حكومة مجلس القيادة الرئاسي تواجه أزمة ثقة بعد القرار الأمريكي.. هشاشة تحالف تتكشف على الملأ

كنوز ميديا _ متابعة 

❖ القرار الأمريكي يربك حكومة مجلس القيادة الرئاسي

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما قدّمت نفسها كحليف استراتيجي راسخ لحكومة مجلس القيادة الرئاسي اليمني، قد سحبت البساط من تحت أقدامها بشكل مفاجئ.

فالقرار الأمريكي الأخير القاضي بتقييد دخول المواطنين اليمنيين إلى أراضيها شكّل صدمة مدوّية، وصفعة غير متوقعة لحكومة لطالما تباهت بشراكتها الوثيقة مع واشنطن، وراهنت عليها في مختلف المحافل الدولية.

فأين هي حكومة مجلس القيادة الرئاسي اليوم من حليفها الذي كانت تتغنّى بدعمه؟ وكيف ستبرر هذه الانتكاسة أمام شعبها، بعدما بنت سياساتها الخارجية على وعود “الشراكة الاستراتيجية” التي يبدو أنها تتآكل في لحظة حرجة؟ القرار الأمريكي لم يهزّ فقط الثقة في العلاقة الثنائية، بل كشف أيضاً هشاشة الرهان على تحالف لم يكن بالصلابة التي صُوّرت.

❖ شراكة معلّقة وتحالف هش

لم يكن القرار الأمريكي عشوائياً، بل جاء في لحظة حرجة تمر بها حكومة مجلس القيادة الرئاسي اليمني “الشرعية اليمنية”، التي تواجه أزمات داخلية وخارجية متشابكة.

آلاف اليمنيين، من طلبة وأسر وأفراد جالية، وجدوا أنفسهم فجأة خارج دائرة التأشيرات التي اعتادوا عليها، وسط صمت حكومي يثير علامات استفهام كبيرة.

الغريب أن القرار جاء في وقت كانت فيه حكومة مجلس القيادة الرئاسي اليمني تعلن عن تقارب أمني مع واشنطن، مما يطرح تساؤلات صادمة: كيف تتحدث واشنطن عن شراكة استراتيجية بينما تعامل مواطني هذا الحليف كخطر محتمل؟

❖ حكومة مجلس القيادة الرئاسي تكتفي بالأسف إزاء القرار الأمريكي

في بيان رسمي متحفظ، عبّرت الحكومة اليمنية عن “بالغ قلقها وأسفها” حيال القرار، محذرة من تداعياته الإنسانية، لكنها تجنبت التصعيد أو اعتبار القرار خرقاً للشراكة.

طالبت واشنطن بإعادة النظر، لكنها لم تطرح السؤال الأهم إذا عجزت عن إقناع أقرب حلفائها بحماية حقوق مواطنيها، فبأي أوراق تفاوض وتضغط اليوم؟هذا الرد الفاتر يعكس مأزق حكومة مجلس القيادة الرئاسي ، التي تبدو اليوم محاصرة بين وعود تحالف يتآكل، وواقع سياسي ضعيف.

❖ واقع يكشف الحقيقة

رغم الخطابات الدبلوماسية المليئة بالوعود والدعم المعلن، تتعامل الإدارة الأمريكية مع حكومة مجلس القيادة الرئاسي كطرف ضعيف وهش، لا يحظى بثقة حقيقية.

القرار الأخير بتقييد دخول اليمنيين إلى الأراضي الأمريكية يكشف ذلك بوضوح، ويعيد إلى الأذهان سياسات عهد ترامب، ولكن هذه المرة دون حتى محاولة جادة لتبرير الخطوة، وكأن الاستياء المتوقع لا يستحق الرد أو التوضيح.

فبينما تواصل واشنطن الترويج لشراكة “استراتيجية”، تبدو قراراتها على الأرض وكأنها رسالة مبطّنة: الثقة معدومة، والتعامل مع حكومة مجلس القيادة الرئاسي لا يتجاوز حدود المصلحة المؤقتة.

❖ سفارة حكومة مجلس القيادة الرئاسي في واشنطن..هامشية لا وزن لها

السفارة التابعة لحكومة مجلس القيادة الرئاسي في واشنطن تبدو كواجهة فارغة بلا فاعلية أو نفوذ، عاجزة عن الدفاع الحقيقي عن حقوق اليمنيين في الولايات المتحدة، مكتفية بحركات شكلية تفتقر لأي قوة دبلوماسية أو إرادة حقيقية هذا الصمت المطبق والضعف الواضح يعكسان واقعًا لا مفر منه حكومة مجلس القيادة الرئاسي لا تُقَيَّم لها واشنطن أي وزن حقيقي.

وفي غياب أي موقف ، يبقى اليمنيون يدفعون الثمن،وحكومة مجلس القيادة الرئاسي منشغلة في محاولات بائسة لإثبات وجودها، لكنها أمام شريك لا يرى فيها سوى كيان ضعيف وغير مؤثر.

ختاماً، هذه الأزمة تكشف هشاشة حكومة مجلس القيادة الرئاسي وعجزها عن حماية أبسط حقوق مواطنيها حتى أمام أقرب حلفائها.

وبينما يراهن البعض على استثناءات قادمة، يبقى السؤال المحير: هل ما زالت واشنطن ترى في هذه الحكومة شريكاً استراتيجياً؟ أم أن التحالف كان مجرد فصل مؤقت في مسرح السياسة انتهى؟

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية 

٢٠٢٥/٦/٨

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى