قائدُ الأنصارِ… ناصرُ الطوفان

 بقلم _  عدنان عبدالله الجنيد

كاتب وباحث سياسي مناهض للاستكبار العالمي.

هو القائدُ الذي إذا نطقَ ارتجفَ الباطل، وإذا أشارَ اهتزّت جبهاتُ العدو، وإذا ظهرَ صوتهُ في السّماء تزلزلت الأرضُ من تحتهِم.

هو الذي جعلَ من صعدةَ جُندًا، ومن صنعاءَ قِبلةً، ومن اليمنِ إعصارًا يُطاردُ الشيطانَ الأكبر ويهزُّ عرشَ صهيون.

هوالسيد القائد عبدُالملكِ بدرُالدينِ الحوثي،يحفظه الله، قائدُ الأنصارِ وناصرُ الطوفانِ، السليلُ الذي جسَّد الولاية الإلهية، وأعادَ الثقة بالله في قلوبِ أمةٍ أوشكت أن تيأس، وذكّرها بوعد الله الذي لا يخلف، فنهضت من تحت الرماد لتقول: نحن قومٌ وعدنا الله بالنصر.

هو من مشى على طريقة الأنبياء العظام، لا يحيد عن خطاهم، وأعاد دورهم إلى الواقع، ونهجهم إلى الأمة، وثقافة القرآن إلى الميدان، فبعث في النفوس العزيمة، وفي العقول الوعي، وفي الميادين البركان. فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ ..

قاهرُ المصطلحات ومجددُ وعي الأمة ..

هو القائد الذي فهم حرب المصطلحات، فواجهها لا بالسكوت ولا بالمجارات، بل قهر الاستكبار العالمي بالمصطلحات القرآنية، وعرّى مشروع التضليل الذي تتبناه مراكز الاستكبار الفكري، والإعلام الغربي، وذيول التطبيع ..

فضح الأنظمة المُطبِّعة، وكشف علماء السوء والجور المتلبّسين بزي العلماء، وأسقط أقنعة الحركات التكفيرية والأنظمة النفعية التي تعمل ليلَ نهار على تحريف الدين المحمدي الأصيل، وتقديم نسخة مدجَّنة تبرر الطغيان، وتخدّر الشعوب، سعيًا منها لترسيخ الثقافات الغربية الهزيلة، التي لا تثمر إلا الذل، ولا تزرع إلا الخضوع، ولا تحصد إلا الانبطاح، في سبيل استعباد الشعوب ونهب ثرواتها ..

فجاء القائد ليواجههم بمصطلحات قرآنية ناصعة، وثقافة قرآنية تُورِّث العزة والكرامة والعدالة والحرية، بما تتضمنه من تعاليم إلهية شاملة لجميع مجالات الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن التربية إلى الحرب ..

 

نعم، إنه القائد الذي أغلقَ البحارَ والمحيطاتِ في نصرةِ غزة، عندما اشتعلت غزة بقاذفات الغاصبين، وارتعشت العروشُ العربية، لتبتلع ألسنتها، فخرج من صعدة صوتٌ ليس كمثله صوت: “لن تبقى غزة وحدها، ونحنُ معكم يا أهل فلسطين بدمنا وصواريخنا وسفننا وقرارنا” ..

فأُغلِقَ البحرُ الأحمر، وتحوّل مضيقُ باب المندب إلى بوابة غضب، وصار كل شبرٍ من الماء مقبرة لسفن الصهاينة والمستكبرين ..

هو أول من استخدم الصواريخ البحرية بقرارٍ قرآنيّ، ليُرسلها في عرض المحيط، فتحطّ على جبهات البحر وعلى خاصرة العدو، لتُعلن أن اليمن عاد إلى البحر لا تاجراً بل محرّراً ..

القائد الذي أذلَّ البحرية الأمريكية وكشف زيف الهيمنة ..

فلم تكن أمريكا تتخيل أن يأتي يومٌ تُقصف فيه مدمراتها من أرضٍ كانت تظنها حديقة خلفية لها ولعملائها. لكن قائد الطوفان، السيدعبدالملك الحوثي، يحفظه الله ،لم يتردّد، ولم يتلعثم، با أمر فأُطلقت الصواريخ، وضُربت المدمرات، وصُفعت الهيبة الأمريكية، وسقط القناع ..

لقد أهان أسطورة المارينز، وكشف هشاشة الدرع الصاروخي، وجعل حاملات الطائرات تجرجر أيامها فرارًا من البحر الأحمر كالفئران ..

فهذا هو القائد الذي أثبت أن أمريكا نمر من ورق، وأن بحرها يُخترق، وأن جنودها يفرّون إذا زأر اليمن ..

قائدٌ استهدفَ -ما ظنّه العدوُّ محرّماً- الأهدافُ الحسّاسة بصواريخ اليمن التي باركها القرآن، حيثُ اُستُهدفت تل أبيب، وبئر السبع، ومطار بن غوريون، ومحطات توليد الطاقة، وخزانات الوقود، وغرف القيادة، ومعسكرات التدريب ..

هو القائد الذي غيّر عقيدة الاشتباك، وفرض على العدو أن لا ينام، أن لا يتحرّك، أن لا يثق بأي حصن.

فصواريخه لا تُطلق في الهواء، بل تُوقِّع على صكوك الإهانة بحق العدو، وتُعيد رسم جغرافيا الخوف في عقل الكيان، وتُسقط درع القبة الحديدية من علٍ.

هوصوتُ المستضعفين، ونداءُ المحرومين في العالم، فهو ليس زعيمًا لليمنيّين فقط، بل لسان الله للمظلومين في زمنٍ نطقت فيه الأسلحة، وصمتت الأخلاق ..

وقف مع فلسطين حين تخلّى عنها الجميع،

ومع إيران حين توجّس منها الجبناء، ومع سوريا في حربها، ومع العراق في صبره، ومع البحرين في آلامها، ومع نيجيريا في صرختها، ومع كلّ مستضعفٍ سُلب حقه وقهره الظالم ..

هو القائد الذي بعثه الله رحمةً للمحرومين والمظلومين، وبوصلةً للأمة التائهة، وهذا هو سرّ محبة السيد حسن نصر الله ،رضوان الله عليه، له، ذلك الحب الذي بلغ حد التجلي، حتى قال عنه: “ما رأيتُ منه إلا النور، والصدق، والعزم والإخلاص” ..

هو الذي كسر حاجز الخوف، وأذلَّ الاستكبار العالمي، وعلّم الأمة أن الخوف صنمٌ، وأن كسره واجبٌ إيماني، فكان أول من كسره بالفعل، لا بالقول ..

أهان ترامب، وأذلَّ نتنياهو، ومرَّغ أنوفهم في التراب، وأثبت أن طغاة الأرض مجرد دمى في مسرح الرب الجبّار ..

هو القائد الذي كشف هشاشة قوى الهيمنة، وأسقط “هيبة العدو” في أعين الشعوب، فصار المستضعف في أقصى الأرض يقول:

“أنا عبد الملك، إن شئتُ، وأقدر أن أقاوم” ..

الوعدُ الإلهي يتحقق على يديه ..

إن الذي يحمل مشروع الأنبياء، ويسير على نهجهم، لا يُخذل، وسيد الأنصار، قد سار على خطى نوح في الدعوة، وإبراهيم في التوكل، وموسى في المواجهة، وعيسى في الرحمة، ومحمد في القيادة ..

لذا فإن الله سيتكفل بالدفاع عنه، كما دافع عن إبراهيم، فقال: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا} ..

ودافع عن موسى فقال: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ} ..

ولذلك فإن الوعد الإلهي للسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لا شكّ فيه، وسوف تُظهره الأيام القادمة، لأن السُنَّة الإلهية في الاستخلاف لا تتغيّر، وقد وعد الله أن الأرض يرثها عباده الصالحون:

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ} ..

 

 

*ختامًا*

ارفعوا رؤوسكم… بهذا القائدٌ الذي استلهم من أنبياء الله أجلَّ صفاتهم:

*فمن نوح* استلهم صبره على سفينةٍ تحمله وسط الطوفان، وبشّر أمةً رغم تكذيبها ..

*ومن إبراهيم* استلهم التوحيدُ، وتحطيم الأصنام، والثقة بالله في قلب النار .. *ومن موسى* التحدي، والثبات، ورفع العصا أمام فرعون العصر ..

*ومن يوسف* الحكمة في الشدة، والعز في الغربة، والنصر بعد الظلم ..

*ومن عيسى* الرحمة، والثورة على التجار في بيوت الله ..

*ومن سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم-* كل صفاته .. فهو المجد، مجتمع في قائدٍ قرآني.

*فيا أبناءَ الأمة*:

ارفَعوا رؤوسكم، فهذا قائدُ الطوفانِ، وهذا وعدُ السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى