الصدريون في الميدان… رجال المواقف الكبرى دفاعًا عن الجمهورية الإسلامية بوجه الكيان وأمريكا
بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي
في لحظة فارقة من تاريخ الأمة، وعقب العدوان السافر الذي شنه الكيان الصهيوني بدعم أميركي مباشر على الجمهورية الإسلامية في إيران، تحرك الشارع العراقي من جديد… لكن هذه المرة، كان التيار الصدري هو من تصدّر المشهد، رافعًا راية الغضب والكرامة، مرددًا شعارات تزلزل عروش الطغاة، معلنًا وقوفه الواضح مع محور المقاومة، مع الجمهورية الإسلامية، ومع كل من يواجه المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.
خرج أبناء التيار الصدري في بغداد والمحافظات، يهتفون الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، نعم لإيران، نعم لفلسطين، لا لهيمنة المحتل، ولا لعدوان الغادرين. رفعوا رايات الحسين، رايات العباس، رايات فاطمة الزهراء، رايات صاحب العصر، وكلها تحمل معنى واضحًا: لا خضوع بعد اليوم، لا صمت على الظلم، ولا مهادنة مع من استباح الدماء في طهران وأصفهان ومشهد ولبنان وغزة.
مواقف الصدر والتيار ليست مجرد بيانات أو تغريدات، بل مواقف ميدانية شجاعة… قالها التيار بوضوح: نحن مع الجمهورية الإسلامية في حقها المشروع بالدفاع عن نفسها، نحن ضد هذا العدوان الأميركي الإسرائيلي الذي يريد كسر إرادة الأمة، وسحق كل صوت يقول “لا” للمشروع الصهيوني.
إيران ليست وحدها… وشعب العراق أوفى مما تتصورون
حين تعرضت إيران لقصف غادر، كانت بعض الأبواق في الداخل العراقي والعالم العربي تتمنى الانهيار، لكنهم نسوا أو تجاهلوا أن محور الحق لا يُكسر، وأنه مهما تنوعت التيارات والانتماءات داخل العراق، فإن اللحظة المصيرية توحد الجميع ضد العدوان. فكيف إذا كان من يقود هذه التظاهرات تيارًا شعبيًا عقائديًا بحجم التيار الصدري؟ تيار تربى على سيرة الشهيدين الصدرَين، وارتبط وجدانًا بالقضية الفلسطينية وبالعداء لأمريكا منذ ولادته.
لقد أثبت أبناء التيار الصدري اليوم أنهم ليسوا خصومًا لإيران كما أرادت بعض الجهات أن تروّج، بل هم أخوة في خندق واحد، ومقاومون حقيقيون حين تشتدّ المعركة. لا مكان في ميدانهم للطائفيين أو المطبّعين أو المرتجفين. إنهم يقاتلون في الداخل بالوعي، وفي الشارع بالصوت، وإذا تطلب الأمر بالسلاح، فهم أبناء “جيش المهدي” وأحفاد “سرايا السلام”، الذين واجهوا الاحتلال الأميركي ببطولة لا تُنسى.
من النجف إلى طهران… دم واحد ومصير مشترك
هذه التظاهرات المباركة تقول كلمتها للتاريخ: إن العراق، أرض الحشد والتيار والمرجعية، لا يقف على الحياد في معركة الكرامة. وإن العلاقة مع إيران ليست علاقة سياسية فقط، بل هي علاقة عقائدية وتاريخية وجغرافية ومصير مشترك. فمن دافع معنا عن بغداد سنة 2014، لن نتركه وحده اليوم وهو يتعرض لعدوان يهدف لكسر محور المقاومة بأكمله.
لقد فشلت إسرائيل في إسقاط إيران كما فشلت سابقًا في إسقاط لبنان وسوريا وغزة. واليوم، حين ترى التظاهرات في بغداد والبصرة والنجف وميسان وكربلاء، تدرك أن القلوب والعقول قد حسمت أمرها: إيران ليست وحدها… والعراق حاضر.
رسالة إلى الأعداء
يا أمريكا… يا إسرائيل… ما زلتم لم تفهموا العراق.
حسبتم أن العراق مكبّل بخلافاته، ونسيتُم أن في لحظة الخطر، تتوحد القبائل والتيارات، السنة والشيعة، العرب والكرد، ويخرج أبناء النجف والناصرية والبصرة ليقولوا كلمتهم: كفى عبثًا… كفى دمًا… كفى غدرًا. الجمهورية الإسلامية باقية، والمقاومة أقوى، والعراق جزء من هذه المعادلة شاء من شاء وأبى من أبى.
التحية والسلام للتيار الصدري ورجاله، الذين أثبتوا أن صوتهم ليس فقط للدفاع عن الداخل، بل للانتصار للمظلوم في الخارج، ولو كان في طهران أو صنعاء أو غزة. والتحية لكل عراقي حر لا يفرّق بين صاروخ يسقط على بغداد أو على قُم، ولا بين شهيد في بغداد أو في الخليل.
إنها نهضة عراقية كبرى… فليحذر العدو، ولينتبه الصديق، لأن بركان العراق قد بدأ يثور… ومن يثور من أجل الحق، لا يهدأ إلا بالنصر.
ضياء ابو معارج الدراجي