إسرائيل أفضل من يُحوّل الأنذالَ إلى عملاء
بقلم _ محمد حسن زيد
30 يونيو 2025
أقوى الضربات التي تلقتها إيران كانت عبر العملاء.. طيلة حرب الـ12 يوما ظلت إيران تُفكك شبكاتِ الموساد، ويبدو أن لديها عمل كثير في هذا الميدان مستقبلا!
كذلك أقوى الضربات التي تلقاها حزب الله عسكريا وسياسيا كانت عبر العملاء..
ويبدو أن الحال ينطبق على حماس أيضا..
لكن رغم الضربات القاصمة بوشاية العملاء إلا أن إيران لم تسقط بل قاتلت وهي مقطوعة الرؤوس وظلت تتصاعد في القتال حتى اضطرت إسرائيل لطلب وقف إطلاق النار بعد أن عجزت أمريكا عن حمايتها وخشيت أن تتورط في المعركة، وذلك يدل على إن إسرائيل ضعيفة في القتال.. بل هي ضعيفة جدا في القتال..
لكن إسرائيل قوية جدا في تحويل الأنذال إلى عملاء.. هذه حقيقة..
ولأن الأنذال يعرفون هذه الحقيقة ويعتبرون أنفسهم دهاة فهم يُعلنون الولاءَ لإسرائيل إن كانوا يُريدون السلطة.. يوالونها سرا إن لم يكن علنا.. يبذلون الوعود لإسرائيل.. والخضوع لإسرائيل.. يمنحونها أدوات لابتزازهم لتطمئن انهم سيظلون تحت سيطرتها ولن ينقلبوا عليها مهما فعلت.. يحلفون انهم سيتكفلون بمحاربة أعدائها ليصفو لها الجو دون أن تبذل قطرة دم واحدة..
الحكام بدورهم ولأنهم يخشون من هذه الألاعيب يُسارعون في موالاة إسرائيل ليقطعوا الطريق على الأنذال الطامحين في السلطة، وهكذا تدور عجلة النذالة لتطحن هذه الأمة المحمدية!
في إيران حاولت إسرائيل إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ليصبح رضا بهلوي هو الحاكم الجديد، فماذا كان أهم شعار سياسي لهذا العميل؟
قال انه “سيجلب السلام للمنطقة”، يقصد بذلك الرضوخ لإسرائيل.. مع ترديده لشعارات أخرى معروفة لكل هواة التسلق السياسي!
وفي لبنان استغلت بعض القوى مقتل السيد حسن نصر الله من أجل تخليق واقع جديد بعد تعيين رئيس جديد ورئيس وزراء جديد ليصبح المطلب الرئيسي المدعوم رسميا وأمريكيا وعربيا هو “نزع سلاح المقاومة” ويظهر من إصرار هؤلاء على انهم مستعدون لخوض حرب ضد المقاومة من أجل “نزع سلاح المقاومة”!! هنيئا لإسرائيل بهؤلاء فهي ستربح دائما بدون حرب..
في اليمن يخططون لتكرار ذلك..
وفي سوريا هذا ما فعلوه بالضبط..
لكننا كمؤمنين بالله وباليوم الآخر ننظر إلى الصراع من زاوية مختلفة مهما كانت الموازين المادية ومهما كانت النتائج.. نسأل الله التوفيق والثبات..
لذلك نوجه هذا السؤال لأنفسنا ولجميع أنباء أمتنا:
هل باعت أمتنا قضاياها ودينها وآخرتها من أجل أن تنال بعض الترف؟
أنا أعلم أن هناك من سيقول: المسألة ليست ترفا فالناس تموت من الجوع..
هؤلاء فاشلون في الإدارة..
هؤلاء يتسببون فقط بالمعاناة للناس، فلنذهب الآن للسلام ونبني أنفسنا اقتصاديا إلى أن تقوى شوكتنا وفي المستقبل سوف نحارب!!
لكني أعود وأسأل:
هل تخشى أمة الإسلام من الجهاد وبذل التضحيات؟
هل تعجز أمة الإسلام عن الصبر؟
وماذا عن الآيات الكثيرة الآمرة بالجهاد مثل قوله تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”،
وقوله تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”
وقوله تعالى: “وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”