ما الذي تحتاجه ايران لتنتصر وتسحق العدوان !؟

بقلم _ سعيد البدري

تشير القراءات العسكرية لمشهد المواجهة بين طهران والعدو الصهيوني الى ان نسق العمليات التي تنفذها قوات الجمهورية الاسلامية الايرانية في عمق الاراضي المحتلة ضمن عمليات الوعد الصادق ٣ تمثل رسائل ردع مدروسة أكثر من كونها خطط حرب شاملة، السبب يكمن في ان ايران تدرك جليا انها في مرحلة كشف النوايا والتقصي لا كسر إلارادة ،رغم تصميمها على معاقبة المعتدين وتأديبهم ،لذا فالقادم ستحدد ملامحه تطورات الحرب ولعل التفكير بالقادم يفسر ايضا دقة عمليات الحرس الثوري ومراحل التنفيذ وما يحتاجون اليه بدقة، فكل طراز صاروخي ومسيرة قتالية لها وقتها مع شرط ادخار الجزء الاعظم من الترسانة التسليحية المتطورة لمراحل لاحقة .
الجهد الايراني الان يذهب باتجاهين، الاول لتعزيز السيطرة داخليا من خلال العمل على تصفية ملف الجواسيس والخونة وتحييدهم لمنع خطرهم على الوضع الداخلي للبلاد، اما الثاني فهو مواصلة الردع ودراسة الخيارات بجدية فيما اذا ما استمر العدوان وقطعا ان هناك ما تخبئه ايران وسيكون قاسيا ومدمرا بشكل كبير وفاعل ،و بحسب الترجيحات فان هناك مفاجأت جدية وخطيرة قد تكون ايران مضطرة لاظهارها لمنع العدوانيين من التقاط الانفاس والتفكير بتكريس واقع الغلبة، الذي يحلم به الصهاينة لقهر ايران وانهاء روح المقاومة البطولية التي اظهرتها حتى الان.
في خضم هذه التطورات التصعيدية المتقابلة يبرز سؤال جدي يجب الاجابة عنه ، يقول هذا السؤال : ماهو المطلوب لكسب الحرب عملياتيا وعسكريا بالنسبة للايرانيين ولماذا على القيادة الايرانية العمل عليه لكسب هذه الجولة التي ستسهم بوقف العدوان ؟؟
جواب هذا السؤال يتلخص بتغيير الواقع وقلب المعادلة وهو يفرض على ايران التفكير جديا بالتصدي الفعال و الشروع بمرحلة مضاعفة الكلفة على الكيان المجرم من خلال استهداف التجمعات العسكرية البشرية للصهاينة وانتخاب مواقع تشكل جزءا من مصادر الفعل والتأثير الحربي ، اضافة لاستهداف المراكز المعنية بالابحاث العملياتية والامن وتوظيف العملاء وتشغيلهم خلال هذه المرحلة بشكل مكثف وواسع ، كما يجب على القيادة العسكرية الايرانية الانتقال من مرحلة الرد المحدود إلى الضغط الاستراتيجي ،سيما مع سعى نتنياهو لاجبار ترامب والاميركيين على دخول ميدان المعركة، التي يبدو للوهلة الاولى انها معركة مشروع هيمنة واستعباد اكثر من كونها معركة حماية للكيان الغاصب من مصير الانهيار الذي يواجهه نظريا .
وعليه فأن الضربات الإيرانية ينبغي ان تُظهر ذلك التطور اللوجستي والتكتيكي المتقدم جدا ، لاعطاء تصور حول ما يمكن فهمه من انها حرب حقيقية قد تتحول تدريجيا من طور العض على الجرح الى مرحلة طحن العظام.، وما لم تقم ايران بزيادة التكلفة على الصهاينة المجرمين بكل الاتجاهات النفسيًة والاجتماعية والمادية بهدف شل القدرات و تعطيل الحياة في عمقهم عمليا فاغتقد ان في ذلك نوع من التماهل وانتظار رد الفعل ، لان التباطو سيعطي المجرم نتنياهو وفريق حربه وداعميه الدوليين فرصة لاينبغي ان يحصلوا عليها مطلقا برهانهم على عوامل الوقت والمطاولة ووعود متراكمة بالدعم الغربي اللامحدود .
اذن ينبغي ان تشهد هذه الحرب في المرحلة القادمة تحولا حاسما في ميزان الصراع مرهون بقدرة إيران على الارتقاء من مستوى الردع التقليدي إلى مستويات الردع المدمر ، الذي يخنق قدرات العدو ويضعه في واقع اخر هو التهديد بالزوال والتفكك الداخلي وغياب السيطرة المطلقة ، حتى يتيقنوا بأن لهذه الحرب كلفة هي زوال الكيان وانها ليست كما يعتقدون ويخططون ، وان ايران ليست كما توهموا وظنوا واعتقدوا ،ولأنها حرب وجود واستعراض قوة لذلك يجب ان يكون الدرس الايراني بمستوى عال من القسوة والقوة والاقتدار الذي يصنع النصر ويحمي المقدرات ويعلن هزيمة العدوانيين هزيمة منكرة لا سبيل لتجنبها مطلقا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى