[ وقفة مع الأحداث ] 

بقلم _ حسن عطوان

🖋 كشفت الإعتداءات الأميركية – الإسرائيلية الأخيرة عن عدّة من المعطيات ، من أهمها :

 

📌 أولاً : إنَّ سلوكيات ( ترامب ) المشينة أثبتت للعالَم أنّه يتعامل مع شخص مخادع ، لا يرتقي سلوكه الى مستوى رئيس عصابة ، فضلاً عن كونه رئيس دولة عظمى !

 

📌 ثانياً : أثبتت الوقائع أنَّ حلفاء مثل روسيا وحتى الصين لا يُعتمَد عليهم ، ولا يُنتظَر منهم موقف عملي ، الّلهم إلّا لحسابات إعلامية !

 

📌 ثالثاً : يجب ألّا نُخدَع ونعوّل على مواقف مثل باكستان وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر وأمثالهم .

 

فموقف الباكستان مثلاً ، ليس أكثر من ردة فعل لتعاون اسرائيل مع الهند ضدها في صراعهما الأخير ، بل ومن قبْله ، و ( لجامها ) لم يزل بيد آل سعود ، وهم لا يطْهُرون حتى لو ارتمسوا في بئر زمزم !

 

وأمّا تركيا فمن مصلحتها في هذه المرحلة أنْ تنشغل كلاً من ايران واسرائيل ، لتعاود حلمها العثماني ، ومع ذلك فهي عند الموقف الفصل ستقف مع العدو !

 

وأمّا مصر فلأنّها استشعرت أنَّ الدور آتٍ عليها .

 

والباقون وإنْ ندّدوا في العلن ، لكنّهم في الواقع لم يوقفوا دعمهم المالي والإعلامي والإستخباري واللوجيستي لإسرائيل ، ولو تنزلنا فهم أجبن من أنْ يُنتظَر منهم موقف حقيقي على الأرض .

 

📌 رابعاً : أمّا العراق – وهنا مصيبة المصائب – فتبين أنّه مغلوب على أمره ، استباحت الطائرات الإسرائيلية والأميركية أجواءه لضرب الجمهورية .

وكانت أراضي الإقليم عبارة عن أراضٍ اسرائيلية استفاد العدو منها – لمحاددتها لأراضي الجمهورية – أيّما استفادة ، عملياتياً واستخبارياً .

 

وأمّا ( أنفسنا ) فكانوا فرحين بالإعتداء على الجمهورية وشامتين بنا وبها أكثر من الصهاينة أنفسهم !

 

وأمّا الشيعة فهم وإنْ أبلوا بلاءً عظيماً في إظهار مواقف الولاء والحب ، لكنّ هذا لا يمنع من القول بأنَّ موقف البعض منهم كان مخجلاً .

 

هذه أهم المعطيات من جانب .

 

🖋 أمّا على الجانب الآخر :

 

📌 فأولاً : كان موقف المرجعية في النجف الأشرف لافتاً جداً ، وهو في أصله وإنْ لم يكن غريباً منها ، لكنَّه هذه المرّة كان في اسلوبه صريحاً وواضحاً وقويّاً ، ولم يترك للخصوم تأويلاً أو حجة .

 

📌 ثانياً : مارست قيادة الجمهورية الإسلامية صبراً استراتيجياً الى الحد الذي جعل العدو يتوهم أنَّ هذا الصبر ناشيء عن ضعف .

 

ومع أنّها تعلم بعدم جدوى التفاوض مع عدو غادر لا يلتزم بإتفاق ، ولا يردعه قانون دولي ، لكنّها مع ذلك وافقت على التفاوض ؛ لإلقاء الحجة ؛ ولكي لا تبدو أمام شعبها والشعوب الأخرى أنّها داعية حرب .

 

مع كل ذلك ، فإنَّ العدو لم يرعوي عن جبروته وطغيانه ، بل كان صريحاً في أنّه لن يقبل إلّا بإستسلام مذل !

 

وممّا لا شكّ فيه أنَّ مثل هذا الإستسلام ليس مطلوباً من قيادة الجمهورية ، بل لا يمكن أنْ تقبل به قيادة تنتمي لمدرسة كربلاء .

 

📌 ثالثاً : إنَّ السيد الخامنئي ( حفظه الله ) ، سبق وأنْ قال مخاطباً مولانا صاحب الزمان ، بما مفاده : ياسيدنا ومولانا ، لقد قمنا بما يجب علينا من فعلٍ وقول ، ومن إعداد بما نتمكن منه ، وأرواحنا لا قيمة لها ، وأجسادنا عاجزة وناقصة ، ووضعنا تلك الأرواح على كفوفنا لأجل مباديء الإسلام وقيمه ، ياسيدنا ومولانا ، نحن محتاجون لدعائك ، فأنت صاحب الحكم والبلاد ، وسنستمر في هذا الطريق ، ما دمت سندنا في ذلك ” .

 

أراد القائد هنا أنْ يقول : من جهتنا قد قمنا بما يجب علينا بقدر ما نتمكن ، والباقي توكلنا فيه على الله سبحانه ، فإنْ شاءت ارادته أنْ ينصرنا فهو القادر على كل شيء .

 

( وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّـهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .

 

و ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ عَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) .

 

وإنْ شاءت إرادته غير ذلك لمصلحة وحكمة ما هو أعرف بها منّا ، فنكون بذلك قد أدّينا التكليف الملقى على عاتقنا .

 

فإنْ نَهْزِم فهزامون قدماً

وإنْ نُهْزَم فغير مُهَزَّمينا …

 

وما أنْ طبّنا جَبْنٌ ولكن

منايانا ودولة آخرينا ..

 

📌 رابعاً : كلنا ثقة بحكمة قيادة الجمهورية وشجاعتها ، لكننا بعد كل الذي حصل نتمنى عليها أنْ تكتفي بما تحقق في هذه الجولة من الحرب ؛ لتمر العاصفة ، ولتُلْتَقَط الأنفاس ، وليُعالَج خلل الإختراق الكبير الذي كشف عنه الإعتداء الإسرائيلي ، وأُستُشهدت على أثره قيادات عسكرية ومقامات علمية من الصف الأول .

 

📌 خامساً : بعد الإعتداء الأميركي الّلئيم نتمنى ايضاً ألّا تعود الجمهورية للتفاوض إلّا بضمانات دولية موثوق بها برفع العقوبات .

 

📌 سادساً : وبعد أنْ ثبت ايضاً وبالدليل القاطع أنَّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ( رافايل غروسي ) قد سلّم اسرائيل وثائق ومعلومات مهمة عن المنشئآت النووية الإيرانية ، كانت الوكالة قد حصلت عليها عند دخول لجانها التفتيشية لتلك المنشئآت ، بعد ثبوت ذلك – بالوثائق التي حصلت عليها الجمهورية من داخل اسرائيل ، بعملية إستخبارية دقيقة ومعقّدة – فلعل المناسب أنْ ترفض الجمهورية رقابة تلك الوكالة ، واطلب إيكال الأمر الى لجنة دولية محايدة وموثوق بها .

 

وإنْ كان الأمر في نهاية المطاف وفي كل ذلك موكول لما تراه تلك القيادة التي أثبتت الوقائع أنّها نعمة من النعم الإلهية علينا .

 

اسأل الله سبحانه أنْ يحفظ قيادة الدولة الإسلامية ، وعموم المؤمنين والمجاهدين في كل مكان ، إنّه نعم المولى ونعم النصير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى