همسُ غزة وشجنُ الروح

بقلم_ عفاف فيصل صالح

في عتمة الليل، تُعانق أنفاسي همساتُ أسى تتردد كأنين أم على وليدها، وألمُ جرحٍ لا يبرى، وحزنُ أمةٍ تُساقُ كالغنم إلى الذبح. غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تضم في طياتها كرامة شعبٍ قهره الظلم، وواقعه المروي بدموع الأمهات، وصوتُ الأنين يُحتضر بين جدرانها المحاصرة.

يا من يعبرون عن الإنسانية ويشدون على أوتار الرحمة، ليعلموا أن أهل غزة ليسوا ضحايا فقط، بل أبطالٌ يُسطرون بأجسادهم وأرواحهم قصةً من الصمود والكرامة. هناك، في تلك الزاوية المظلمة من الأرض، حيث الحصار يُقيد أنفاسهم، ينتفضون رغم فقْرِ العيش، ويشعلون الأمل في قلب كل من يؤمن بالحق والعدل.

كل يومٍ يختنقُ فيها الهواء بصراخ أطفالٍ بلا مستقبل، ودموع أمهاتٍ مُعذبات كقطراتِ مطرٍ تتسربُ بين أصابع الزمن، تتعالى أصواتُ الآهات، لكنهم يصرخون بصمت، كأنهم آخر جنود كرامة أُهينت على مر الأزمان. هم مظلومون، يُنادي صوتُهم الموجوع، ويصرخ المدى ألا ينسى معاناتهم الصغيرة، المُكدسة تحت ركام الخراب.

يا عذابات غزة، يا قلبَ الأمة المسكين، أنتم لستم وحدكم في معاناةِ الحصار، فأنينُكم يُنذرُ بموجاتٍ من الاستشعار، وتأملاتٍ من الحرية الموعودة. في صمتِ الليل، يُردّدُ القلبُ مقاطعَ من كلمات العزة، ويذكرُ وعدَ الله بأن النصر حتمٌ، وأن الظلم منتهٍ، وأن الحق يعلو رغم أنف الظالمين.

فلنرفع أصواتنا، ولنُـذكّر العالمَ بقصتكم، فأنتم لستم أرقامًا في سجلّ الإحساس، بل أنتم ضميرُ الإنسانية، وأملُ المستقبل، ورمـزُ الصمود الذي يستحق أن يُكتبَ في صفحات التاريخ بحروفٍ من النور ..

#كاتِبات_الثورة_التحرُرية
#الإتحاد_العربي_للإعلام_الإلكترني_فرع_اليمن
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_ الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى