في حضرة الشجن وعلى بساط الولاية :
بقلم _ د.أحمد الخاقاني
لا أدري .. أأنا من ذاك الزمن الذي سكنه الوجع النبيل، والشجن الطاهر الذي لا يشبهه شجن؟
زمنٌ كانت الأرواح فيه تمشي على أطراف الحنين، وتسكب أنفاسها في كفِّ الغياب، كأنها صلاةُ عشق لا تنقطع.
ثمة وجع هناك لا يُحاكى، وشوقٌ لا يُترجم، ومقاماتُ أنينٍ تعزفها الأرواح في صمت يعرفه العارفون.
أشعر وكأن قلبي لا ينتمي إلى هذا العصر المُتخَم بالضجيج، بل إلى فسحةٍ من نورٍ مضى، حيث كانت الدموع تسجد، والحروف تتطهر قبل أن تُكتب.
فهل أنا غريبٌ هنا… أم أنني مقيمٌ هناك، في زوايا الحنين، أطوفُ حول أطلالِ وجدي، وأستأنسُ بسَكينةِ من رحلوا وبقوا؟
هناك… حيث تمرُّ أرواح آل محمد، وتترك في القلب أثراً من نور، ووهجاً من فداء، وسكينةً لا تشبهها سكينة.
هناك… حيث كربلاء ليست أرضاً، بل مقاماً تسكنه الأرواح التي تاقت للحق، فذابت فيه عشقاً وشهادة.
فيا رب، لا تحرمني من دربهم، واجعل لي في محبتهم مقاماً، وفي بكائهم نصيباً، وفي فلكِ ولائهم دوراناً لا ينقطع، حتى لقاءهم على حوضهم، وأنت راضٍ عني، يا أرحم الراحمين.