رباني آل محمد “السيد بدر الدين الحوثي”

بقلم _ خلود همدان

في عصرٍ اضمحلت فيه الهداية وتعالت في صرخات الطاغوت وخلعت تيجان العلم وتعالت فيه السياسة الصهيوأمريكية وتحالف فيه معظم علماء الإسلام مع أمراؤهم بصمتهم وتقوقعهم في زوايا المساجد وانهمكوا في بطون كتبهم الوضيعة وهجروا منهجية القرآن الكريم، وفي مرحلة هي الأخطر في تاريخ الإسلام والمسلمين تتجه بهم نحو الهاوية وتزج بهم في مستنقعات الضلالة والتبعية.

برز في ساحة الإيمان والعلم والثقافة والجهاد “السيد العلامة المجاهد /بدر الدين بن أمير الدين الحوثي” رضوان الله تعالى عليه “حاملاً لواء الدين وحاملاً همَّ أمته الإسلامية ثقافيًا وفكريًا ومصيريًا وحاملاً لواء القرآن الكريم مشعلاً في دهاليز الظلمات وغياهب الجهل ومستنقعات الباطل والضياع، فإن شئت رأيت فيه علاقته المتينة الوثيقة بالله سبحانه وتعالى إخلاصًا وتوحيدًا جسد فيه بأبهى الصور وصبره وثباته وحكمته وأُنسه بالقرآن وجهاده العظيم وتصديه للمارقين والناكثين والقاسطين خاض في غمرات حياته معارك فكرية وثقافية وواجه كل الحملات الشعواء والتهم التي وجهت صوبه بكل صلابة وجلد عز نظيره.

عاش السيد الراحل متنقلاً بين حلقات العلم والمعرفة مرتشفًا من معين التقوى والعرفان حتى وصل إلى ذلك المقام العظيم والمنزلة الرفيعة التي يشار إليها بالبنان عايش القرآن الكريم وجالسه حتى حفظه عن ظهر قلب وسبر أغواره وارتواى من معينه النضاخ الذي لاينضب حتى لُقِّب بفقيه القرآن.

وفي خضم مسيرته الجهادية حظي بتلك الإرادة القوية والعزيمة الربانية وعلو الهمة لديه لم تدع مجالاً لليأس والقنوط، ولم ينحني لنوائب الدهر ومدلهمات المرحلة ولكن كان رجلاً بمستوى التحديات والتداعيات الجسيمة والخطوب العظيمة.

كان رضوان الله تعالى عليه الرجل الاستثنائي في مرحلة هي الاستثنائية بدد فيها كل الشبهات وقمع فيها فتاوى علماء الظلام والجور وأصبح من تلك الشخصيات الملهمة التي تفرض نفسها في واقع الحياة وميدان الصراع.

مثل السيد الراحل”رضوان الله تعالى عليه “مدرسةً رائدةً في الأخلاق والتواضع والصبر والزهد والورع والحكمة والرفق واللطف وجميع مكارم الأخلاق والسجايا الحسنة.

في خضم المسيرة القرآنية كان له الدور الأهم والأبرز في نهضة المشروع القرآني وكان له الموقف الواضح المساند والداعم لنجله الباعث للنهضة الرسالية الشهيد القائدالسيد /حسين بن بدر الدين الحوثي “رضوان الله تعالى عليهم جميعًا” في مباينة ومعاداة ورفض التواجد الأمريكي والتمدد الصهيوني في المنطقة وموقفهم المعادي للإسلام والمسلمين وعلى لسان السيد القائد /عبد الملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” إنه قال هذا المشروع القرآني ثمرة من ثمرات الوالد “رضوان الله تعالى عليه”

وفي الختام: إن العودة إلى تاريخ هذا السيد الراحل هي عودة إلى الله والقرآن واستلهام كل معاني العزة الإيمانية واقتفاء للأثر العظيم وتجسيدًا لمبادئ الإسلام الأصيل “فسلامُ الله عليه يومَ وُلد ويومَ مات ويومَ يُبعثُ حياً.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

https://t.me/+yZJA_dQVii84Y2Vk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى