التحول الاستراتيجي الاعلامي نحو قضايا الامة الاسلامية

   بقلم _قاسم الغراوي
رئيس مركز انكيدو للدراسات

على مدى الأشهر الماضية، شهدنا تحوّلاً ملحوظاً في مواقف عدد من الشخصيات الإعلامية الغربية تجاه الكيان الصهيوني ؛ حيث لم يعد الخطاب الإعلامي الغربي نقيضًا دائمًا لكل نقد توجهه إسرائيل.
فقد انقلبت أقلام وشاشات كانت حتى وقت قريب تبرّر المواقف الرسمية الغربيّة، لتنتقد اليوم سياسة الاحتلال وممارساته العنيفة في غزة والضفة الغربية والاعتداءات الغير مبررة على ايران . وهذا التحول يحمل دلالات استراتيجية شهدنا نظيرها في معارك ميدانية على جبهة الرأي العام العالمي .

هناك تحوّلاً استراتيجياً بالفعل تشهده الساحة الإعلامية الغربية في الآونة الأخيرة. فلأول مرة منذ عقود، نلحظ تراجعًا لافتًا في الخطاب الإعلامي المنحاز تقليديًا لـ “إسرائيل”، وظهور أصوات مؤثرة بدأت تكسر حاجز الصمت وتنقل الحقائق كما هي، دون تجميل أو تبرير بدات من الاعتداءات الصهيونية في طوفان الاقصى مرورا بالاعتداءات على ايران بحجة خطورة الملف النووي على امن الكيان الصهيوني .

بيرس مورغان وغيره من الإعلاميين الغربيين البارزين، بدأوا يعكسون واقعًا جديدًا ومنها :
1- تصدّع الهيمنة الصهيونية على الرأي العام الغربي.
2- انكشاف فظائع الاحتلال عبر الإعلام الرقمي ومنصات التواصل.
3- تحوّل المزاج الشعبي، خاصة في الأجيال الشابة، نحو دعم القضية الفلسطينية، ورفض سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الأنظمة الغربية.

ولعلّ ما يحدث اليوم من تغيّر في المواقف الإعلامية العالمية يمكن اعتباره رديفًا معنويًا وناعمًا لعمليات مثل “سجيل”، “فتاح”، و”خيبر”، التي تمثل الذراع العسكري المقاوم.

هذا هو الوقت الأنسب لتحرك النخب المثقفة في العالم العربي، سواء في الصحافة أو الجامعات أو الفن أو الفكر السياسي، للقيام بدورهم في:
1- تفكيك السردية الصهيونية الكاذبة.
2- فضح ازدواجية المعايير الغربية.
3- دعم إيران كدولة تواجه عدوانًا صارخًا على استقلالها وسيادتها، فقط لأنها رفضت الخضوع للهيمنة الغربية والصهيونية.

المطلوب من النخب العربية كسر الصمت وتبني خطاب أخلاقي وإنساني واضح يرفض العدوان ويدعم الحق وتنظيم الحملات الإعلامية والتوعوية بلغات العالم المختلفة لتوسيع دائرة الوعي كذلك استثمار حالة التغير العالمي في الرأي العام لخلق تحالف ثقافي ـ إعلامي ـ سياسي مع أحرار العالم.
والضغط لوقف التطبيع ومحاسبة الأنظمة التي خانت إرادة شعوبها.

إن من لا يتحرك اليوم وهو يرى إيران تتعرض لعدوان، وغزة تمسح عن الخارطة، ولبنان وسوريا يُهددان، يكون قد فرّط في واحدة من أهم المحطات المفصلية في تاريخ الصراع.

فالتحولات الإعلامية التي نشهدها ليست مجرد موجة عابرة، بل جزء من تحوّل عالمي قد يُفضي في النهاية إلى كسر احتكار الرواية، وانهيار شرعية الكيان المصطنع.
25/6/2025
https://t.me/+dshAlnqux-llYjUy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى