[ نماذج من أصحاب الإمام الحسين ]
[ الحلقة الثالثة ]
بقلم _ الشيخ حسن عطوان
9. سعيد بن عبد الله الحنفي .
من مواقف يوم الطف : إنَّ الإمام طلب من زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي أنْ يتقدما أمامه بنصف مَن بقي معه ، ثم صلى بهم ، فوصل إلى الحسين سهم ، فتقدم سعيد بن عبد الله الحنفي ووقف يقيه بنفسه ، وبقي صامداً حتى سقط إلى الأرض ، وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك ، ثم قضى نحبه ، فوِجِد به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح .
***************
10. عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري .
قاتلَ شديداً ، ورجع للحسين فوقف دونه ليقيه من العدو ، فجعل يتقي السهام بجبهته وصدره فلم يصل إلى الحسين سوء حتى أُثْخن بالجراح ، فالتفت إلى الحسين وقال :
أوَفيتُ يا بن رسول الله ؟؟
قال : ( نعم ، أنت أمامي في الجنة ) .
*************
11. عبد الله بن عفيف الأزدي .
بعد أنْ أُستشهد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه ، وجيء بأهل البيت إلى الكوفة ، صعد عبيد الله بن زياد المنبر وبدأ يسب أهل البيت ، ومما قاله :
” الحمد لله الذى أظهر الحق وأهله ! ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب أبن الكذاب الحسين بن علي وشـيعته ” .
ولم يتم ابن زياد كلامه حتى نهض عبد الله بن عفيف مخاطباً أياه :
يا ابن مرجانة ! إنما الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين .
فأمر ابن زياد بإلقاء القبض عليه ، فاستنجد برجال الأزد وهي قبيلته ، فعندئذ قام رجال منها ، وخلّصوه من يد جلاوزة ابن زياد ، وأخرجوه من المسجد ، فأرسل ابن زياد مَن يحاصر بيته ، فقاتلهم ، ولأنّه كان فاقداً للبصر كانت ابنته هي التي توجهه لقتالهم ، ولكنْ لكثرتهم قبضوا عليه ، وجيء به إلى الطاغية فأمر أنْ تُضْرَب عنقه ، ويصلب في كناسة الكوفة ، فكان أول مَن أُستشهد بعد واقعة الطف .
***********
عظّم الله أجوركم .
[ حسن عطوان ]