واشنطن وتَل أبيب فعلوها وقصفوا طهران!!
بقلم- إسماعيل النجار
واشنطن وتَل أبيب فعلوها وقصفوا طهران وترامب يدعو إيران لإستكمال المفاوضات بعد نفض يدهِ من المشاركه في الهجوم!،
ليالٍ إثنتين حاميتين مَرَّتآ على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودماءٌ ذكية سالَت يصعُب لَملَمَتها إلَّا بعد توجيه ضربة إنتقامية من طهران لتل أبيب بدأت بعد ساعات ويجب أن لا تنتهي قريباً،
ربما نجحت طائرات أل F35 والF22 الأميركيتين من إجتياز الحدود العربية وصولاً إلى طهران وقصفت ودَمَرَت أهدافاً عسكرية وحيوية واغتالت قادة عسكريين وشخصيات علمية نووية، لكن هذه الطائرات التي إنطلقت لتغرس الموت والدمار في جسد الجمهورية الإسلامية لم تكُن تعرف أو تدرِك بأنها إرتكبت المحظور والرَد قاسٍ ومُزَلزِل وما شاهده العالم بما حصل لتل أبيب وحيفا على الشاشات ما هو إلَّا النذر اليسير أمام المحظور نشره،
بكل الأحوال إسرائيل ككيان اليوم وُضِعَت خارطتها على طاولة الجَرَّاحين الإيرانيين والسيد القائد توعدَ الصهاينة برَدٍ قاسٍ ومُرعب وتأديب، فبينما طهران تمسح جراحها كانت إسرائيل تستعد لتلقي الصفعة الإيرانية ويتأهب العالم بكل وسائط دفاعه الجوي للزَود عنها كعادتهم، وتحت درجات الحرارة المرتفعه عسكرياً وسياسياً حاولت الرياض تخبئة رأسها من أي ضربة إيرانية عبر بيانات الإدانة للعدوان والإستنكار،
الخطوة الصهيونية كانت منسقة بالكامل مع الولايات المتحدة الأميركية ما يعني أن أميركا تريد إستسلام إيران وكل دول العالم بالقوَّة العسكرية، الرد الإيراني بدأ والعالم يعيش حالة تَرَقُب وذهول مِما حصل وسيحصل اليوم وغد وبعد غد والأسبوع القادم، فمنذ اندلاع المواجهة المباشرة بين الطرفين قبل يومين، دخل الشرق الأوسط مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، وانتقلت فيها الحرب من الوكالة إلى المواجهة المباشرة، تكبدت فيها إسرائيل خسائر فادحه في بعض القواعد العسكرية، خاصة في الشمال، وتعرّضت لهجمات دقيقة بطائرات مسيرة وصواريخ كروز، إيران استُهدفت بغارات إسرائيلية على مواقع للحرس الثوري في غربها وأُسقطت بعض المسيرات داخل عمقها ونجحت في كسر “هيبة الردع الإسرائيلي”، إذ نفذت ضربات مباشرة على أهداف إسترتيجية من داخل أراضيها، وهي سابقة تاريخية، مما يعني أنها تحوّلت من الدفاع إلى الهجوم المباشر،
بينما إسرائيل أظهرت قدرة على توجيه ضربات دقيقة، لكنها فشلت حتى الآن في تحييد خطر الصواريخ والطائرات المسيّرة، وفشل “القبة الحديدية” في اعتراض بعضها مما أبرز فجواتها الدفاعية،
الجمهورية الإسلامية الإيرانية فرضت معادلات جديدة في هذا الرد على الكيان لإن”الهجوم الصاروخي من العمق الإيراني مقابل أي استهداف مباشر” شكل ردعاً مستقبلياً لصالح إيران،
للمرة الثالثة إيران تُطلقى من داخل أراضيها ضربات رداً على إسرائيل بهذا الحجم وأرسلت بذلك رسالة بأن أي استهداف إيراني مباشر سيقابل برد من العمق الإيراني نفسه، وليس عبر الحلفاء.
المعادلة الثانية،، “كلفة استمرار الحرب على الاقتصاد الإقليمي والعالمي”
إيران تدرك أن توسيع الحرب سيؤدي إلى تعطيل مضيق هرمز وباب المندب، ما يضغط على أسعار النفط، ويُحرج واشنطن وحلفاءها الدوليين، لذلك لن يطول الوقت قبل أن تسارع أميركا ومعها قوى دوليه أخرى لتطالب إيران بوقف القصف الصاروخي على الكيان ولو بقرار مُلزم من مجلي الأمن، لذلك بدأ يتحدث البعض عن عدة سيناريوهات لإيقاف الحرب،الأقرب منها يكون وقف إطلاق نار بوساطة دولية (روسيا، الصين، وربما قطر أو عمان)، يُفرض فيه توازن قوى وليس هزيمة لأي طرف وهذا ما لا تقبله طهران، بينما إسرائيل ستحاول الخروج بإعلان “النجاح في استعادة الردع”، ولو رمزياً،وإيران ستعتبر أن قدرتها على الرد المباشر شكّلت انتصاراً استراتيجياً وتثبيتاً لمعادلات الردع الجديدة، وسيناريو أقل ترجيحاً أن تتوسع الحرب إلى صدام شامل يشمل جنوب لبنان والجولان، بدخول أميركي مباشر، خاصة إذا تم استهداف مصالح أميركية أو خليجية،في هذا السيناريو، الخطر الأكبر يكون على الداخل الإسرائيلي نفسه، وعلى استقرار دول الخليج. إذاً مَن سيفرض شروطه في النهاية؟
المنتصر لن يكون من يحسم ميدانياً، بل من يستطيع تثبيت معادلاته الجديدة بعد الحرب، حتى الآن، إيران نجحت في فرض قواعد اشتباك جديدة (الرد المباشر، وهذا يرجّح أن تكون طهران صاحبة اليد الأقوى في أي مفاوضات بعد انتهاء الجولة الحالية، لكن في حال دخلت واشنطن على الخط عسكرياً، فقد تتغير موازين القوى بشكل جذري.
فيما يلي أحدث ما كتبته الصحف الغربية والإسرائيلية حول المواجهة بين إيران وإسرائيل التي بدأت منذ يومين،،
“الإيرانيون هزوا الإسرائيليين لكنهم مصممون”
Financial Times(14 يونيو)
– شملت الضربات الإسرائيلية للمرة الأولى ضربات على مواقع نووية وعسكرية في إيران، وإسقاط كبار قادة إيرانيين.
– ردّ إيراني صاروخي وطائرات مسيّرة كثيف أسقط بعضها القبة الحديدية، ما أدى إلى سقوط قتلى ودمار في تل أبيب وسط تأييد شعبي واسع داخل إسرائيل لتوجيه ضربات لإيران، ويبدو أن الرسالة واضحة: منع إيران من امتلاك السلاح النووي،،
The Times (لندن):
– تحذير من أن إيران قد تكون مستعدة لاستخدام السلاح النووي دون تردد، والضربات الأخيرة تثبت خطورة النظام الإيراني،،
New York Post:
– وصف العملية بـ “Rising Lion”، تهدف للقضاء على منظومة إيران النووية
– رغم تحقيق ضربات أولية، فإن إسرائيل تواجه تحديًا داخليًا وسياسيًا، واحتمال عزلها دولياً بسبب التصعيد .
“هل بات العالم على صفيح ساخن؟”
Economic Times وReuters:
– قلق من أن الصراع قد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة تشمل عملًا إلكترونيًا، بحريًا، وسيبرانيًا .
– تقرير Reuters أشار إلى أن الهجمات خلّف صدمة شديدة في الأسواق، وأسفرت عن وقف مفاوضات طهران-واشنطن النووية .
“والمستقبل سيحدد قدرة إيران على الرد
المواجهة الحالية تعد انعطافًا تاريخيًا إذ انتقلت من تبادل ضربات إلى حرب شامله، مع تهديد متزايد لتوسعة رقعة الحرب.
والمخاوف العالمية ترتفع: من انهيار المفاوضات، وقد تؤدي إلى اضطراب بأسعار النفط، وإمكانية انزلاق الصراع نحو قوى دوليه أكبر، فالمنطقه تشهد فصلاً جديداً من إستراتيجيه إعلاميه إيرانيه أكثر جُرأة وتحدياً تعلن فيه أنها ردت مباشرةٍ وبقوة ولن تتوقف،
بيروت في،،
15/6/2025