وصف السجناء السياسيين بأنهم “الشهداء الأحياء”، مؤكدًا أن مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين تمثلان ركيزتين رئيسيتين لاستمرار النظام الديمقراطي، وقد انبثقتا من نضالاتٍ كانت على المحكّ في زمن الدكتاتورية، وأصبحتا اليوم عنوانًا لشرعية الدولة الجديدة.
وفي هذا الإطار، لم يتردد السهلاني في المطالبة العلنية بدعم حكومي وتشريعي واسع، كاشفًا عن موافقة رئيس الوزراء على نقل ملكية “الشعبة الخامسة” إلى المؤسسة، بوصفها شاهدًا حيًا على نضال السجناء السياسيين، ومشيرًا إلى مشاريع قيد التنفيذ مثل “نصب السجين السياسي” في بغداد.
مشاريع وخطط… رغم التحديات
يعترف السهلاني بأن الموازنة المخصصة للمؤسسة لا تغطي أكثر من 5% من احتياجاتها، إلا أن ضعف التمويل لم يكن عائقًا أمام التخطيط لمديات قصيرة وطويلة، إذ وضع رؤية خمسية شاملة تتضمن:
تأسيس شركة قابضة لإدارة استثمارات تعود بالنفع على المشمولين.
إنشاء صندوق مالي يُموّل من الهبات والتبرعات.
السعي لتعديل قانون المؤسسة بما يضمن عدالة أوسع للمحرومين سابقًا.
استعادة الملفات المرفوضة ومراجعتها في ضوء وثائق جديدة.
ضمان صحي وسكن واستثمار في الإنسان
خطوات عملية انطلق بها السهلاني منذ الأيام الأولى لتسنّمه المنصب:
تشكيل لجنة عليا لمتابعة ملف الأراضي والسكن، والتنسيق مع المحافظات لإنشاء مجمعات سكنية نموذجية.
العمل على إنشاء نظام رعاية صحية متكامل، ومستشفى نموذجي.
إطلاق نظام إلكتروني متقدّم لتسريع الإجراءات الإدارية وتحقيق الشفافية.