السهلاني والمؤسسة والعهد الجديد

محمد السعيدي

السهلاني… دخل إلى قلب المؤسسة من باب الواجب، وإلى قلوب الناس من باب الصدق.

في ظرفٍ زمنيّ قصير لا يتعدى الشهر، استطاع الدكتور وليد السهلاني أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في أداء مؤسسة السجناء السياسيين.

حضر بقوة داخل المؤسسة، لكن حضوره لم يكن محصورًا داخل أروقتها، بل امتدّ إلى الشارع، إلى البرلمان، إلى المنابر الإعلامية، وإلى مكاتب صنع القرار.

وهنا كان حضوره وتواصله قويًا وفاعلاً، ففي هذا الشهر التقى بوزيرة المالية طيف سامي، وبوزير الداخلية عبد الأمير الشمري، وبدولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، في اجتماع وُصف بالمهم، باحثًا خلاله أبرز ملفات المؤسسة العالقة، وفي مقدمتها تعديل قانونها، وبما يتناسب مع تحقيق العدالة ومعالجة مظلومية الكثير من الشرائح المشمولة بالقانون، مؤكدًا على أهمية دور المؤسسة في بناء العراق، لما تمثله من ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية.

لقاءات السهلاني امتدت لمؤسسات رسمية أخرى، فمع مجلس الدولة واتحاد الحقوقيين العراقيين تم مناقشة الجوانب القانونية والفنية الخاصة بتعديل القانون وخطط تطوير المؤسسة نحو إصلاح بُناها الأساسية، ورفع الغبن عن المتضررين الحقيقيين.

وعلى المستوى الإعلامي، كان ظهور الدكتور السهلاني لافتًا للغاية، ففي حواره عبر شاشة قناة العراقية الإخبارية، قدّم شرحًا صريحًا ووافيًا عن تحديات المرحلة، والعمل الميداني، قائلاً:
“لن نغلق الأبواب أمام أصحاب الحق، والمؤسسة ستكون بيتًا للجميع.”

في هذه الأسابيع الأربع، كانت إدارة السهلاني ميدانية لا مكتبية؛ فمنذ اليوم الأول لتسلمه المنصب، أطلق الدكتور السهلاني نهجًا إداريًا جديدًا، يقوم على النزول إلى الميدان، لا أن يحبسه العمل خلف المكاتب.

زار دوائر وأقسام المؤسسة، واطّلع على واقع عملها بشكل مباشر، مستمعًا للعاملين، وموجهًا بضرورة تسهيل الإجراءات وتطوير الأداء الإداري.

لقاءات رسمية ونيابية، ومع مجموعات من المشمولين بالقانون، والوقوف وجهًا لوجه مع المراجعين في استعلامات المؤسسة.

كانت اللقاءات حميمية، لم تكن بروتوكولية، بل مثّلت منصّات عمل جاد لمتابعة قضايا السجناء السياسيين، وبحث تعديل القوانين وتنفيذ الحقوق.

تدفقت التهاني على مكتبه من شتى أطياف المجتمع، وهو ما عكس مكانته الاجتماعية، وثقة المواطنين من مختلف البيئات بانفتاحه وصدقه.

الدكتور السهلاني اختصر رؤيته في جملة بليغة، قال فيها:
“السجناء السياسيون هم الشهداء الأحياء، وهم الأركان الأساسية في بناء هذه المؤسسة.”
كلمات لا تُقال مجاملة، بل تعبير دقيق عن وعي عميق لحجم التضحيات التي قامت عليها هذه المؤسسة، وعن العهد الذي قطعه لنفسه بإعادة الاعتبار إلى أصحاب المواقف الشريفة.ع666

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى