عيد برائحة البارود يا عرب
بقلم _ أم هاشم الجنيد
في حين تتزين العواصم العربية بالأضواء والزينة، وتصدح المساجد بالتكبيرات، وتُذبح الأضاحي في أجواء من الفرح والسرور، يعيش أهل غزة عيدًا مختلفًا، عيدًا مُلطخًا برائحة البارود، ومُثقلاً بأصوات القصف والدمار.
في غزة، لا أضاحي تُذبح، بل تُزهق الأرواح، ولا تكبيرات تُسمع، بل أصوات الانفجارات تُدوّي في الأرجاء. أدى الغزيون صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة، وفي مراكز الإيواء، حيث غابت مظاهر العيد التقليدية.
في شوارع غزة، لا أطفال يركضون بثياب العيد، ولا بالونات في الأيدي، ولا ضحكات على الأبواب، بل أشلاء متناثرة، ودموع تسيل فوق وجه أمٍّ فقدت أبناءها، وأبٍ يدفن أضحيته الوحيدة: طفله الصغير.
الأطفال في غزة لا ينتظرون العيدية، بل يتساءلون إن كانوا سيبقون على قيد الحياة. هناك، لا تُفتح الهدايا بل تُفتح القبور، ولا تُضاء الشموع بل تُشتعل النيران في البيوت والأحلام.
في غزة، تختلط رائحة الشواء برائحة الجثث، وتتحوّل موائد العيد إلى موائد عزاء، تُقرأ فيها الفاتحة بدلًا من تبادل التهاني.
رغم كل هذه المعاناة، يصرّ أهل غزة على الحياة، ويُحاولون إدخال البهجة على قلوب أطفالهم، من خلال مبادرات ترفيهية بسيطة، تُضفي بعض الفرح على أجواء العيد الحزينة.
يا عرب، في الوقت الذي تحتفلون فيه بالعيد، لا تنسوا أن هناك شعبًا يُعاني، ويُقدّم التضحيات من أجل كرامته وحقوقه. فلنُشاركهم الألم، ولنُساندهم في محنتهم، حتى يعود العيد إلى غزة فرحًا وسلامًا.
أليس من الخزي أن نغرق في التهاني، وننسى أن أهلنا هناك لا يملكون سوى الدموع؟ أليس من العار أن نلبس الجديد، وهم بالكاد يجدون ما يستر أجسادهم تحت الأنقاض؟
غزة لا تطلب منا إلا كلمة، وقفة، موقفًا لا يُشترى ولا يُباع، لكنها كثيرًا ما تُقابل بالصمت، أو بالتجاهل العربي الذي زاد الجراح عمقًا.
فلتكن أعيادنا ناقصة ما دامت غزة تنزف، ولنتذكر أن العيد الحقيقي يكون حين يعم السلام، وتُرفع المعاناة، ويُكسر الحصار.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن