نبيه بِرِّي في عين العاصفة والموساد اللبناني يُصَوِّب عليه بهدف إستهدافه “گ”رئيس مجلس نواب يُعتَبَر صاحب أكبر إجماع وطني حول شخصيته التوافقية.
بقلم _ إسماعيل النجار
ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس نبيه بِرِّي هجوماً سياسياً وإعلامياً بهذا الحجم! فالتاريخ يشهد أن الذي مَرَّ على شَيبَتِهِ الثمانينية منذ ٤٥ عام كانَ أكبر بكثير من الأصوات النشاز التي خرجت اليوم في أكبر حَملَة مُنظمة ومدفوعة الأجر منذ ثلاثين عام، ونتيجة مقال كتبهُ جون سميث المدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبيه(OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية تم نشره على منصة المفكر الأميركي منذ إسبوع والذي اتهم فيه الرئيس بري بالتسبب بإنهيار الإقتصاد اللبناني وعرقلة التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت وعدم التعاون مع منظمات ماليه ودوليه وغيرها الأمر الذي أثار غضب أميركا من وُجهَة نظر سميث،
وهذا الأمر منافٍ للحقيقة ومُجافي لها لأن الإدارة الأميركية لا زالت لغاية اليوم تعتبر الرئيس نبيه بري مفتاح الحوار اللبناني اللبناني وبوابة التفاهم مع حزب الله ولا غِنَىَ عنه ومن دونه فإن أمور كثيرة كانت ستنتهي بفوضى ودماء ولكن بحكمته وصراحته وتصميمه على أن لا يدخل لبنان آتون الصراعات الدوليه تجنباً لأي حرب أهلية كانَ دائماً يقف في النقطة الوسط بين كل الأفرقاء، لذلك لا توجد دلائل واضحة أو إشارات متاحة تشير إلى أن واشنطن قد قررت إنهاء الحياة السياسية لنبيه بري بشكل مباشر. في الواقع فإن السفير الأميركي كان قد سلَّم بري أبان فترة الحرب مع الكيان الصهيوني مسودة مقترح هدنة لوقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، مما يدل على أن الولايات المتحدة تعترف بدوره السياسي المحوري في لبنان وتسعى للتفاوض معه بشأن وقف إطلاق النار.
أما الهجوم الداخلي اللبناني المركز عليه، فهي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بمشروع إسرائيلي خارجي ووُجِهَت له اتهامات عدة منها تعطيل المؤسسات، واستغلال النفوذ، وتعزيز التحالف مع حزب الله، مما جعله بنظر غلمان السفارات مسؤولاً رئيسياً عن الأزمات المتفاقمة في البلاد، مثل تعطيل تشكيل الحكومات، والأزمات المالية، وتعطيل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. هذا الهجوم المنظم يهدف إلى تقويض نفوذه السياسي الذي يعتبره البعض من أؤلئك عائقاً أمام الإصلاح والتغيير، اليوم تبرز شخصية بري بأنها مفصلية وتجمع الفرقاء اللبنانيين، ومُفوَّض من قِبَل حزب الله والدولة، واستهدافه أو الإطاحة به قد يؤدي إلى حالة من الفوضى السياسية وربما تصعيد أمني، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والحساسية الطائفية في لبنان، لذلك، الإطاحة به قد تفتح الباب لصراعات داخلية معقدة لكنها ليست بالضرورة حرباً أهلية شاملة.
بيروت في،،. 2/7/2025