الـجـــزء اـــرابـــع الإمـام الحسين عليه السلام في رحلته العاشورائية

بقلم _  شاعرة الصمود / وفـيـه الـعـمــري

 

رحل الإمام الحسين عليه السلام ومن معه من قصر بني مقاتل بعد أن تزودوا بالماء
فغفى الحسين عليه السلام وهو على ظهر فرسه
ثم إنتبه وقال ثلاثا / إنا لله وإنا إليه راجعون والحمدلله رب العالمين
فسأله إبنه علي الأكبر جعلت فداك يا أبه ما بك
قال / يا بني خفقت خفقة فعَنَّ لي فارس وهو يقول :
القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت أنها أنفسنا نُعيت إلينا
قال علي / لا أراك الله سوءا يا أبه ألسنا على الحق
فقال عليه السلام لولده/ بلى والذي إليه مرجع العباد
فقال يا أبتي إذن لا نبالي أن نموت محقين
فرد عليه السلام. / جزاك الله من ولد ماجزى ولـد عن والـده

أقبل الفجر وصلوا ومشوا والحـر يردهم نحو الكوفة ردا عنيفا وهم يمتنعون عليه

حتى وصلوا إلى نينوى فإذا براكب على فرس وعليه سلاح قادم من الكوفة
فلما جاء إليهم سلم على الحر ولم يسلم على الحسين عليه السلام. وأعطى رسالة إلى الحر الرياحي
من عبيد الله بن زياد وفيه /

( أما بعد فجعجع بالحسين حتى يأتيك كتابي ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلا بالعراء في غيرحصن وعلى غير ماء وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري)

بعد أن قرأ الحُـر الرسالة قال للحسيـن هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد يأمرني أن أُجعجـع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه وهذا رسوله مالك بن بشير الكندي لا يفارقني حتى أنفذ أمره فيكم

سأل الحسين مالك الكندي / وماذا جئـت به
فقال أطعت إمامي ووفيت ببيعتي

فقال الحسين ( بل عصيت ربك في هلاك نفسك وكسبت النار وبئس الإمام إمامك وقد قال تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون) وإمامك منهم

لما رأى زهير بن القين أن القوم مصممون على قتالهم طلب من الحسين عليه السلام أن يأذن لهم بقتالهم وقال( إن قتال هؤلاء الساعةأهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم)
فرد عليه السلام / ما كنت لأبدأهم بقتال

ركب الحسين عليه السلام ومن معه وأتباع بن زياد يسايرونه مرة ويمنعونه مرة أخرى

((حتى وصل كــربلاء في يوم الخميس الــثــاني من مـحـرم سنة 61 هجــريــة ))

فنزل عليه السلام وأصحابـه في جانب والحُـر وجنوده في الجانب الآخر

فسأل الحسين أهذه كربلاء وهو الخبير بها قالوا نعم
فقال عليه السلام ( اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء قائلا لأصحابـه

( هذا موضع كرب وبلاء ههنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا ومقتل رجالنا ومسفك دمائنا)

وبينما كان بن زياد في قصر الإمارة يحشد الحشود لقتال الحسين أتاه كتاب من الحُـر بن يزيد الـريـاحـي يخبره بنزول الحسين عليه السلام في كربلاء فكتب بن زياد إلى الحسين
عليه السلام

( أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلاء وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد ألا أتوسد الوثير ولا أشبع من الخمير أو ألحقك باللطيف الخبير أو ترجع إلى حكمي وحكم معاوية)

فلما قرأ الحسين عليه السلام الكتاب ألقاه من يده وقال لرسول بن زياد
ماله ( جواب عندي لأنه قد حقت عليه كلمة العذاب

أستمر بن زياد يخطب في الناس ويحشدهم لقتال الحسين عليه السلام بعد أن خرج من جامع الكوفة أرسل إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان قد عقد له راية على أربعة آلاف مقاتل
وأمره بالذهاب لقتال الحسين عليه السلام

فقال بن سعد إن رأيت رحمك الله أن تعفيني فافعل فضغط عليه بن زياد في ولاية الري

ذهب بن سعد إلى أصحابه فنهوه كلهم عن حرب الحسين عليه السلام حتى إبن أخته حمـزة بن المغيرة بن شعبه قال له ( أنشدك الله ألا تسير لحرب الحسين فتقطع رحمك وتأثم بربك فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كله خيرا من أن تلقى الله بدم الحسين)

ولكن الشيطان أضله وزين له ملك الري وفي الصباح جاء بن زياد إلى بن سعد فلما شعر بشدة تعلق بن سعد بالري دار بينهما حوار

بعد ذلك أطرق بن سعد وقد أدرك هدف بن زياد وتذكر قول أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما قابله ذات يوم وهو شاب فقال له ( ويحك ياابن سعد كيف بك إذا قمت يوما مقاما تُخيّر فيه بين الجنة والنار فتختار النار)

وصل عمربن سعد إلى كربلاء في الثالث من محرم ومعه أربعة آلاف فارس أراد أن يرسل إلى الحسين ماالذي جاء به فبعث عبدالله الشعبي وكان أشر اهل الأرض مغرورا متكبرا فعاد إلى بن سعد مذلولا منكسرا
ثم بعد ذلك رجل من حنظله ليسأل الحسين عليه السلام فرد عليه بقول ( كتب إلي أهل مصركم أن أقدم إلينا )

عاد الرجل إلى بن سعد وأخبره بجواب الحسين عليه السلام فكتب إبن سعد إلى بن زياد يخبره بما حدث
فلما قرأ ابن زياد الجواب شمت واستبد بهالغرور وقال

الآن إذ عَـلـقَـت مخــالبـنـا بــه
يرجو النجاة ولات حين مناص

وطلب من بن سعد أن يعرض على الحسن عليه السلام أن يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه فإذا فعل رأى رأيه فيه

في السادس من محرم
إستمر بن زياد في الكوفة يأخذ أهلها بالشدة والترهيب تارة واللين والترغيب تارة أخرى فكان يقتل على الظن والتهمة ويمني بالمال الوفير
حتى إنقاد له سواد الناس ومن خرج عن أمره حبسه حتى بلغ عدد المحبوسين 12 إثني عشر ألفا ومن أطاعه بعثه إلى كربلاء

رأى الحسين توافد الأعداء فكلم حبيب بن مظاهر الحسين وطلب منه أن يذهب إلى حي من بني أسد يدعوهم لنصرته فخرج إليهم في جوف الليل وقال لهم ( إنني أسدي وقد أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم إلى نهاية الخطبة)
فقام رجل إسمه عبدالله بن بشر وهو يرتجز

قد علم القوم إذا تواكلوا
وأحجم الفرسان أو تثاقلوا
أني شجاع بطل مقاتل
كأنني ليث عرين باسل

فتحمسوا واجتمعوا نحو تسعون رحلا فخرج من الحي من يوشي بهم لدى بن سعد فأرسل إليهم أربعمائة فارس فتناوشو وتقاتلوا ثم عادوا إلى ديارهم

رجع حبيب بن مظاهر إليه عليه السلام متوسلا بالقدرة الإلهية
واستمر بن زياد يحث بن سعد على قتال الحسين عليه السلام وأصحابه وأمره أن يحول بين الحسين والماء

عندما رأى اللحسين كراهة بن سعد لقتاله طلب أن يلقاه ليلا بين العسكرين فجاء بن سعد حاول الحسين عليه السلام أن ينصحه ليرده عن غيه ودار بينهما حوار وفي النهاية سكت ابن سعد ولم يجب
فقال له الحسين عليه السلام / مالك ذبحك الله على فراشك عاجل ولا غفر لك يوم حشرك فوالله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا)
فأجابه بن سعد ساخرا / ( في الشعير كفاية عن البر)

ثم فكر بعد ذلك في حيلة فبعث رسالة إلى بن زياد أن الحسين قد نزل على أمره وأنه سيضع يده في يد يزيد بن معاوية

فلما وصلت الرسالة إلى بن زياد فرح فرحا شديدا

فقال له شمر بن ذي الجوشن ( أتقبل منه هذا وقد نزل بأرضك وإلى جنبك والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعزة ولتكونن أولى بالضعف والعجز ولكن لينزل هو وأصحابه على حكمك فإن عاقبت فأنت أولى بالعقوبة وإن عفوت كان ذلك لك ولقد بلغني أن حسينا وعمر بن سعد كانا يجلسان بين العسكرين فيتحدثان طوال الليل)

 

فقال بن زياد ( نعم الرأي رأيك)

فأرسل بن زياد إلى بن سعد ( أني لم أرسلك لتمني الحسين ولا لتكف عنه إنظر فإن نزل الحسين على حكمي واستسلموا فارسلهم إلي سلما وإن أبو فارجف إليهم حتى تقتلهم وتُمثل بهم فإذا قُتل الحسين فأوطئ الخيل على صدره وظهره فإنه عاق شاق ظلوم إلى نهاية كلامه)

وفي يوم التاسع من محرم وقد إشتد العطش بالحسين ومن معه فطلبوا الماء ولم يجدوه لأن عمر بن سعد كان قد شدد الحراسة على نهر الفرات منذ عملية الإختراق التي قام بها العباس في المرة السابقة
فذهبت سكينة إلى عمتها العقيلة زينب عليها السلام تريد ماء للأطفال الذين يبكون وللنساء فوجدت السيدة زينب وفي حضنها عبدالله الرضيع يبكي من العطش فبكت بكاء شديدا
فقامتا ودارتا على الخيام كلها ولم تجدا قطرة ماء
فعادت السيدة زينب وإبنة أخيها إلى خيمتها والاطفال يصرخون العطش العطش ويشهقون من الظمأ

كلم بربر بن خضير الهمداني الحسين وطلب منه أن يكلم القوم فرفضوا أعطاء الحسين عليه السلام ومن معه ماء

فقام الإمام الحسين وكلمهم فقال

أنشدكم الله هل تعرفوني قالوا اللهم نعم

هل تعلمون أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
قالوا اللهم نعم
هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله
قالوا اللهم نعم
أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب وجدتي خديجة بنت خويلد وأن هذا سيف جدي رسول الله وهذه العمامة عمامته

قالو اللهم نعم
قال ( فبم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذود البعير الصاد عن الماء ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة

فقالوا ( قد علمنا كل ذلك ولكننا غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا
فعاد الحسين إلى خيمته وهو يقول ( لا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راحعون)

فلما كان عصر التاسع من محرم نادى عمر بن سعد في جنوده ( يا خيل الله اركبي وبالجنة إبشري)

فتقدم إبن سعد وزحف بجنوده نحو الحسين عليه السلام فلما سمعت زينب صوت الخيل أسرعت إلى الحسين وقالت له ( يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت
فرفع الحسين عليه السلام رأسه وقال

( إني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال لي ( أنت تروح إلينا) بمعنى تأتي إلينا
فلطمت زينت عليها السلام على وجهها وقالت ( يــاويــلـتـاه)
فقال لها عليه السلام ( ليس لك الويل يـا أختي رحمك الرحمن
فأمر الحسين العباس أن يذهب إليهم ليسألهم ماذا جاء بهم?

فردوا بأنه جاءهم أمر الأمير بأن ينزل على حكمه أو يقاتلوه .

عندما علم الحسين بأن الشيطان قد تملكهم فلم يعد يجدي معهم نصيحة قال للعباس

(إذهب إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة فعلت لعلنا نصلي الليلة وندعوه ونستغفره
فإنه يعلم أني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والإستغفار)

وفي مساء التاسع من محرم جمع الحسين عليه السلام أصحابه أمام خيمته وإبنه علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقاوم المرض فتحدث إليهم قائلا ( أثني على الله أحسن الثناء اللهم لك الحمد على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين أما بعد فإني لم أرَ أصحاباً أولى ولا خير من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنا خير الجزاء ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا
ألا وإني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعاً في حـلٍ ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه حملاً ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم يطلبوني ولو أصابوني لَهوا عن غيري

فقال العباس ( ولمَ نفعل ذلك ألـنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا)

فالتفت لبني عقيل وقال ( حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا قد أذنت لكم

(فقالوا سبحان الله فما يقول الناس لنا وما نقول لهم نقول تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرمِ معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ماصنعوا
لا والله لا نفعل ولكننا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فلا خير في العيش بعدك)

فقال مسلم بن عوسجة الأسدي ( أنحن نخلي عنك وقد أحاط بك الأعداء لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي ولا أفارقك ولم يكن معي سلاح إلا الحجارة لقذفتهم بها حتى أموت دونك)

وقال سعد بن عبدالله الحنفي ( والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيـبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك والله لو علمت أني أُقتل ثم أحيا ثم أُحرق حياً ثم أُذرى سبعين مرة حتى أموت دونك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا إنقضاء لها أبدا)

فقال زهير بن القين ( والله ياابن رسول الله لوددت أني قـُتلت ثم نُشرت ألف مرة وإن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وأهل بيتك وهؤلاء الفتية)

وتكلم جماعة من الصحابة عهدا بأن يذودوا عن ابن رسول الله

فقال الحسين عليه السلام ( إن كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم
فرفعوا رؤوسهم وتكلم الحسين عليه السلام باسم الله الأعظم فانكشف لهم الغطاء وأُزيحت الحجب ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم في الجنة)

في عشية العاشر من محرم خرج الحسين عليه السلام ليتفقد ساحة النزال المرتقب فرأى خلفه رجلا فنادى 🙁 من الرجل) نافع البجلي
قال نعم ياابن رسول الله جعلت فداك
قال الحسين عليه السلام ( وما أخرجك في هذا الليل?
فقال نافع / أزعجني خروجك ليلاً يا سيدي إلى جهة الباغي
فطمأنه الحسين بأنه خرج ليتفقد المكان مخافة أن تكون التلعات مكمنا لهجوم الخيل على مخيمهم

ومسك بيد نافع وقال ( وعد الله لا خلف فيه ألا تسلك بين الجبلين وتنجو بنفسك

فقال نافع ( إذن ثكلت نافع أمه ياابن رسول الله إنه سيفي بألف وفرسي بمثله فوالله الذي منَّ عليَّ بك في هذا المكان لن أفارقك أبدا حتى يكلأ من فَريٍ وجري.

ثم ضغط على يد نافع وودعه ودخل خيمته وأخذ يعالج سيفه وهو يقول

يا دهـر أفٍ لك من خليـل
كم لك بالإشراق والأصيل

من صاحبٍ أو طالب قَتيلِ
والدهـر لا يقـنـع بـالبـديـل

وإنـمـا الأمـر إلى الجلـيـل
وكـل حـي سـالـكٍ سبـيـلِ

وكررها ثلاثا فسمعته أخته زينت فأتته وهي حاسرة فقالت:

وااثــكــلاه ليت الموت أعدمني الحياة
اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن
يا خليفة الماضي وثمال الباقي

فنظر إليها الحسين ووعظها بأن لا يذهب الشيطان حلمها

فلطمت على وجهها وخرّت مغشياً عليها
فأقعدها الحسين عليه السلام وقال مواسيـاً لها

( يا أختاه إتقي الله وتعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماوات لا يبقون وأن كل شيئ هالك إلا وجهه الذي خلق الخلق بقدرته ويبعثهم فيعودون وهو فرد وحده أبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي ولهم ولكل مسلم في رسول الله صلى الله عليه وآله إسوة حسنة )

أخيه إني أقسمت عليك فأبري قسمي ( لاتشقي عليّ جيباً ولا تخمشي عليّ وجهاً ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا هلكت

ثم أعادها لخيمتها وعاد إلى أصحابه فوجدهم مابين راكع وساجد وقائم وقاعد ومستغفر وقارئ للقرآن
وبينما هم كذلك أقبلت سرية لعمر بن سعد عليها عروة بن قيس تراقب وتتجسس فقرأ الحسين عليه السلام قوله تعالى ( ولا يحسبنّ الذين كفروا إنّما نملي لهم خيرُُ لأنفسهم إنّمـا نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميـز الخبيث من الطيب)

فلما مضت السرية( أي ذهبت) بدأ الحسين عليه السلام وأصحابه يحفرون خندقا وراء خيامهم حتى إذا أتموا أمـرهم أن يضعوا الحطب فيه ثم يضرموا النار فيه حتى لا يهجم العدو من وراء الخيام وأن يُقرِّبـوا بين بيوتهم ويدخلو الأطناب بعضها في بعض فلما إكتملت الخطة عاد الحسين عليه السلام إلى خيمته يصلي ويتهجد

وفي السحر خفق عليه السلام خفقه فرأى في المنام أن كـلاباً تنهشه وأشدها عليه كـلب أبقـع

فعلم أن الذي سيتولى قتله رجل أبرص

ثم رأى جده رسول الله وقد أتاه في جماعة من الصحابة فقال له

( أنت شهيد هذه الأمة وقد إستبشر بك أهل السماوات والملأ الأعلى فعجّل ولا تتأخر وهذا ملاك قد نزل عليك من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء)

فتيقن الحسين عليه السلام بقرب عروجه إلى ملكوت الأبـرار.

إنتهى الجزء الرابع مـن كربلاء الحسين عليه السلام

 

إعـــــداد / وفــيـــه الــعــمـــري

//////////////////////////////////////////(

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى