إيران و إنتصار الأمة
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
بقلم _ بشرى المؤيد
سبحان من ينصر عباده المؤمنين حين يعلم صدق نواياهم و توجههم ورسالتهم وكيف يخزي المنافقين ويكشفهم للعلن حين يكونون مختبئون بين المؤمنين ” وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ”
فلا يظهرون ولا أحد يحس بهم إلا حين تأتي أحداث ووقائع تكشف نواياهم و توجههم.
فالعدوان على إيران كشف لها منافقيها من كانوا عملاء يعملون خفية ضد بلادهم و المؤمنين ولولا هذا العدوان ما إكتشفوا. فما الإبتلاءات إلا خير تصيب المؤمنين حتى يأخذوا حذرهم ويكونوا متيقظين و منتبهين من المنافقين.
لقد سادت الفرحة و نشوة النصر في اليومين الأولين من الهجوم للجمهورية الإسلامية إيران حتى كاد المرتزقة من كل الأجناس يسودهم الفرح و التهليل بإنتصار العدوان و ظنوا أن هزيمة إيران هو هزيمة لمحور المقاومة كلها. و تجد المحللين قد أسهبوا وشطحوا في تحليلاتهم و إنتصارهم الوهمي الذي ما لبث أن تغيرت المعادلات و النتائج لصالح إيران وأمطرت على من إعتدوا عليها شهبا أحرقت كل توقعاتهم وخاب ظنهم ويأست قلوبهم ولم يستطيعوا الخروج من الملاجئ حتى ضاقت بهم ذرعا وإنعكس هذا الضيق في نفسياتهم، وصحتهم،حتى كادت الأمراض الموبئة تنتشر بينهم، و حفاظاتهم لا تفارقهم من الإسهالات المعوية التي إنتشرت بين جيوشهم،و مواطنيهم، غير الرعب الذي سيطر على نفسياتهم و قلوبهم و الدمار الذي حل بهم ؛فخرج الشعب من ضيق حاله يتظاهرون و يعلنون و يهتفون بصوت عال أنهم آسفون و بشدة على ما صدر من حكومتهم التي إتخذت قرارات متسرعة وجاهلة بشن الهجوم و الإعتداء على إيران بغرض إسقاط حكومة إيران و إنتزاع حقهم الشرعي في إمتلاك النووي .
لكن باء العدوان بالفشل حيث إلتف الشعب الإيراني حول حكومته وكانوا لحكومتهم خير سند في وقت كان يظن الأعداء وغير المحبين لإيران أن الشعب سيكون ضدهم بإختلاف عقائدهم وفئاتهم فكانت صفعة قوية في وجوه كل الحاقدين على إيران.
كان نصرا مبينا ليس لإيران فقط وإنما لكل محور المقاومة ولكل المظلومين والمستضعفين في كل بقاع الدنيا ولكل الأحرار الذين يناصرون قضية فلسطين فمن كان مع الحق حس بشعور النصر لكل الأمة الحره التي شعار قلبها إنساني وحرية و إستقلال تسيطر على مشاعرهم و عقولهم و أرواحهم.
إن هذا النصر يحمل في طياته الخير لكل إنسان صادق حمل على عاتقه أن يكون عنصرا فعالا يحمل في نفسه كل أنواع الخير ليسود في الناس جميعا. فما اجمل ان يعيش الناس في هدوء وسلام في أوطانهم الحرة أحرار مستقلين ينشرون الخير في أوساطهم .إن هذه الأمة هي أمة الخير من تحمل النور والحياة الطيبة والعيش الهني بإءذن الله “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ”