أيها الشيعة… أوقفوا هذا الجنون الإعلامي قبل أن تزولوا بصمت!

بقلم _ ناجي علي أمّهز

 

البداية:

لكي تخرج من الحفرة التي سقطتَ فيها، أول ما يجب أن تفعله هو أن تتوقف عن الحفر، لأن كل حركة عشوائية تزيدك غرقًا، وكل عبث يسرّع الانهيار. وما نقدّمه من اعلام باسم شيعة لبنان لا يعكس سوى حجم الفوضى والجنون، وكأننا طائفة مغرمة بالتيه، تلهث خلف كذبة تنقذها من الواقع، بينما الحقيقة الوحيدة التي تنقذ، هي العمل الجاد للخروج مما نحن فيه.

 

أقسم بالله العلي العظيم، إن مشكلة الشيعة في هذا الزمن لم تعد مقتصرة على العداء مع إسرائيل، ولا على المؤامرات الكبرى العابرة للحدود، بل باتت كارثة داخلية، أخطر ما فيها أنها تُمارَس باسم الشيعة، وتُسوَّق على أنها من “أسرار البيت” الشيعي، بينما هي في الحقيقة مجرد طنين ذباب مسعور، يبني أمجاده من حكايات الوهم ومقاطع اليوتيوب.

 

بالأمس، خرج علينا أحدهم – ويا ليتَه ما خرج – يدّعي أن السيد حسن نصرالله قد تم اغتياله (نعم اغتياله!) لأنه أجرى مكالمة مع زعيم عربي، فجرى تتبُّع الاتصال، وتحديد المكان والزمان، وبمن كان يجتمع ذلك الزعيم العربي واين ومع من، وماذا قال له، ومن طلب منه المكالمة، وكيف رد السيد… فيلم استخباراتي، لا ينقصه سوى توقيع مخرج لافلام هندية أو جهاز مخابرات مضاد!

 

الكارثة ليست في حجم الكذبة فقط، بل في وقاحة سردها، ويعرف أدق التفاصيل أكثر من قادته أنفسهم. وهذا الجنون لم يعد نكتة، بل صار قنبلة موقوتة تُفخّخ صورة الشيعة وتحوّلهم في أعين الناس إلى مهزلة.

 

أقسم بالله العلي العظيم، لا يوجد عاقل في هذا العالم يمكن أن يصدق ما يردده غالبية هؤلاء. بل إن أي فهيم أو صاحب عقل، حين يسمع هذا الهراء، سيصيح فورًا: “أوقفوهم، إنهم مجانين!”، وهذا بحد ذاته تحريض مجاني على شطبنا من الوجود، وكأننا – بأصواتنا هذه – نعترف أننا خرجنا من زمن العقل والحضارة.

 

صدقاً ونصحاً، ومنذ سنوات وأنا أنادي:

يا قيادة حزب الله، اخرجوا من صمتكم، تحدثوا، أعلنوا للناس أن هؤلاء الكذبة، هؤلاء “المُحلّلين”، هؤلاء الذين يملؤون الشاشات والمنصات، لا يمتون للحزب ولا للطائفة بصلة.

 

لا تتركوهم يسرقون لسانكم، ويزيّفون وجهكم، ويصنعون منكم كابوساً في نظر العالم.

 

قسمًا بالله العلي العظيم، إذا لم يتم لجم هذا الجنون، فإن الطائفة الشيعية – بكل تاريخها وحضورها ومقاومتها – ستكون على شفير الانتحار الذاتي.

 

وفي القرن الحادي والعشرين، لا يُقبل أن تُدار طائفة، بعراقتها، بهذا المستوى من الفوضى.

 

الناس تظن أن الكبار في العالم يتساهلون مع مثل هذه الاخبار والتحليلات المضللة، بينما الحقيقة أن النظام العالمي سينقض على الطائفة الشيعية، لان كل شيء مسمحوح الا الجنون فانه مرفوض.

الطائفة الشيعية، الغارقة في وهم هؤلاء الدجّالين، مصيرها سيكون صعبًا… ومكلفًا… جدًا جدًا.

 

ما يحدث ليس نكتة.

هذا جنون من نوع قاتل.

وإذا كان هؤلاء يمثلون الشيعة، فاعذروني… لن يكون هناك شيعة في المستقبل.

لأن العالم لا يأسف على زوال طائفةٍ يمثلها هؤلاء، الذين لا يعرفون من الإعلام إلا الكذب، ولا من السياسة إلا الاستعراض، ولا من المقاومة إلا استثمار الدماء.

 

أوقفوا هذا الجنون الإعلامي فورًا!

فليس هكذا تُبنى الطوائف.

وليس هكذا تُصاغ السياسات.

ما تفعلونه ليس بطولة… إنه انتحار.

والتاريخ لا يرحم.

الا يكفينا ما فينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى