الضربات الإيرانية تُدخل ترامب في دوامة التخبط

كنوز ميديا – تقارير

يعيش الكيان الصهيوني، حالة من الرعب والخوف، بعد الرد الإيراني المزلزل ضد العدوان الذي شنّه جيش الاحتلال مساء الجمعة الماضية، إذ لم يكن بحسابات الكيان الغاصب، ان ترد طهران بهذه القوة وتجعل إسرائيل تحت وطأة الصواريخ التي وصلت الى جميع المؤسسات الرسمية في تل أبيب، ليكون الانتقام الإيراني الأول من نوعه، إذ لم تجرؤ أية دولة أخرى في المنطقة على استهداف تل أبيب، خشية من حلفائها وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية.

حكومة نتنياهو توقعت ان تكتفي الجمهورية الإسلامية بضربة خفيفة لا تتعدى الساعات، لكنه وعلى ما يبدو، ان إيران جهزت نفسها جيداً لهذه اللحظة، وعدّت العدة لحرب طويلة الأمد، فاجأت بها الأعداء الذين لم يرسموا سيناريو لمثل هكذا وضع، الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يتوسل العالم لدعمه بعدوانه على طهران، إلا ان قوة الضربة جعلتهم يعيدون التفكير مراراً قبل الدخول بهذه الحرب الخاسرة بالنسبة لهم.

قوة الرد الإيراني أربكت حسابات واشنطن وجعلتها تتخبط في قراراتها، فحكومة ترامب ولغاية اليوم لم يصدر عنها موقف رسمي واضح، فهي لا تريد ان تترك الكيان الصهيوني الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى، تخشى واشنطن على مصالحها، سيما مع تهديد محور المقاومة الإسلامية وعلى رأسها كتائب حزب الله التي أكدت ان تدخّل أمريكا في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية يعني ان قواعدها وسفارتها وقنصلياتها ستكون معرضة للاستهداف والضربات، الأمر الذي زاد من الضغط على البيت الأبيض واضطره الى عدم دخول الحرب، على الرغم من الخسائر الصهيونية الكبيرة.

ولعل حذف ترامب لتدوينته على منصة “أكس” التي أكد فيها دخول أمريكا الى الحرب بشكل رسمي، دليل دامغ على حالة الارباك التي تعيشها واشنطن هذه الأيام، إذ تغيّرت لهجتها وباتت تدعو الى السلام والمفاوضات، خوفاً من توسع المعركة، سيما مع تلويح بعض الدول الى الدخول كحليف مع الجمهورية الإسلامية، إذ غيّر ترامب موقفه من الحرب أكثر من مرة، فهو تارة يدعو لشن هجوم على إيران وضرب المنشآت النووية ويعدها خطراً يهدد الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي، وتارة أخرى يحث على الحوار ووقف إطلاق النار.

الكيان الصهيوني لا يستطيع التراجع وفي الوقت نفسه لا يستطيع الاستمرار والمطاولة، وبدأ يتوسل واشنطن ودول أوروبا للوقوف معه، لكن هذه الدول أعلنت وبشكل رسمي عدم تدخلها عسكرياً بالحرب، ودعت الى الحل عبر التفاوض، وفي مقابل ذلك، ترفض الجمهورية الإسلامية وقف التصعيد وتوعدت بضربات أكثر شدة، مما يجعل إسرائيل بمأزق بعد قرارها بشن الحرب على إيران.

وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي د. علي الطويل: ان “واشنطن وضعت الكيان الصهيوني في الواجهة، لأنها لا تريد الحرب المباشرة مع الجمهورية الإسلامية، سيما وأنها تخشى على مصالحها بالمنطقة”.

وأضاف الطويل : أن “الغرب كان يريد ان يعرف قوة إيران الحقيقية، لأنها غالباً ما تخفي قوتها لإيهام الغرب وتعلن الشيء اليسير من صناعتها العسكرية”.

وتابع: ان “الجمهورية الإسلامية تمتلك الكثير من الأوراق، وتستطيع ان تغيّر فيها خارطة القوى بالمنطقة، فهي تمتلك باعاً طويلاً في المناورات والحروب المستدامة، وبالتالي اليوم الكيان الصهيوني وداعمته أمريكا تورطا في شن عدوان على الجمهورية الإسلامية”.

وأشار الى ان “أمريكا تخشى المواجهة المباشرة، لأنها في حال دخولها للحرب ستواجه كلاً من روسيا والصين وباكستان وإيران، وهو ما يسرّع خروجها من المنطقة، لذلك هي وضعت الكيان الصهيوني في المقدمة للحفاظ على مصالحها”.

وأوضح: ان “الجمهورية الإسلامية متعطشة اليوم لدخول أمريكا للحرب، حتى تنهي إيران هذا الصراع الذي دام سنوات، وتعطي للمنطقة السلام والهدوء لفترة ليست قصيرة”، مبيناً: ان “واشنطن اليوم في حيرة ولا تعرف ما القرار الذي يخدمها خاصة مع القوة التي اظهرتها الجمهورية الإسلامية”.

ولليوم الخامس على التوالي، يعيش الكيان الصهيوني حالة من الخوف والرعب، واضطر سكان المستوطنات الى دخول الملاجئ بعدما وصلت صواريخ ومُسيّرات الجمهورية الإسلامية الى جميع مفاصل تل أبيب، فيما يعيش العالم الغربي، حالة من الذهول والمفاجأة من القدرات العسكرية الصهيونية، الأمر الذي أجبرها على ترك حليفتها إسرائيل، والتزام حالة الحياد في تصريحاتها الرسمية، وتحاول تقديم الدعم بالخفية، خشية من استهداف مصالحها في المنطقة.س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى