[ النأي عن الحرب .. ]

بقلم _  حسن عطوان 

📌 وإنْ كنت أرى أنَّ مواقف دولٍ مثل باكستان ومصر وتركيا والسعودية ممّا لا يُعَوّل عليها كثيراً ؛ لأسباب شتّى ، ولكن لا يمكن إنكار أنَّ موقف هذه الدول في الظروف الحاليّة بإستنكارها للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية يُعدّ موقفاً لافتاً للغاية .

📌 فما هو السبب في ذلك ؟؟

ممّا لا شكَّ فيه أنَّ خلفية هذا الموقف ، ليست هي المباديء ولا الوطنية ، ولا صحوة ضمير ، ولا ولا ..

📌 إنّما خلفية ذلك هي أنَّ حكومات هذه البلدان أدركت وبوضوح أنَّ حكومة الكيان الصهيوني المغرورة و ( المستهترة ) لن تقف عند هذا الحد ، بل سيصل الدور لهذه الدول مهما طبّعت وتنازلت ، ولن يشفع لها حتى تاريخها الزاخر بالذل والهوان !

بل أنَّ ذلك هو منهج هذا الكيان منذ أنْ زرعته بريطانيا في فلسطين ، ولا فرق بين حكوماته ، إلّا في الآليات والتكتيك .

ويكاد أنْ يكون ذلك معّلَناً من قبل حكومة الكيان الحاليّة .

📌 من هنا يُفتَرَض أنْ نتأمل في فكرة النأي بالعراق عن هذه الحرب ..

وكلامي ليس مع المرضى من شركاء الوطن ، ممَن يطرح ذلك مدفوعاً بحقد أسود ضد كل مَن ينتسب للتشيع .

📌 إنّما كلامي مع مَن يطرح مثل ذلك من أوساطنا ، ممَن لا نشك أنّه مدفوع من حرصٍ وشفقة .

فأقول : لا أحد منّا لا يتمنى النأي بالعراق عن هذه الحرب المدمرة ..

ولكن ..

حتى لو أغمضنا النظر عن المباديء ، فهل أنَّ مثل هذا النأي ممكن ؟؟!

لو تعرضت الجمهورية الإسلامية الى هزيمة لا سمح الله ، فهل يكتفي العدو بذلك ؟!

📌 كلنا يتمنى النأي بالعراق ..

لكنَّ المتابع يدرك جيداً أنَّ التعويل على النأي ليس واقعياً فهو محض إستسلام لعدوٍ غادر لا يؤمَن ..

📌 فلو كان النأي يجنبنا الدمار فعلاً ، فلعل أمر المباديء يكون هيناً ، على الأقل سنبرر حينها أنّه الموقف المناسب لتقليل الخسائر !

📌 ما أريد أنْ نقف جميعاً عنده هو : أنَّ العدو لو تمكن – لا سمح الله – من هزيمة الجمهورية الإسلامية ، فسنُسحق في الطريق وبإذلال مهما تنازلنا !

📌 وسنكون ضحايا بلا موقف !

📌 ما من عاقل لا يتمنى لبلده النأي عن الحروب ..
ولكن النأي في مثل ما نحن فيه سيكون إستسلاماً مذلّاً !

📌 لا أدعو هنا لدخول العراق في خضم المعركة ، لأننا وبصراحة شديدة لم نعدّ العدّة لذلك .

فضلاً عن كون شركائنا في الوطن ، يتملكهم غدرٌ ولؤم ، لا يمكن معه الإنشغال عنهم ، ولا يؤمَن لهم جانب في سلّمٍ فضلاً عن حرب !

📌 إنّما اقول علينا أنْ نفكّر في طريقة أخرى ..

علينا أنْ نفكر في موقف آخر ، يمكننا به أنْ نجمع بين الدنيا والآخرة !!

إنْ كان مثل هذا الجمع ممكناً !!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى