اسرار حرارة مقتل الإمام الحسين(ع)

بقلم _ عبدالله علي هاشم الذارحي

لقد إقتبست عنوان المقال مما ‌‌‏روي عن الرسول صلى عليه وعلى آله أنه قال:-
{إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد الى يوم القيامة}
هذا يعني أزلية الإصطفاء من قبل مولده، لأن يتبنى دور مهما في تاريخ الإنسانية بعد مولده،لا ينتهي بمقتله، وانما يستمر دوره حتى تجتمع الخصوم عند الله يوم القيامة، ألأدلة على ذلك كثيرة منها:-

١- حديث الرسول( ص) {مكتوب على ساق العرش؛ إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة}صدق رسول الله صلى عليه وآله.
٢- لذلك نجد عِلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما سيحدث لولده الحسين في كربلاء، وكذلك كان الإمام
علي والإمام الحسين عليهما السلام يعلمان ذلك ولم يكن سرا، مع ذلك خرج ولم يجبُن،رغم وصية اخاه محمدابن الحنفية بعدم الخروج. واذا كان ولا بد فليخرج الى اليمن التي له بها انصارًا..

فما اسرار هذه الحرارة التي لا تبرد ابدًا؟
الإجابة على السؤآل لا يمكن ايجازه بمقال الحروف،فكم قد كَتب وسيكّتب الكُتاب -مسلمين ومسيحيين ومستشرقين الخ- عن كربلاء.من كُتب ومجلدات عديدة بلغات عدة،جميعها كشفت بعض يسير عن حياة الحسين ثورةً ومظلوميةً وصمودًا وإنتصارًا…وووو…الخ..

بناءً على ماسبق حاولت الإجابة عن اسرار حرارة مقتل الإمام الحسين(ع) التي لاتبرد بقلبي وقلوبكم، فوالله اني كتبتها والعين تدمع، وفكري يجول مستذكرًا الماضي والحاضر، فإن لامست من وجهة نظري الإجابة فمن الله وإن اخطأت فمنكم المعذرة، واليكم إجابتي في النقاط الآتية:-

١- هذه الحرارة ربما تكمن في الهدف الذي لأجله خرج الإمام الحسين بن علي.سلام الله عليه وعلى آله حيث قال«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، و هو خير الحاكمين»..

٢- أيضا تبقى حرارة ثورة الإمام الحسين شعلة متوقدة،ومعجزة متجددة للأبد. لأن ثورة الحسين هي من أذكت الروح الثوريةلدى المسلمين ،والتي حاول الأمويون إخمادها،واستمرت تلك الروح في الثورات التي تلتها،حيث اتخذت من كربلاءعاملاً مهماً من عوامل إثارة النفوس،فكانت كربلاء رمزاً وشعاراً وروحاً لكل الثورات التي تلتها،عبرالتاريخ، لا يتسع المجال هنا لذكرها..

٣- حرارة ثورة الإمام الحسين تعني للأمة الثقة بالنفس والصمود مهما كانت قوة العدو،عددًا وعدة،ففي كربلاء إنتصرت الدماء على السيوف والحق على الباطل..

٤- الإمام الحسين(ع)لم يكن هدفه الوصول الى السلطة.بل كان هدفه ابعد من ذلك، فثورته فتحت بابا واسعا امام منهج جديد،فالهدف الذي اختاره الإمام الحسين(ع)هو صالح لكل زمان ومكان، فكل يوم عاشوراء وكل مكان كربلاء، وان الإمام الحسين(ع) لم يكن للمسلمين ولا للشيعة بل لأحرار العالم كله..

٥- بشاعة مقتل الحسين ومن ثبت معه، وما لحق بأهل بيته بعد الحادثة من جرائم، تبقى حرارة متوقدة في قلوب المؤمنين.. ‏امتثالًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم{حسين مني وأنا من حسين احب الله من أحب حسينًا}فهذا دليل على ماجرى له، فويل لمُبغضه وقاتله وخاذله ،أما نحن فنقول”اللهم اجعلنا ممن احبه وسار على نهجه رافعين شعاره”هيهات منا الذلة”لبيك ياحسين؛^

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى