كرادة وعزا حسين!!

بقلم _ د.أمل الأسدي

 

” كرادة وعزا حسين” من الأمثال الشعبية التي تُطلق علی الاهتمام المبالَغ فيه، وأصل هذا المثل نابع من اهتمام الكرادة بإحياء عاشوراء والشعائر الحسينية؛ لأنها منطقة ذات أغلبية شيعية، إذ كانوا يجهدون أنفسهم في إحياء المناسبات الدينية الخاصة بالرسول الأعظم وأهل بيته كأيام عاشوراء والأربعينية والمناسبات الرجبية والشعبانية، ويولون شهر رمضان الكريم مكانةً خاصة ومميزة!!

ففي هذه المناسبات تدخل البيوت نفيرا عاما، فكل أفراد الأسرة يعملون( نساءً، رجالا، أطفالا، كبار السن)

الكل يعمل كخلايا النحل!!

 

ويتميز مطبخهم ولاسيما في عاشوراء والأربعينية بالتنوع، فلا يختص بنوع معين؛ لذا تجد اللحم والرز والخبز، وتجد “القيمة والتمن، والطرشانة…

أما الأطعمة الحلوة فتجد الهريسة والزردة وحلاوة الحليب ويفضلون استعمال حليب الجاموس في إعدادها!!

أما المشروبات فيتصدر الچاي المهيل المخدر علی الحطب، ثم القهوة العربية، وتروي والدتي عن جدتي، أن بيت جدي” الشيخ محمد الشيخ علي الأسدي” حيث كانوا يسكنون في الدربونة الطويلة، كانوا يذبحون الذبائح ويوزعون اللحم، فضلا عن طبخهم التمن واللحم وتوزيعه مع الخبز الحار، وتقول: إن النساء يخبزن فجرا، وكذلك يخبزن خبز العروگ ويوزعونه يوم السابع من المحرم(يوم العباس عليه السلام) وأن الحاجة أم عليوي) تريد أن ينضج الطعام ويجهز مع أذان الظهر!

 

وتقول: كنا نتعب كثيرا، ولكن تعبنا كان ممتعا وكانت الأيام جميلة وخيرها وفير، أيام “الدوب” والبضائع والسلال المحملة بما لذ وطاب!!

بقيت الكرادة حسينية بزيادة!! مما دفع النظام البائد الی معاقبتها، إذ سلط عليها المخبرين والجواسـيس وأطاح بنخبها، وفتك بشبابها(نساءً ورجالا) وأدخلهم السجون، ثم غيب أكثرهم في المــقــابر الجــماعية

ولم يسلم من ظلمــه حتی الأطفال والمراهقين، وقد ظهرت ملفاتٌ كثيرة بعد سقوط الصنم توثق تلك الـجــرائم ومع ذلك بقيت الكرادة حسينية الهوی!!

وازدادت المواكب، وتنوعت أشكال الكرم الحسيني، وتنوع مطبخ عاشوراء ليجمع القديم والحديث!

وظل المثل السائد حيا: كرادة وعزا حسين!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى