نجمُ شهداءِ طوفانِ الأقصى… فارسُ الميدانِ وقائدُ الجهادِ،الشهيدُ الدكتورُ أسعدُ أبو شريعة (أبو الشيخ) الأمينُ العامُّ لحركةِ المجاهدينِ القائدُ العامُّ للكتائب
بقلم _ عدنان عبدالله الجنيد أبو الحمزة
( كاتب وباحث سياسي مناهض للاستكبار العالمي).
هيهاتَ أن تُهزمَ رايةٌ رفعتَها يا أبا الشيخ!
هيهاتَ أن يُخمدَ نورُ دمائك في ليلِ الأعداء!
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَ ،[التوبة: 111].
في زمنٍ عزَّ فيهِ القادةُ الصادقون، وقلَّ فيه الرجالُ الذين يعاهدونَ اللهَ فيصدقونَ،خرج من رحمِ المقاومةِ الفلسطينية رجلٌ كان وحدهُ أمةً، قائدٌ لو جُرِّدَتِ الكلماتُ من أسمى معانيها لظلَّتْ عاجزةً عن وصفهِ.
أسعدُ أبو شريعة (أبو الشيخ)…اسمٌ تهتزُّ لهُ جدرانُ المستوطناتِ عند سماعه، ويُزهرُ لهُ وجدانُ الأحرارِ في أصقاعِ العالم.
هو ليسَ صفحةً في التاريخ، بل لوحٌ محفوظٌ في وجدانِ كلِّ مقاومٍ، نُقشت عليهِ آياتُ البطولةِ بمدادِ الدمِ والزيتونِ والبارود.
فارسُ الميدانِ:
هو أسعدُ الساحات ومُطوّعُ الميدان… رجلٌ لو جُمِعت لهُ الساحاتُ جميعًا، لوسِعتْها عزيمتُه…!
مَن قال إنّ الموتَ غايةُ الأبطال؟ لا… بل هو معراجُهم إلى الخلود…ذاكَ هو فارسُ الميدانِ: د. أسعدُ أبو شريعة “أبو الشيخ”، إذ وقفَ حيثُ يفرّ الجبناءُ، وارتقى حيثُ يحيا العظماءُ… قادَ الكتائبَ بنداءِ اليقين، وخاضَ اقتحامَ “نير عوز” كأنّهُ الإعصارُ!
نجا من خمسِ محاولاتٍ صهيونيةٍ غادرةٍ، ظلّ واقفًا… إذ لم يكنْ رجلًا يُغتالُ بل قضيةً تعجزُ القنابلُ عن إسكاتها!
قائدُ الجهادِ:
ما الجهادُ إلا روحٌ تعلو، ونورٌ يُوقدُ في المدى… هكذا كان أسعدُ أبو شريعة.
قائداً لا تُثنيهِ جراحٌ، ولا تُرهبهُ المصفّحاتُ… صانعُ الخططِ، مُهندسُ الاقتحاماتِ، مَن غرسَ عقيدةَ الفتحِ في كلّ خليةٍ من خلايا “كتائبِ المجاهدين”.
دَربَ المجاهدينَ كيفَ يُحيلونَ المستوطناتِ إلى ساحةِ قصاص… خطّط، أعدّ، ومضى يقودُ بندقيتهُ وكلمتهُ معًا.
أسعد:
هو الاسمُ الذي أسعدَ القلوبَ في غزةَ والضفّةِ، وأبكى العدوَّ رعبًا في عمقِ الكيان…لم يكن اسمًا عابرًا في سجلِّ المقاومةِ، بل عنوانُ الانتصارِ القادمِ…أسعدُ التخطيطِ والتكتيكِ، مَن نصَرَ اللهَ في مواجهةِ أعداءِ اللهِ: الاستكبارِ العالميِّ واللوبيِّ الصهيونيِّ.
عقلٌ يقودُ، وسيفٌ يضربُ، ولسانٌ يصدحُ…!
أبو شريعة:
“شريعةُ الجهادِ والرجولةِ”… هكذا سمّاهُ المجاهدون…ليسَ في تاريخِ الرجولةِ شبيهٌ له… صدرٌ رحبٌ يُنيرُ دروبَ المجاهدينَ بالعلمِ والفقهِ والسلوكِ.
الاسمُ الذي هزَّ الكونَ في مواجهةِ العدوِّ الصهيونيِّ، حينَ خطّطَ وأرسلَ السلاحَ إلى الضفّةِ، وصاغَ البياناتِ التي تلهبُ روحَ المقاومةِ في كلِّ بيتٍ فلسطينيٍّ.
صاحبُ اليدِ الطولى في تفكيكِ خلايا العدوِّ، وإقامةِ “وحداتِ التثقيفِ الجهاديِّ” التي خرّجت أجيالًا من المجاهدين.
أبو الشيخ:
هو الأبُ الروحيُّ للمجاهدينَ، معلّمُ الأجيالِ، ورافعُ لواءِ محورِ المقاومةِ…لم يكن أميرًا في الظلّ بل رايةً في العلنِ… صوتُهُ في غرفةِ العملياتِ المشتركةِ كانَ يُحسَبُ لهُ ألفُ حسابٍ.
من جلساتِ الإعدادِ إلى خطوطِ القتالِ، ظلَّ أبو الشيخِ يُعلّمُهم أنَّ “الجهادَ عقيدةٌ لا تُنكسرُ… والقيادةُ دمٌ في سبيلِ اللهِ”.
هو الذي نسجَ أعمقَ التحالفاتِ مع فصائلِ المقاومةِ، ومهّدَ لوحدةِ القرارِ الميدانيِّ في غزة.
الأمينُ العامُّ لحركةِ المجاهدينِ:
الشيخُ المجاهدُ الدكتورُ أسعدُ عطيةُ أبو شريعة، “أبو الشيخ”، المؤسسُ والقائدُ والرائدُ…من أوائلِ الذينَ حملوا على عاتقِهمْ إعادةَ بناءِ حركةِ المجاهدينِ بعد انتفاضةِ الأقصى، وصاغوا رؤيةً جديدةً للجهادِ المقاومِ.
صاحبُ الأثرِ الكبيرِ في صناعةِ التحالفاتِ داخلَ محورِ المقاومةِ.
لم يهادنْ… لم يُساوِمْ…كانَ صوتَ الدمِ المقاومِ في كلِّ اجتماعٍ وكلِّ ساحةٍ.
هو الروحُ المُلهمةُ لحركةِ المجاهدين الفلسطينية.
قادها كما يُقادُ السيفُ في يدِ المُبارزِ الماهرِ.
القائدُ العامُّ للكتائبِ:
“كتائبُ المجاهدينِ”… ذراعُ المقاومةِ التي أسّسَها “أبو الشيخ”، وصاغَ بنيانَها حجَرًا حجَرًا…
شاركَ في اقتحامِ مستوطنةِ “نير عوز”، وقادَ بنفسهِ المجاهدينَ…هو صاحبُ فكرةِ “وحدةِ داهم”، وصاحبُ البصمةِ في نقلِ خبراتِ غزةَ إلى الضفّةِ.
صاغَ استراتيجياتِ الاشتباكِ الدائمِ، وأشرفَ على تطويرِ منظومةِ الأسلحةِ النوعيةِ في كتائبِ المجاهدين.
أشرفَ كذلكَ على توسيعِ دائرةِ العملِ المقاومِ خارجَ قطاعِ غزة.
لقد كانَ مهندسَ نقلِ السلاحِ إلى الضفّةِ، مؤسّسَ “وحداتِ التثقيفِ الجهاديِّ”، صانعَ الكوادرِ الفدائيةِ، ومُهندسَ العملياتِ النوعيةِ في العمقِ الصهيونيِّ.
ستظلُّ بصماتُهُ نارًا تحرقُ العدوَّ كلَّ يومٍ، وتُخرجُ من تحتِ رُكامِ غزةَ رجالًا من طينِ الأرضِ وشموخِ السماءِ!”
هو قائدُ كتائبِ المجاهدين الذين نقشوا أسمى معاني البطولةِ في معركةِ طوفان الأقصى.
قادهم وهو بينهم رفيقٌ ووالدٌ وأخٌ وقائدٌ لا يُجارى.
في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كان لهُ دورٌ محوريٌّ في اقتحامِ كيبوتس نير عوز، وتخطيطِ العملياتِ التي أثخنت العدوَّ في عقرِ داره.
وفي كلّ لحظةٍ من الحربِ ظلَّ اسمهُ يُرعبُ الأعداء، وصورتهُ تُلهبُ مشاعرَ المجاهدين.
استشهادُهُ:
فجرَ السبت، السابعِ من حزيران/يونيو ٢٠٢٥م… ارتقى الشهيدُ الكبيرُ أسعدُ أبو شريعة “أبو الشيخ” بعدَ عمرٍ من الجهادِ والصبرِ.
في حيِّ الصبرةِ بمدينةِ غزة، اختلطتْ دماؤهُ بدماءِ شقيقهِ القائدِ المجاهدِ أحمد أبو شريعة، ومعهم ثلّةٌ من أفرادِ عائلتهِ المجاهدةِ.
كانَ في قلبِ الميدانِ حتى اللحظةِ الأخيرةِ… ولم تُغتَلْ فيهِ الروحُ التي أشعلتْ في القلوبِ العهدَ المستمرّ.
“خمسُ مرّاتٍ، نعم خمسُ مرّاتٍ حاولَ العدوُّ اغتيالَ القائدِ الفذِّ “أبو الشيخ”: في ٢٠٠٨، في ٢٠١٢، في ٢٠١٤، في معركةِ سيفِ القدسِ ٢٠٢١، وفي ظلالِ طوفانِ الأقصى ٢٠٢٣… وظلَّ صامدًا، فكلُّ محاولةٍ كانت تزيدُهُ بأسًا وعنفوانًا!
عهدٌ للشهيدِ:
نمْ أيّها القائدُ العظيمُ في رحابِ ربّكَ، فدماؤكَ فينا مشاعلُ لا تنطفئُ…
نقسمُ باسمِك… باسمِ دماءِ العائلةِ التي زُفّتْ معكَ…
أن نبقى على العهدِ… أن نُطيلَ عُمرَ البنادقِ… ونقصرَ عُمرَ الكيانِ…نقسمُ أنّ دمكَ لن يضيعَ…
وأنَّ لواءَ كتائبِ المجاهدينِ سيظلُّ مرفوعًا حتى تُعانقَ راياتُ النصرِ أسوارَ القدسِ…
واللهُ مولانا ونعمَ النصيرُ!
نمْ قريرَ العينِ يا أبا الشيخ…
فالدمُ في دربِ القدسِ لا يشيخُ!”