المسيراتُ التضامنيّةُ… طوفانُ الشعوبِ نحوَ غزّةَ العزّةِ

بقلم _  طوفانُ الجنيد

إنّ المسيراتِ التضامنيّةَ، والوقفاتِ الاحتجاجيّةَ، والحشودَ الجماهيريّةَ الهادرةَ، وسائرَ أشكالِ التحرّكِ الشعبيِّ في أنحاءِ الأرضِ، ليست مجرّدَ تعبيرٍ عن تعاطفٍ مع غزّةَ الجريحةِ… بل هي في حقيقتِها جبهةُ إسنادٍ جهاديّةٌ فاعلةٌ، وميدانُ رباطٍ في ثغورِ المقاومةِ الكبرى، وسلاحٌ معنويٌّ يُدكُّ بهِ الأحرارُ أسوارَ الحصارِ، ويُربكُ بهِ كيانَ العدوِّ الغاصبِ، ويوقظُ بهِ ضمائرَ العالمِ الغافي.

إنّها امتثالٌ لأمرِ اللهِ في الحركةِ والانطلاقِ في سبيلِهِ، والتصدّي لأعدائِهِ… وإنّه لَعمَلٌ مباركٌ تُزكّيهِ السماءُ وتدعمُهُ الإراداتُ الحرّةُ في شرقِ الأرضِ وغربِها.

سفينةُ “مادلين”… شمعةُ الأحرارِ التي أضاءتِ العتمةَ

لقد قدّمت سفينةُ “مادلين” صورةً مشرّفةً لمعنى الإقدامِ في وجهِ الحصارِ.
هي مبادرةٌ إنسانيّةٌ عظيمةٌ يُرضيها اللهُ ورسولُهُ والمؤمنون.
لقد عبرتِ البحارَ، وتخطّتِ الأخطارَ، وتقدّمتْ رغمَ أنفِ العدوِّ وتهديداتِهِ.
أبحرتْ وهي تعلمُ علمَ اليقينِ أنّها قد تُمنعُ من الوصولِ إلى غزّةَ، لكنَّ رُوّادَها أبَوا إلّا أن يُلقوا حجَرًا في بركةِ الصمتِ العالميِّ، وأن يُكسروا جدارَ الصمتِ الذي شُيّدَ حولَ جراحِ غزّةَ ولو كَلّفَهم ذلكَ أرواحَهم.

لقد نجحوا في إيصالِ رسالتِهم إلى شعوبِ العالمِ قاطبةً: أنْ التفِتوا إلى غزّةَ، وتبيّنوا حقيقةَ العدوِّ الإسرائيليِّ، وبشاعتَهُ، وإجرامَهُ.

وإنْ اعتُقِلوا واقتُحِموا وصودرتْ سفينتُهم، فقد بيّضَ اللهُ وجوهَهم، ورفعَ ذِكرَهم، وكتبَ أجرَهم في سجلِّ الخالدين.
المسيرةُ البرّيّةُ من المغربِ العربيِّ… عِطرُ التضامنِ في دروبِ الإباءِ

واليومَ، ها هي مسيرةٌ برّيّةٌ مُباركةٌ على وشكِ الانطلاقِ من بلادِ المغربِ العربيِّ — من المغربِ والجزائرِ وتونسَ — متّجهةً صوبَ هدفِها السامي: غزّةَ العزّةِ.
نشدُّ على أيدي هؤلاءِ الأحرارِ ونُباركُ خُطاهم، وندعو الأحرارَ في العالمِ أجمعَ إلى دعمِهم ومؤازرتِهم ومواكبةِ مسيرتِهم المباركةِ.
ونرفعُ معنويّاتِهم وننشرُ الأملَ في قلوبِهم، ولا نُثبّطُهم ولا نُحبطُهم، ولا نحكمُ على مسيرتِهم بالفشلِ قبل أن تبدأَ؛ بل نُحسنُ القولَ ونُتقِنُ الأدبَ في حديثِنا معهم.
وندعو الأنظمةَ في البلدانِ التي سيمرُّون بها إلى تسهيلِ عبورِهم، وإزالةِ العوائقِ من طريقِهم؛ فذلكَ أدعى لإظهارِ صورةٍ مشرّفةٍ عن تلكَ البلدانِ أمامَ العالمِ أجمعَ.
فهؤلاءِ القومُ مسالمونَ، ليسوا أهلَ شغبٍ ولا خطرٍ، بل أصحابُ رسالةٍ ملائكيّةٍ نبيلةٍ، ووجهةٍ واضحةٍ مُحدَّدةٍ.
سلامُ اللهِ عليهم… وعلى كلِّ من نصرَ غزّةَ بقلبِه ولسانِه ويدِه.
نسألُ اللهَ أن يُوفّقَهم، ويُسدّدَ خطاهم، ويكتبَ أجرَهم، ويُعجّلَ بالفرجِ والنصرِ المبينِ لأهلِنا في غزّةَ — درّةِ تاجِ الأمةِ، وقُبلةِ الأحرارِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى