رسالة إلى القيادة الايرانية 

بقلم _  محمد علي الحريشي/   اليمن

 

في البداية نعلن تضامننا ووقوفنا ككتاب وإعلاميين يمنيين إلى جانب الشعب الإيراني الشقيق، في دفاعه ضد العدوان الأمريكي والصهيوني الجبان، وسوف نسخر كل أقلامنا وقدراتنا كجبهة إعلامية يمنية إلى جانب أخوتنا وأشقاءنا في جمهورية إيران الإسلامية، نحن نثق من أعماق مشاعرنا، إن الشعب الإيراني بقيادته المؤمنة وجيشه المجاهد، سوف ينتصروا ويكسروا شوكة العدو الأمريكي والصهيوني، وسوف يخرج الشعب الإيراني من معركته مع رأس الشر والطفيان منتصراً، كما إنتصر في الحرب الأمريكية الصهيونية، التي أشعلتها أمريكا وإستمرت ثمان سنوات في عقد ثمانينات القرن الميلادي الماضي، نحن لا نخشى ولانخاف على إيران الإسلام والثورة، إيران راية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين، والخميني سلام الله عليهم، لانخاف عليهم من الإنكسار والتراجع أمام العدوان والحرب الأمريكية والصهيونية الظالمة، لأن الشعب الإيراني تربى على روح ومبادىء ثورة كربلاء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، الثورة التي كان شعارها «هيهات منا الذلة»، نحن نثق بنصر الله للشعب الإيراني المسلم المؤمن المجاهد، الذي نصر مظلومية فلسطين وقدم لأجلها آلاف الشهداء.

من خلال متابعتنا لمجريات العدوان الأمريكي والصهيوني الغادر على الشعب الإيراني الشقيق، تبين أن العدو الأمريكي والصهيوني، أعدوا وجهزوا المخططات منذ مدة طويلة، لتمزيق وحدة الدولة والشعب الإيراني، والقضاء على مقدراته العسكرية والإقتصادية وتمزيق وحدته الوطنية والسياسية، كل ذلك لخدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ولبقاء دولة اليهود في فلسطين، فمن وجهة نظر الإدارة الأمريكية وحكومة كيان العدو الصهيوني، يمثل وجود نظام الثورة الإسلامية في إيران تهديداً خطيراً للمصالح الأمريكية في المنطقة وتهديداً وجودياً لدولة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، فليس الهدف من العدوان الأمريكي والصهيوني على إيران اليوم تفكيك وإنهاء برانامجها النووي فحسب، بل هناك أهداف أخرى ومنها القضاء على نظام الثورة الإسلامية في إيران، وتقسيم الدولة والشعب الإيراني إلى دويلات على أسس عرقية وقومية، وزرع بذور الخلافات والصراعات والحروب بين مكونات الشعب الإيراني، والسيطرة على ثروات ومقدرات الشعب الإيراني. تلك بعض من الأهداف الحقيقية من وراء العدوان الأمريكي والصهيوني على الشعب الإيراني الشقيق، من المؤسف أن المخابرات الأمريكية والصهيونية، وجدت لها عملاء ومرتزقة ومنافقين من داخل الشعب الإيراني، من الذين ضلوا مشدودين إلى نظام الشاه المقبور، وعبر تلكم الحفنة من الخونة والعملاء، بنت المخططات الأمريكية والصهيونية مؤامراتها منذ عدة سنوات، لتفكيك وهدم الدولة الإيرانية، لقد بنوا مخططاتهم بحرفية إستخباراتية عالية، وربما إستخدموا الحرب الإلكترونية عبر تطبيقات أجهزة الموبايل، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، للوصول إلى القيادات العليا في الجيش والدولة الإيرانية وتصفيتهم، كما حدث لقادة حزب الله في لبنان، لأن أمريكا لم تتخذ قرار العدوان على إيرن، إلا بناء على إكتمال مخططاتهم وجهوزيتها، لم تدخل أمريكا في مفاوضات غير مباشرة مع الحكومة الإيرانية بوساطة عمانية، إلا خداع ومكر لإيجاد مبررات للبدىء في العدوان العسكري على إيران، هذا مادلت عليه المناورات السياسية الأمريكية، أثناء مفاوضاتها غير المباشرة مع إيران، عندما قدمت ورقة مقترحات عبر وزير الخارجية العماني، التي حملها إلى القيادة الايرانية، لتلبة المطالب الأمريكية والصهيونية، بضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني السلمي، ومنع تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، الورقة الأمريكية كان يراد منها الرفض الإيراني، حتى يجدوا المبررات للعدوان على إيران.

العدوان العسكري على الشعب الإيراني هو عدوان أمريكي بالدرجة الأولى، الرئيس الأمريكي «ترامب» هو الذي إتخذ قرار الحرب ضد إيران من داخل البنتاغون في واشنطن ، وبعد إتخاذ قرار الحرب، إتصل برئيس وزراء كيان العدو الصهيوني، الذي أوكل إليه مباشرة العدوان، لم يتخذ الرئيس الأمريكي القرار بالعدوان على ايران، إلا بعد إكتمال مشاريع مخططات تفكيك الدولة الإيرانية والقضاء عليها، والقضاء على الصف الأول من قيادات الدولة الإيرانية، حتى تخلق حالة الفراغ القيادي، الذي سوف ينتج عنه حالة إرباك شديدة، وإنهيار مختلف أجهزة الدولة الإيرانية، ومع تكثيف الضربات العسكرية الأمريكيةوالصهيونية وتصفية المزيد من القيادات، وفي نفس الوقت تشتعل الحرب الإعلامية الموجهة ضد إيران، تكون أمريكا وكيان العدو الصهيوني، قد حققوا الشوط الأكبر من المخطط العدواني على إيران، وبعدها سوف تتكثف الضربات العسكرية على المواقع العسكرية والنووية والإقتصادية، حتى الوصول إلى مرحلة إنهيار مختلف أجهزة الدولة الإيرانية.

كان ذلك جزىء من سيناريوهات ومخططات العدوان الأمريكي والصهيوني على إيران.

لكن بفضل الله سبحانه وتعالى سقط الهدف الأكبر، من مخطط إسقاط الدولة والقضاء على النظام الإيراني، فبصبر وحكمة القيادة الايرانية، تم القضاء على أهم عنصر محوري في المخطط الأمريكي والصهيوني، وهو خلق حالة (فراغ قيادي) في إيران، لو حدث حالة الفراغ القيادي، القيادة الإيرانية تداركت الأمور، فلم تسمح بخلق حالة الفراغ القيادي، لم تترك الأعداء يتلذذون بنشوة إنتصار الصدمة والضربة الأولى على إيران،حيث إستعجل كل من الرئيس الأمريكي«ترامب»، وقادة الدول الغربية وحكومة كيان العدو الصهيوني، بإظهار نشوة النصر والتشفي ضد القيادة والحكومة الإيرانية، فصرحوا: أنه تم القضاء على البرنامج النووي الإيراني، والقضاء على قادة الصف الأول من الجيش ومن علماء الذرة النوويين الإيرانيين،ففي التالي من العدوان، دعا الرئيس الأمريكي «ترامب» القيادة الإيرانية للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

لكن المفاجأة جاءتهم من القيادة والجيش الإيراني، في مساء اليوم التالي،وذلك بالقصف العنيف على المنشاءات العسكرية في مختلف المدن الصهيونية المحتلة، تلك الضربات الصاروخية المسددة التي وصلت إلى أهدافها وتجاوزت كل منظومات الدفاع الجوي الأمريكي والصهيوني متعددة الطبقات، خلطت على الأمريكي والصهيوني الأوراق، ونسفت مخططاتهم ومؤامراتهم التي أعدوها وجهزوها منذ عدة سنوات. الأهداف الرئيسية من مشروع القضاء على الدولة الإيرانية، تم إفشالها من قبل القيادة والجيش الإيراني، ومن خلفهم الشعب الإيراني الذي إلتف حول قيادته، فشلت الأهداف الرئيسية من العدوان، لذلك مطلوب من القيادة والجيش الإيراني وضع المقترحات التالية بعين الإعتبار، ونرجو من زملاءنا الكتاب والإعلامين الإيرانيين إيصال ملاحظاتنا هذه إلى القيادة الإيرانية:

1– مواصلة دك المواقع والمنشاءت العسكرية والإقتصادية، والمدن الصهيونية بالصواريخ الإيرانية والطائرات المسيرة، وخلق حالة دمار كبير داخل المدن المحتلة، والتركيز على تدمير القواعد العسكرية الجوية، التي تنطلق منها الطائرات الحربية الصهيونية، التي تقصف المدن والمنشاءات الإيرانية.

2– قصف ودك وتدمير كل منشاءات ومرافق مطار اللد «بن غوريون»، فهو الرئة التي يتنفس منها العدو الصهيوني، وهو المحطة التي تستقبل الأسطول الجوي من الدعم والتعزيز العسكري الأمريكي والغربي لكيان العدو.

3– التركيز بالقصف على ميناء حيفا حتى تدميره وتدمير مرافقه والمراكز الصناعية المحيطه به، وإعلان حضر عسكري على السفن الداخلة إلى الميناء، وتحذيرها من الإقتراب أو الوصول إليه.

4– إعادة النظر في هيكلة جهاز الأمن الداخلي وأجهزة المخابرات الايرانية، لتتولى مكافحة التجسس وتعقب الخلايا الجاسوسية، وتقوم بمكافحة الحرب الإلكترونية.

5– على القيادة الايرانية الإستفادة من التجربة اليمنية، في تمويه قيادات الصف الأول والثاني للدولة الإيرانية، من عسكرين ومدنيين وأمنيين، وتغير هواتفهم الشخصية بشكل مستمر، وتغيير أماكن سكنهم ومقرات أعمالهم بإستمرار، وتغيير طواقم حراساتهم الأمنية، وغيرها من الإجرات الإحترازية، حفاظاً على حياتهم الشخصية من القصف والإغتيال، لأن العدو مراهن على خلق حالة فراغ قيادي، ليطبق على إيران النموذج الذي طبقه على قيادات حزب الله في لبنان بعد معركة طوفان الأقصى، هذا الجانب مهم جداً، أعطوه كل الأولوية.

6– التصدي للحرب الإعلامية الأمريكية والصهيونية، وحرب الدعاية بتحصين الجيهة الداخلية الإيرانية، ولدى القيادة اليمنية خبرة واسعة في هذا الجانب، يمكن الإستفادة منها.

،7– أستعدوا وهيئوا شعبكم وجيشكم لحرب طويلة الأمد مع العدو الصهيوني، سوف يعيد الشعب الإيراني البناء والإعمار، لكن الحرية والكرامة والإستقلال إذا سلبت لايمكن إعادتها وتعويضها.

9– قريب جداً سوف تصل إليكم الرسائل من أمريكا وغيرها من الدول، بطلب التهدأة والدخول في وساطات لوقف الحرب قابلوا تلك الوساطات بفرض شروطكم على العدو الصهيوني وعلى أمريكا، وأظهروا لهم القوة وليكون شعاركم،«جهاد في شبيل الله حتى زوال العدوان وإنهاء الهيمنة الأمريكية من المنطقة» و«هيهات منا الذلة» .

10– ثقوا وتأكدوا بنصر الله، وتيقنوا أن قطيع المستوطنين لن يطيقوا حياة الجحيم والخوف في فلسطين، وهم يهرعون كل يوم إلى الملاجىء أجعلوا مدينة تل أبيت وحيفا أنقاض وحطام وسوف ترون النتائج، أنتم مدافعون ومعتدى عليكم، ولستم معتديين، ثقوا بنصر الله والشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم معكم، أمريكا اليوم تترنح ولن تدخل في حرب مباشرة معكم، كيان العدو مهزوم وسوف ترون وتشاهدون تأييد الله لكم، لأنكم نصرتم أقدس وأطهر قضية ومظلومية وهي مظلومية الشعب الفلسطيني، والله لن يترككم وسوف ترون كيف تتجلى آيات الله ومعجزاته معكم، يأ أنصار علي والحسين ويأ أنصار القدس والمقدسات.

11– فكروا بوضع خطة تجعل الشعب الصهيوني المحتل يهرع كل يوم إلى الملاجىء عدة مرات في الليل وفي النهار، فذلك كفيل بإدخال حياتهم في جحيم لايطاق، وبعدها سوف يعودون من حيث أتوا وسوف يخرجوا من فلسطين مهزومين.

نسأل من الله القوي الجبار، أن يحفظ الشعب الإيراني الشقيق وأن ينصره على رأس الشر والطفيان أمريكا وكيان العدو الصهيوني المحتل، قال الله سبحانه وتعالى «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» «وماالنصر إلا من عند الله».

صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى