الحملة الدولية لكسر الحصار عن اليمن: صوت الحق في وجه التجاهل العالمي
بقلم _ غنى شريف اعلامية من لبنان
في ظل صمتٍ دولي مطبق وتواطؤ إعلامي واسع النطاق، برزت “الحملة الدولية لكسر الحصار عن اليمن” كصوتٍ حرّ يسعى إلى فضح جرائم الحصار المفروض على الشعب اليمني، ويعمل دون كلل على إيصال صوت المظلومين إلى المنصات العالمية. هذه الحملة، التي انطلقت بمبادرة من نشطاء وأكاديميين ومفكرين عرب وأجانب، أصبحت اليوم حركة فكرية ونضالية ذات بعد إنساني ورسالي، متجذّرة في الوعي الحرّ لكل مناصري القضايا العادلة.
قيادة فعّالة ومواقف ثابتة
برز في قيادة الحملة شخصيات وازنة لها حضورها الفكري والحقوقي، على رأسهم “رئيس الحملة العميد حميد عبدالقادر عنتر” من اليمن، وهو شخصية وطنية وحقوقية لعبت دورًا محوريًا في إطلاق هذه المبادرة وتوسيع نطاقها محليًا ودوليًا. إلى جانبه، كان لـ” السيد حسن مرتضى ” من أستراليا حضورٌ فاعل في تنظيم النشاطات الدولية للحملة والتنسيق مع الجاليات والفعاليات الحقوقية في المهجر، ما منح الحملة بُعدًا عالميًا وأوصل صوت اليمن إلى مراكز القرار في الغرب.
نشاط المؤتمرات الدولية والندوات الفكرية
تميزت قيادة الحملة بنشاطها الدؤوب في تنظيم “المؤتمرات الدولية والندوات الفكرية”، التي كانت بمثابة منصات لكسر جدار التعتيم الإعلامي وتفنيد السرديات المضللة حول ما يجري في اليمن. وقد استقطبت هذه المؤتمرات مشاركة نخبة من الحقوقيين، البرلمانيين، الصحفيين، ورجال الدين من مختلف أنحاء العالم، حيث شكّلت فرصة لتوحيد الجهود بين النشطاء من مختلف الاتجاهات والخلفيات، ضمن هدف واحد: “رفع الحصار، وإنهاء المعاناة، وكشف الجريمة”.
من بيروت إلى صنعاء، ومن طهران إلى سيدني ، كانت تلك اللقاءات بمثابة شعلة توقد الوعي العالمي وتحفّز الضمائر الحية للتحرك. وقد نجحت قيادة الحملة في تسليط الضوء على الأبعاد “الإنسانية والقانونية والأخلاقية” للحصار المفروض على اليمن، واستثمرت كل منبر لتبيان التبعات الكارثية على ملايين المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء.
مظلومية اليمن… الحكاية التي لا تُروى
ما تعرّض له الشعب اليمني من حرب عبثية وحصار خانق منذ أكثر من عقد، لم يكن مجرد نتيجة لصراع سياسي، بل هو “عدوان ممنهج على شعب بأكمله “، لقد حوّلت الحملة هذه المظلومية إلى “قضية رأي عام دولي “، وقدّمت للعالم بلغة الأرقام والصور والشهادات الحية واقع الألم والمعاناة: مجازر جماعية، نقص الدواء والغذاء، تفشي الأوبئة، ودمار البنية التحتية.
وفي المقابل، كانت الحملة حريصة على إبراز “صمود الشعب اليمني ” وبطولاته، وعلى فضح الدور الغربي في دعم آلة الحرب من خلال صفقات السلاح أو التغطية السياسية والإعلامية للعدوان.
أثر الحملة وتوسّعها العالمي
لا يمكن تجاهل الأثر المتصاعد للحملة، فقد أصبحت نموذجًا يُحتذى في “التضامن الشعبي والحقوقي العابر للحدود”، ونجحت في نسج شبكة دعم من منظمات إنسانية وحقوقية، كما حصدت تأييدًا من عشرات البرلمانيين في أوروبا وأميركا اللاتينية، الذين طالبوا بوقف الحرب وفك الحصار.
وبفضل الجهود الميدانية والإعلامية التي قادها العميد عنتر والسيد مرتضى وفريق الحملة، بدأت بعض وسائل الإعلام العالمية تُخصّص مساحات — ولو متأخرة — لتغطية معاناة اليمن، وبدأ الرأي العام الغربي يتفاعل بجدية أكبر مع هذه المأساة المنسية، وهو ما يُعد انتصارًا مرحليًا في معركة طويلة ضد التواطؤ الدولي.
خاتمة
الحملة الدولية لكسر الحصار عن اليمن ليست مجرّد فعل إعلامي أو تحرك نخبوي، بل هي “صرخة إنسانية” ، انطلقت من وجع اليمن وامتدت إلى كل حرّ في هذا العالم. إنها اليوم تمثل جبهة مقاومة فكرية في وجه الظلم والتضليل، وستبقى، ما دام هناك حصار وحرب، منارة تنير درب الكرامة والحرية لشعبٍ لم ينكسر رغم كل محاولات الإخضاع.