كفى تلميع يا وسائل التطبيع كفى تضليلاً إعلامياً وخداعاً سياسياً

بقلم _ د. محمد حسن الرقيمي

نشهد اليوم تواطؤًا إعلاميًا فجًّا ومخزيًا تمارسه كبريات القنوات والمواقع الإخبارية التي باتت تكرر على مدار الساعة أن دونالد ترامب سيشارك أو سيتدخل أو قد ينقذ إسرائيل في حربها ضد إيران وكأننا نعيش في مسرحية دعائية تهدف لتبرئة واشنطن من الجريمة التي ارتُكبت بالفعل وبدأت فصولها تحت أعين وبسلاح وبقرار أمريكي.

الجميع يعلم أن الطائرات التي تقصفت في إيران هي طائرات أمريكية الصنع وأن العتاد والتقنية والتخطيط أمريكي بامتياز وأن إسرائيل لم تكن سوى الذراع المنفّذ لأجندة البيت الأبيض بقيادة ترامب سواء كان في الواجهة أو من خلف الكواليس ترامب هو من قام بالحرب على ايران بتنفيذ اسرائيلي.
ترامب هو أيضاً من يدعم ويدير العدوان الصهيوني الإسرائيلي على غزة وعلى اليمن وعلى جنوب لبنان وعلى سوريا ترامب هو رأس الأفعى وسبب كل يحصل في المنطقة على يد اسرائيل.
فلماذا هذا الصمت وهذا التكتيم وهذا التواطؤ الإعلامي الذي يصرّ على إظهار ترامب بمظهر الغائب أو المحذِّر وهو في الحقيقة رأس الشر ورأس الإرهاب وصانع كل هذا التصعيد الخطير في المنطقة.

القنوات التي تتحدث ليل نهار عن تهديدات ترامب وتصريحاته وقلقه من توسع الحرب تتجاهل عمدًا حقيقة أن الحرب بدأت على يد إسرائيل وبسلاح أمريكا وبأوامر أمريكية وأن ما يحدث اليوم من رد إيراني مزلزل هو نتيجة مباشرة لهذا العدوان المشترك بين واشنطن وتل أبيب
وفي هذه اللحظة الحرجة يبدو أن ترامب يحاول التملص ويتوارى خلف إسرائيل ليضحي بها من أجل حماية مصالحه العسكرية والاقتصادية وقواعده المنتشرة في المنطقة وليُبقي النيران مشتعلة خارج حدود بلاده في الوقت الذي يستمر الإعلام في تلميعه وتقديمه كوسيط أو مراقب محايد بينما هو في الحقيقة المحرّض الأول والفاعل الحقيقي.

إننا ندعو كل الأحرار في العالم إلى فضح هذه اللعبة القذرة وكشف هذا التضليل المنهجي الذي يروّج له الإعلام الغربي وبعض الأنظمة المتواطئة فالحقيقة أوضح من أن تُحجب ومنطق الشعوب أقوى من خداع الشاشات.

فكفى كذبًا باسم التحليل وكفى صمتًا باسم الحياد وكفى تسويقًا لترامب على أنه المخلّص بينما هو المجرم الذي أشعل النار ويسعى الآن لحماية بلاده بدماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وإيران واليمن والمنطقة بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى