من يسكن في كيان من زجاج.. لا يُشعل الحرب على أمّة من نار !
بقلم _ حسين سالم
يواصل الكيان الإسرائيلي لعب دور “الضحية” رغم أنه يملك واحدة من أخطر الترسانات النووية في الشرق الأوسط. يقول إنه “يدافع عن نفسه”، لكنه يرفض على الآخرين حتى مجرد الدفاع بالكلمات. يُطالبنا بالصمت، بينما يرفع هو قاذفاته عاليًا. يضرب، ثم يصرخ أولًا. هذا هو منطق إسرائيل: منطق لا يعترف بالعدالة، ويضحك على ذقن العالم.
لكن السؤال الأكبر:
لماذا يخاف العرب من هذا الكيان؟
هل لأنّه قوي فعلاً؟ أم لأنّه بارع في خداع العقول؟
الإجابة واضحة لمن يريد أن يرى: الإعلام..!!
أغلب المنصات المؤثرة عالميًا، إما مملوكة لصهاينة، أو تعمل ضمن نفس البوصلة. كل من يخرج عن هذه القاعدة يُقصى. حدث ذلك مع قنوات مثل RT و”العالم”. لم تُغلق بسبب الكذب، فقط لأنها قالت الحقيقة التي لا تعجبهم.
ووسط هذا العالم الموجَّه، تظهر إيران.
دولة لم تضعف. لم تجلس تحت الطاولة حين جلس الجميع. لم تساوم على ثوابتها. وهذا هو سبب كراهية الكيان الصهيوني لها. إيران أصبحت كابوسًا لأنه لا يمكن ابتلاعها، ولا حتى إخافتها.
لكن الغريب فعلاً، أن العرب يشمتون حين تُصاب إيران، ويغضبون حين تردّ.
ما الذي يحدث هنا؟
إنه الحقد. لا غير.
لا شرف، لا مبدأ، لا عقيدة. فقط كائنات فارغة، تتحرك بردود الفعل، بلا جذور، بلا رموز، بلا قيمة.
الكيان الصهيوني يعيش اليوم في قصرٍ من زجاج. يهدد من خلفه، ويتوهّم أن العالم لا يرى هشاشته. لكنه ينسى أن الشعوب التي قاومت لعقود، لا تخشى صوت القنابل. أمةٌ تخرج من الركام كلّ مرة، لن تسقط تحت وابل دعايةٍ مصنوعة في استوديوهات الغرب.
نعم، إسرائيل تملك النووي.
لكنها تفتقر إلى الشرعية الأخلاقية.
تملك الإعلام.
لكنها تخسر المصداقية يومًا بعد يوم.
تملك الحلفاء،
لكنها لا تملك الأرض التي تقف عليها بثقة.
في المقابل، تقف إيران ومعها كل من يرفع راية المقاومة، يواجهون لا بالصراخ، وإنما بالصبر والصمود والمواقف. هم لا يطلبون الشفقة، بل يحاربون من أجل كرامة هذه الأمة التي رُكِلت طويلًا، لكنها لم تنكسر.
التاريخ لا يرحم.
وسيعلم الكيان، عاجلًا أو آجلًا، أن من يسكن في كيانٍ من زجاج… لا يُشعل الحرب على أمّةٍ من نار، إلا إذا كان مستعدًا لرؤية كل شيء يتحوّل إلى ركام!