[ نماذج من أصحاب الإمام الحسين ]

بقلم _ الشيخ حسن عطوان 

1. قيس بن مسهّر الصيداوي الأسدي ، وصيدا بطن من أسد ، أُستشهد في الكوفة .

أرسله الإمام الحسين ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) برسالة إلى مسلم بن عقيل وأهل الكوفة ، ولكن في الطريق إليها قبض عليه الحصين بن نمير ، وأرسله إلى ابن زياد ، فمزق ابن مسهّر الرسالة .

قال له ابن زياد : من أنت ؟

فقال قيس : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ووْلْدِه .

قال : فلماذا خرّقت الكتاب ؟
قال : لئلا تعلم ما فيه .

قال : وممَن الكتاب وإلى مَن ؟

قال : من الحسين بن علي إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم .

فغضب ابن زياد ، وقال : والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر وتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه ، وإلّا قطعتك إرباً إرباً .

قال قيس : أمّا القوم فلا أخبرك بأسمائهم ، وأما لعن‌ الحسين وأبيه وأخيه فأَفْعَل .

فصعد قيس المنبر وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ، وأكثر من الترحم على علي ووْلْدِه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، ولعن عتاة بني أمية .

ثم قال : أيها الناس أنا رسول الحسين بن علي إليكم وقد خلفته بموضع كذا ، فأجيبوه .

فغضب الطاغية وأمر أنْ يرمى من أعلى القصر ، فأُلقي به من هناك ، ثم أمر عبيد الله بتقطيع جسده إرباً إربا .

************

2. الهفهاف بن المهند الراسبي الأزدي البصري .

عندما سمع الهفهاف بخروج الحسين ، خرج من البصرة الى كربلاء ، ولكنّه وصلها بعدما انتهت المعركة ، فوجد أنَّ أعمدة الدخان تتصاعد من الخيام ، والرؤوس قد رُفعتْ على الرماح ، فانتضى سيفه وقاتلهم
قتال الأبطال ، وقتل منهم جمعاً كثيراً ، وأُثخن بالجراحات ، فحمل عليه جمع واحتوشوه ، حتّى أُستشهد رضوان الله عليه .

📌 لم يبرّر لنفسه أنَّ الحسين وأهل بيته وصحبه قد أُستشهدوا ، فما فائدة أنْ أُقاتل !

**************

3. أنس بن الحارث الكاهلي = أنس بن كاهل الأسدي .
وكاهل : بطن من أسد .

كان ( أنس ) طاعناً في السن ، لذلك حينما برز الى القتال شد وسطه بعمامته ، ورفع حاجبيه بعصابة !

ولما رآه الإمام الحسين بهذه الحالة أرخى عينيه بالبكاء ، وقال له :

( شكر الله سعيك يا شيخ ) ، ثم برز ، وقتل منهم – على كبر سنه – جمعاً كثيراً .

**************

4. مسلم بن عوسجة الأسدي .

لمّا قال الإمام لأنصاره :

( إنَّ القوم يطلبونني ولو أصابوني لَهَوْ عن طلب غيري ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا … ) .

قام مسلم بن عوسجة فقال :

” أنحن نخلي عنك ولم نعذر إلى الله في أداء حقك ؟!

أمَ والله لا أبرح حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا أفارقك .

ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به ، لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك .

أية بصيرة يتمتع بها أصحاب هذه المواقف ؟!

**************

عظّم الله أجوركم .

[ حسن عطوان ]

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى