الطلقة الأخيرة
بقلم _ ريما فارس
بدأت إسرائيل العدوان.
لم يكن تمرينًا، ولا تهديدًا عابرًا، بل اعتداءً مباشرًا على الأراضي الإيرانية، استهدف محافظات ومراكز مدنية، واغتال علماء نوويين بجرأةٍ معتادة.
ظنّت أن استهداف العقول والكوادر قد يشلّ مشروع الجمهورية الإسلامية، وأن الضربة ستكون موجعة بما يكفي لتجبرها على الصمت.
لكن حسابها كان واهيًا.
وإذا كانت البيوت التي هُدّمت على رؤوس أصحابها، والتهجير القسري، والتجويع، والقتل البطيء في غزة ولبنان، قد طواها الإعلام يومًا، فإن إيران لم تطوِها من ذاكرتها.
حان وقت الحساب.
إسرائيل، التي اعتقدت أن الزمن معها، وأن العالم لن يتوقف عند أفعالها، ارتكنت إلى وهم القوة، وغرور الحماية الأمريكية، وعكفت على تصدير صورة “الجيش الذي لا يُهزم”.
لكنّ الله لا ينسى.
وكل قرية دُمّرت، وكل أمٍ ودّعت ابنها، وكل وطنٍ مُزّق، كان يعدّ الثواني لليوم الذي تنقلب فيه المعادلة.
حين اندلعت شرارة الرد، ظنّت إسرائيل أن إيران ستكتفي بصواريخ متقادمة لا تغيّر شيئًا.
تعاملت مع المرحلة الأولى كاستعراض عبثي.
لكنها لم تدرِ أن القادم سيحمل مفاجآت من العيار الثقيل.
في الموجة الثانية، انطلقت الصواريخ الإيرانية الحديثة، بالمئات.
“خيبر شكن” البالستية، بدقة ومدى مذهلين.
“سجيل”، بعيد المدى، بوقوده الصلب وقدرته على تجاوز الدفاعات.
“فاتح-110″، “ذو الفقار”، و”قيام”، صواريخ لا ترحم، تفوق سرعتها 3 ماخ، وتصيب الهدف دون تردد.
أما في الجو، فلم تكن الطائرات المسيّرة مجرد أدوات ضغط، بل أدوات صدمة.
“شاهد-136” خدعت الرادارات،
“شاهد-238” اخترقت السرعة،
و*”كمان-22″* عبرت بلا أثر، وضربت حيث لا تُراقب السماء.
إسرائيل وجدت نفسها فجأة في مرمى دولة لا تُجيد الصراخ، بل تُجيد التنفيذ.
دولة خطّطت، خدعت، ثم فجّرت المفاجأة.
ظنّت أنها ستحاصر إيران، فإذا بها تحاصر نفسها بين اللهب.
انتهت المعركة، لكن ما انتهى فعليًا هو زمن الغطرسة.
الجمهورية الإسلامية لم تردّ فقط. بل كتبت قانونًا جديدًا للردع في المنطقة.
قانون عنوانه: كل قطرة دم لن تُهدر، وكل عدوان لن يمر، وكل حساب مؤجّل… سيُدفع مضاعفًا.
تحية للجمهورية وشعبه وعلى رأسهم قائدها السيد علي خامنئي (دام ظله)
الطلقة الأخيرة لم تكن قذيفة، بل تأكيد على أننا نحن من ننهي المعركة لا أنتم .
وفي هذه المرحلة، اسم إيران يُكتب في أعلى خرائط القوة، لا في هوامشها.