الجراثيم وعلاقتها بالتعليم
بقلم _ بشرى المؤيد
علاقة الجراثيم والميكروبات بالتعليم علاقة تضادية، علاقة جهل، وعدم سير على الأسس الصحيحة و البناء السليم ؛ “فما بني على باطل فهو باطل من أساسه”. هي علاقة تدخل الميكروبات و الجراثيم في جسد التعليم فيصبح مريضا هزيلا،عليلا، مشتتا ؛ غير قابل للنمو والتطوير و التقدم و مواكبة العصر الحديث.
▪إن التعليم الصحيح “يجب” أن يبنى على أساس وأسس صحيحة، فأنت إذا بنيت بيتا فلا تغش في أساسه بإسمنت مغشوش يجب أن يكون قوي مسلح يخرج منه أعمدته التي سيبنى عليه هذا البيت بأعمدة قوية متينة يرتكز عليه السقف الذي يستطيع حمايته من المؤثرات الخارجية كعوامل البيئة من غزارة الأمطار،وحرارة الشمس ،وعواصف الرياح.
▪إن التعليم الصحيح حتى تغرسه في قلوب أجيالنا الناشئة من أخلاق وقيم ومبادئ و سلوكيات و أفعال تنغرس منذ النشئة وهم صغار وتستمر معهم إلى سن يكونون فيه متشبعون بهذه الأخلاق وأصبحت جزء لا يتجزء من سلوكياتهم و أفعالهم “فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر” وحتى نصل بالتعليم ذإلى هذا المستوى الراقي و المستقيم في حياة أجيالنا
▪يجب أن تعد خطط تربوية تطبيقية عملية يطبقونها في المدارس من تمهيدي إلى ثانوي.
▪يجب أن تعد مادة أساسية يعلم فيها التنشئة منذ الصغر تكون مادة “سلوك وأخلاق” تحتوي على كل قيمنا الأخلاقية الإسلامية المحمدية الأصيلة التي تنشئ أجيال محبون لله ولرسوله ولوطنهم وتكون مادة تطبيقية عملية بأساليب جذابة وطرق عملية لا تكون مادة مملة كمثل باقي المواد. وليس عيبا أن يأخذ الإنسان من النماذج الناجحة من الدول التي تطورت وطبقتها تطبيق صحيح في تلاميذها وكانوا مثال ممتاز لتطبيق مادة السلوك والقيم. فالدول الناجحة أصبحت مثالا يقتدى به في التطبيق.
▪يلاحظ أن التعليم في الوطن العربي أصبح تقليديا و مملا ولم يحدث له أي تطوير سواء في الأسلوب أو قيمة المعلومات التي فيه وأصبحت مواد تلقن وتحفظ ويدشها التلميذ في الاوراق وتنسى بعد فترة من الزمن وهذا ما يجعل التعليم متدني في أوطاننا العربية بإختلاف نسب بسيطة من دولة لدوله وما يجب أن يلاحظ هو :-
●كيفية تطوير المواد حسب تقدم العلم و التكنولوجيا.
● لا يلزم التلميذ بعد المرحلة الإعدادية أن يدرس كل المواد الدراسية فهوايات الطلاب يجب أن تفرز من هذا السن المبكر كما في الدول المتقدمة فبعض الطلاب ميولهم علمية و الآخر أدبية ومنهم تجارية وآخرين فنية فالبعض منهم هندسية وآخرين طبية وبعضهم مهنية …..وهكذا يحدد للطلاب المواد التي يدرسونها من وقت مبكر حتى يستطيع كل تلميذ أن يبدع في المجال والمواد التي يحبها ويكون قادرا على إستيعابها وتخزين معلوماتها في ذاكرتهم ولا ينسونها.
● لا يقيم التلاميذ حسب درجاتهم العلمية في الثانوية العامة وتصبح تحديد مصير ينظلم فيها طلاب كثيرون وتصبح الثانوية العامة رعب الطلاب فيخفق كثير في تحصيل الدرجات العليا ويدخلون مجالات لا يحبونها حسب درجاتهم. بل من المفروض أن كل طالب يدخل المجال حسب هوايته وميوله الذي إختاره لو فرضنا أننا طبقنا النقطة التي ذكرناها سابقا.
إذن من المفروض أن التعليم يتخلص من الجراثيم والميكروبات التي شخصها الأطباء المختصون بأخذ التعليمات والإرشادات والإلتزام بتطبيقها حتى يتحسن المرضى و يتحسن التعليم و يكون الإنسان مواكب للتطور و التكنولوجيا. فإذا أردنا تطور وتقدم التعليم هو تشخيص المرض وبعد التشخيص تأخذ الادوية اللازمة للشفاء و إتباع إرشادات الأطباء بحذافيرها حتى يكون الشفاء الكامل من الجراثيم التي تلوث التعليم.
نسأل الله العافية في صحة تعليمنا و مواكبة العلم الحديث بأساليبه المتطورة التي ترفع من تعليم أبنائنا ويصلون بأوطانهم إلى أرقى وأعلى المستويات.